كشفت شركة نيسان للمرة الأولى في أوروبا، عن نموذج اختباري لسيارة IMx KURO من فئة كروس أوفر في معرض جنيف الدولي للسيارات.
ويأتي الإصدار KURO، والذي يعني اللون الأسود باللغة اليابانية، ضمن الطراز IMx الذي أعلن عنه للمرة الأولى في معرض طوكيو الدولي للسيارات في شهر أكتوبر من العام الماضي. وتأتي IMx KUROبتصميم أسود جديد لعجلة القيادة والتفاصيل الداخلية، بالإضافة إلى لون رمادي داكن جديد لجسم السيارة الخارجي وشبكة أمامية ذات تصميم جديد.
وتقدم السيارة IMx KURO لمحة من مستقبل “التنقل الذكي من نيسان”، رؤية الشركة لتغيير الطريقة التي تعمل وتستخدم بها السيارات وتكاملها مع المجتمع، وتم تصميم النموذج المبتكر ليقوي الصلة بين السائق والسيارة ويجعلها شريك يمكن الاعتماد عليه وقادر على تقديم تجربة قيادة آمنة ومناسبة وممتعة في الوقت نفسه.
وتشمل التحسينات التي أدخلت على نيسان IMx KURO، دمج تقنية التحكم عن طريق الدماغ “Brain-to-Vehicle” (B2V) الرائدة من نيسان. وتعمل تقنية B2V على ترجمة إشارات دماغ السائق وتنقلها إلى السيارة لمساعدة أنظمة السيارة ذاتية القيادة واليدوية على التعلم من السائق.
وفي معرض تعليقه، قال جوزيه مونيوز، رئيس قسم الأداء في نيسان: “يجسد نموذج السيارة IMx KURO عديمة الانبعاثات من فئة كروس أوفر، مستقبل نيسان للتنقل الذكي، وهو التزام نيسان بتغيير الطريقة التي يتواصل بها السائق مع السيارة، وتفاعل السيارة مع المجتمع في المستقبل القريب وما بعده”.
السفر أكثر متعة مع “التنقل الذكي من نيسان”:
ويأتي الإصدار المستقبلي من تكنولوجيا ProPILOT في قلب المزايا التكنولوجية للنموذج IMx KURO، ليوفر تنقل ذاتي بشكل كامل. فعند اختيار نظام ProPILOT، يقوم النظام بإخفاء عجلة القيادة داخل لوحة العدادات وإرجاع المقاعد إلى الخلف لتوفير المزيد من المساحة للسائق وإتاحة الفرصة للمسافرين للاسترخاء والتمتع بالرحلة، أما عند الانتقال إلى النظام اليدوي، تقوم السيارة بإرجاع المقاعد وعجلة القيادة إلى وضعهما الأصلي بطريقة سلسة، وإعطاء السائق كامل التحكم.
وستساعد تكنولوجيا B2V الموجودة في السيارة نيسان IMx KURO على تسريع وقت رد فعل السائق وهو ما سيؤدي إلى استمرار السيارة في التأقلم لتجعل تجربة القيادة أكثر متعة، وتأتي هذه التقنية المبتكرة من “نيسان” نتيجةً لجهود البحث في مجال استخدام تكنولوجيا فك تشفير إشارات الدماغ للتنبؤ بخطوات السائق والكشف عن أي حالة عدم ارتياح:
التنبؤ: من خلال التقاط الإشارات التي تدل على أن دماغ السائق يوشك على توجيهه لاتخاذ خطوة ما أو القيام بحركة معينة مثل تحويل عجلة القيادة أو الضغط على دواسة الوقود، ويمكن لتقنيات مساعدة السائق العمل بسرعة أكبر مما سيعزز أوقات ردة الفعل خلال القيادة اليدوية.
الكشف: من خلال الكشف عن حالة عدم ارتياح السائق وتقييمها، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير إعدادات أو نمط القيادة حين تكون المركبة في وضعية التحكم الذاتي.
وتقوم فكرة عمل تكنولوجيا نيسان B2V، الأولى من نوعها في العالم، على ارتداء السائق لجهاز يقيس نشاط الموجات الدماغية، التي يتم تحليلها بعد ذلك عن طريق نظام التحكم الذاتي، وهو ما يجعل النظام قادر على توقع أفعال السائق واتخاذ القرارات اللازمة، مثل تغيير الاتجاه أو إبطاء السيارة، بسرعة استجابة أسرع من استجابة السائق بـ0.2 ثانية إلى 0.5 ثانية، ويقوم النظام بكل هذه الخطوات بشكل محسوب جدا.
الراحة ومتعة قيادة السيارات الكهربائية مع ” الطاقة الذكية من نيسان “
تعتمد السيارة نيسان IMx KURO عديمة الانبعاثات، على منصة نيسان الجديدة للسيارات الكهربائية، والمصممة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة، وتسمح المنصة بجعل أرضية السيارة مسطحة بالكامل، وهو ما يعزز ديناميات القيادة ويجعل المقصورة فسيحة، ومع انخفاض مركز الثقل، يوفر الشاسيه قدرة تحكم عالية وهو ما سيعمل على إعادة تشكيل قطاع السيارات من فئة كروس أوفر.
وتوفر مجموعة القدرة القوية والصامتة في الوقت نفسه، أداءً محسناً، بالإضافة إلى وجود زوج من المحركات الكهربائية عالية القوة في الأمام والخلف، ما يعطي السيارة دفعاً رباعياً. وينتج المحركان طاقة قدرها 320 كيلوواط و700 نيوتن متر من عزم الدوارن القوي، أكثر من سيارة نيسان GT-R فائقة السرعة، مدفوعة ببطارية عالية السعة، تم إعادة تصميمها وهندستها من أجل زيادة كثافة الطاقة. وتدعم البطارية الجديدة مدى قيادة لأكثر من 600 كم بشحن واحد، ليتمكن المسافرين من الاستمتاع برحلة طويلة بدون التفكير في إعادة الشحن.
جزء من البنية التحتية الاجتماعية: “نيسان للتكامل الذكي”
ويمكن للسيارة IMx KURO المساهمة في البنية التحتية الاجتماعية بطريقة الأولى من نوعها، فعلى سبيل المثال، بعد توصيل مالكها إلى المطار، يمكنها التوقف بنفسها في نقطة، حيث تستطيع الاتصال بشبكة الكهرباء المحلية لتعمل كمحطة توليد افتراضية عن طريق إعادة الكهرباء الموجودة في البطارية إلى الشبكة، كجزء من إمكانيات أنظمة “من المركبة إلى المنزل” و”من المركبة إلى المبنى”، وعند عودة مالكها، تستطيع السيارة الذهاب إليه لتقله من المطار والعودة به إلى المنزل، في عملية تتم بكفاءة عالية، ويرجع الفضل لذلك، جزئياً، إلى زيادة سعة البطارية وتكنولوجيات اتصال السيارة بما في ذلك التنقل الذاتي السلس.
تصميم جديد للسيارات الكهربائية في عصر القيادة الذاتية:
يوجد اختلاف واضح في تصاميم المركبات، الداخلية والخارجية حتى الآن. حيث يوفر التصميم الخارجي شعورا بالأمان، في نفس الوقت يعطي التصميم الداخلي بيئة مناسبة للتركيز خلال القيادة.
ومن المرجح أن يتم تغيير هذا الاختلاف القائم على الغرض، مع ظهور السيارات التي تعتمد على القيادة الذاتية بالكامل، وسعى المصممون في نيسان إلى إعادة تعريف المساحة الداخلية للسيارة IMx، لخلق شعور بالمساحة الرحبة، وفي الوقت نفسه المحافظة على الشعور بالخصوصية. ولتحقيق هذا صمموا مساحة تربط بين داخل وخارج السيارة.
وأراد المصممون في الوقت نفسه، الحفاظ على الخصائص الرئيسية للسيارات الكهربائية، من حيث الهدوء والسلاسة والشعور بالخفة، مع القوة والدينامكية. آخذين إلهامهم من المفاهيم اليابانية “ما”، الذي يعبر عن الشعور بالمساحة والوقت، و”وا” الذي يعبر عن الانسجام، ليجمعوا بين مفهومين متناقضين إلى حد ما، يعبران عن السكون والحركة.
التصميم الخارجي: يستعرض الشخصية المتميزة للسيارات الكهربائية:
وقام فريق التصميم في نيسان، بقيادة ألفونسو ألبيسا، نائب الرئيس الأول للتصميم العالمي، بإجراء بعض التغييرات الصغيرة والهامة في الوقت نفسه في السيارة IMx، منذ الكشف عنها للمرة الأولى في معرض طوكيو للسيارات، ومن ثم التغييرات الجديدة على الإصدار KURO.
وقام الفريق بتبسيط الشبكة الأمامية لإضفاء طابع أقوى وأكثر صلابة، وتغيير اللون من الأبيض اللؤلؤي إلى الرمادي الداكن العميق، وعجلات وتفاصيل داخلية سوداء. لتعطي الألوان الجديدة لسيارة IMx مظهراً وحضوراً قوياً.
وكان الهدف من وراء التغييرات في التصميم هو اختبار ما إذا كان نموذج IMx باعتباره استعراضٍاً للريادة في القيادة الذاتية من نيسان وقيادة السيارة الكهربائية، يمكنه أن يعمل مع شخصية مختلفة وأكثر قوة.
وحافظت نيسان على ميزات التصميم الرئيسية التي أعطت تأثيراً قوياً للنموذج في معرض طوكيو، بداية من تصميم الشبكة الأمامية V-motion، إلى الخط الذي يمتد من المقدمة عابراً غطاء المحرك إلى نهاية السيارة، والمساحة العريضة للرفارف الامامية التي تبدأ من الشبكة وتتسع بسلاسة لتندمج مع جوانب السيارة، لتخلق شعورا بالطبقات.
وأضاف ألبيسا: “بعد معرض طوكيو للسيارات، واصلت أنا وفريقي النظر في إمكانيات IMx، وسألنا أنفسنا إذا كان المفهوم الأساسي للسيارة IMx يمكن أن يكون مستوحى بشكل أكبر من سيارات الدفع الرباعي، عن طريق إجراء بعض التغييرات البسيطة نسبيا على التفاصيل والمظهر واللون.”
وتابع: “وبإضافة كل هذا العناصر، اجتمعت هذه التغييرات الصغيرة معا لتعطي IMx KURO، شخصية مختلفة تماماً، حتى أن اسم KURO يعكس ذلك، فالسيارة تعطي إحساساً بالقوة، وهو مايجعلنا نعتقد بأنه وضع مميز لهذا النموذج الاولي والتطبيقات التكنولوجية التي تستعرضها هذه السيارة”.
التصميم الداخلي: بسيطة ورحبة ومريحة
وتلتزم المساحة الداخلية لنموذج السيارة IMx KURO بالمفهوم الأساسي للمساحة الموجودة في المنازل اليابانية التقليدية، مما يعطي شعوراً بالانفتاح.
وتعرض لوحة السيارة البانورامية من نوع OLED، المشهد الخارجي في خلفيتها، وفي شاشة منفصلة بإطار خشبي موجودة أسفل لوحة العدادات وتمتد حول خطوط الأبواب الأمامية، يمكن رؤية المشهد الخارجي أيضاً بدقة، في شكل يشبه “Shoji”، النوافذ الورقية اليابانية التقليدية.
وتم حفر النمط “katanagare” على المقاعد بدقة باستخدام الليزر، واستخدم النمط “kumiki”، الأحجية اليابانية الخشبية المتشابكة، في زخرفة مساند الرأس، والتي صنعت من مادة السليكون، وإطار مطبوع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وسيسمح الذكاء الاصطناعي للسائق بالتحكم في لوحة العدادات عن طريق حركة العينين والأيدي، لتؤدي هذه الواجهة الحدسية إلى أقل تحكم يدوي أو استخدام للمفاتيح، ما يجعل مقصورة IMx بسيطة ومريحة وذات كفاءة عالية.