إن إنشاء محتوى الفيديو القصير يُعدّ من الهوايات الممتعة والممكن إنجازها بسرعة وسهولة، فضلاً عن أنها وسيلة تساعدك على زيادة أعداد مشاهديك من الجمهور! ومع ذلك، هناك بعض الجوانب الأساسية التي ينبغي مراعاتها في حال كنت ترغب بالفعل بتحقيق نمو سريع واحترافي لقناتك.
وقال المتحدث باسم “لايكي”، “من الملاحظ أن الإقبال على صنع محتوى الفيديو سرعان ما أصبح هواية ومهنة لكسب الرزق بالنسبة للكثيرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.” وأضاف بالقول، “وبالرغم من ذلك، هناك العديد من الأفراد الذين يبحثون باستمرار عن طرق أفضل للتسجيل من أجل تحسين جودة مقاطع الفيديو القصيرة التي ينشئونها وتقليل الوقت المستغرق في صناعة المحتوى وبلورته من الفكرة إلى الواقع. ولهذا فإن إنشاء مقاطع الفيديو على نحو هادف وفعّال هو، في الواقع، ما يجعل صانعي المحتوى يتميزون عن نظرائهم ويتيح لهم فرصة للتألق والانتشار، ليس فقط على “لايكي”، بل على كافة المنصات المتخصصة في إنشاء وبث مقاطع الفيديو القصيرة.”
ومن المتعارف عليه أن تكوين شبكة واسعة من المتابعين وتحقيق مزيد من النمو للقنوات هو في الواقع مسألة تقنية أكثر من مجرّد اقتناء معدات وإعدادات كاميرا باهظة الثمن، إذ إن كل ما تحتاجه هو اتباع النصائح والإرشادات التالية.
التخطيط المسبق
قبل أن تبدأ، من الأفضل أن تسأل نفسك، ما الذي تسعى إلى تحقيقه وما هي الرسالة التي ترغب بإيصالها إلى جمهورك من خلال إنشاء مقاطع الفيديو القصيرة. يستحسن أن تبدأ بتحديد الهدف من هذا الفيديو. ولا بد أن تضع في اعتبارك الأمور التي ترغب القيام بها من خلال مقطع الفيديو أو طريقة تفاعلك مع متابعيك. قم بتحديد جمهورك المستهدف أيضاً. والسؤال الذي يدور هنا، كيف يمكنك جعل مقطع الفيديو الخاص بك يخاطب المشاهدين مباشرة؟
قم بوضع السيناريو والمخطط الافتراضي لقصة الفيلم المصورة بعد تحديد أهداف مقطع الفيديو القصير الخاص بك. ثم قم بمراجعته وتعديله إلى الحد الذي تعتقد بأنه قد أصبح جيداً قدر ما أمكن. وفي حال كان ضرورياً، قم بإعادة ترتيب ومونتاج وإزالة المشاهد أو الأجزاء التي لا معنى لها. اجعل مقاطع الفيديو الخاصة بك قصيرة وأكثر صلة بالجمهور قدر الإمكان حتى لا يشعر المشاهدون بالملل.
جودة الإضاءة
تُعدّ الإضاءة من أحد العوامل الرئيسية التي تحدد ملامح وشكل مقطع الفيديو الخاص بك. وكن على ثقة بأن لديك القدرة على إنشاء مقطع فيديو بمنتهى الروعة والجاذبية، ولكن الإضاءة غير الجيدة ستجعله يبدو على عكس ذلك. قبل أن تبدأ بالاستثمار في إعدادات وطرق الإضاءة الاحترافيه، ينبغي أن تضع في اعتبارك بأن ضوء الشمس الطبيعي يُعد من أحد أفضل مصادر الإضاءة. يستخدم العديد من صانعي المحتوى الناشئين، الذين ليس لديهم الميزانية الكافية لاقتناء إعدادات الإضاءة الاحترافية، الضوء الطبيعي كمصدر إضاءة لغرفة التصوير الخاصة بهم.
وفي حال كنت تقوم بالتصوير في الخارج، تأكد من اختيار مكان غير معرّض للضوء الشديد، لأن أشعة الشمس في وقت الظهيرة ستكون حتماً في أوج قوتها، وهو ما قد يتسبب في زيادة سطوع لقطات مقاطع الفيديو الخاصة بك. وعندما تكون لديك القدرة على شراء المعدات اللازمة لإعدادات الإضاءة الاحترافية، من الأفضل توجيه مصدر الضوء على وجهك بدلاً من أن يكون فوقك منعاً لتشكل الظلال المزعجة.
وفي حال كنت تقوم بالتصوير في الداخل، سيتطلب الأمر منك بأن تكون أكثر تركيزاً بشأن أنواع الإضاءة التي تستخدمها ومكان تركّزها. وهناك شيء واحد ينبغي عليك تجنبه وهو الإضاءة العلوية – إذ من الممكن أن تشكّل ظلالاً غير مبهجة على وجوه الأشخاص. وبالتأكيد، تتيح النوافذ مصدر إضاءة طبيعي جيد. وبإمكانك أيضاً استخدام مصباح كبير أو مصباحين لتحديد نوع ومقدار الإضاءة المطلوبة، وبالطبع ستكون هذه الطريقة أكثر جدوى عندما تقوم بالتصوير في بيئة مظلمة.
وللحصول على بيئة إضاءة احترافية جيدة بكل المقاييس لمقاطع الفيديو القصيرة الخاصة بك، ما عليك سوى إجراء التسجيل أمام جدار مطلي بلون موحّد أو بتغطيته بملاءة سرير أحادية اللون أو ورق جدران يستخدم كخلفية للتصوير. وهذا سيمنحك الإطلالة ذاتها على غرار معظم صانعي المحتوى المحترفين الآخرين.
هل تفتقر إلى الميزانية الكافية لشراء كاميرا جيدة؟ لا عليك، هاتفك المتحرك يحقق لك الغرض المطلوب.
لا حاجة بك لاستخدام كاميرا احترافية. بإمكانك استخدام هاتفك المتحرك كبديل عن ذلك، وهو سيحقق لك الغرض المطلوب. هناك بعض من أفضل مقاطع الفيديو القصيرة التي تم إنشاؤها باستخدام الهاتف المتحرك، كما أن جودة الكاميرا قد شهدت تحسناً كبيراً ومتنامياً على مر السنين. وفي حال كان لديك هاتف “آي فون”، أو واحداً من أحدث الهواتف الذكية التي تعمل بنظام “أندرويد”، فمن المحتمل أن يكون بحوزتك إحدى الكاميرات الرائعة إن لم تكن الأرقى أيضاً، التي يمكنك استخدامها للتسجيل. ويسرنا أن نقدم لك بعض النصائح للتأكد من أن مقاطع الفيديو التي تسجّلها عن طريق هاتفك المتحرك تبدو رائعة حقاً.
أولاً، استخدم الكاميرا الخلفية لهاتفك، لأنها أقوى من حيث الكفاءة والأداء مقارنة بالكاميرا الأمامية. في حال تطلب الأمر منك استخدام الكاميرا الأمامية، خاصةً أثناء تنقلك، احرص على عدم الإكثار من استخدامها، وليكن الغرض منها فقط لجعل المشهد يبدو أصلياً قدر ما أمكن. وبخلاف ذلك، قد يتطلب تسجيل مقاطع الفيديو الاحترافية استخدام الكاميرا الخلفية، كما هو الحال بالنسبة لك عندما كما تفعل عادةً في حال كان لديك كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة أكبر حجماً.
اختر التسجيل بوضعية الشاشة الأفقية وليس العمودية. وهذا سيتيح لك خاصية تصوير للفيديو بحيث يمكنك مشاهدتها على أي جهاز كمبيوتر محمول أو شاشة أكبر حجماً. ولكي يتسنى لك جعل مقطع الفيديو يبدو أكثر حرفية، تتيح لك معظم كاميرات الهواتف الذكية خاصية “تراكب الشبكة” عل شاشتك، ننصحك باستخدام هذه الطريقة. وفي حال كنت تقوم بالتصوير يدوياً، فهذا من شانه مساعدتك في الحفاظ على ثبات مستوى هاتفك وتجنب اللقطات المهتزة.
استخدم حامل ثلاثي القوائم صغير أو حامل من نوع “جوريلا بود” ثلاثي القوائم صغير، في حال أمكنك ذلك، لأن التصوير عن طريق حمل الهاتف باليد قد يجعل مقطع الفيديو يبدو غير احترافياً بشكل كلي. هناك العديد من حوامل القوائم منخفضة التكلفة يمكنك شراؤها لتثبيت هاتفك عليها أثناء التسجيل.
بعد الانتهاء من التسجيل، فإن الأمر التالي الذي ينبغي عليك أخذه في الاعتبار هو المونتاج.
المونتاج
هناك قائمة ببرامج المونتاج المجانية والمدفوعة التي يمكنك استخدامها لتحويل محتوى الفيديو الخام إلى مقطع فيديو تصويري مناسب. من ضمن تلك البرامج “كامتاسيا” (Camtasia) و”آي موفي” (iMovie) والمزيد غيرها من أدوات المونتاج الاحترافية السهلة الاستخدام، مثل “سوني فيجاس” (Sony Vegas) و”فاينال كات برو” (Final Cut Pro) للأجهزة بنظام “ماك” (Mac) و”أدوبي بريميير برو” (Adobe Premiere Pro).
وجميع تلك البرامج والأدوات تعمل بنفس المبدأ. كما أن برنامج مونتاج الفيديو الجيد ينبغي أن يتيح لك إضافة الموسيقى والنصوص والانتقال من فيديو إلى آخر وتقليم وقص وقطع الفيديو والقدرة على إنشاء مقطع فيديو يتوافق مع أي منصة بث لمحتوى الفيديو.
إن الأشياء الأساسية التي ينبغي النظر إليها خلال هذه المرحلة بسيطة للغاية.
قم بإزالة الضوضاء في الخلفية واجعل تنقلاتك بين الصور بسيطاً ومتناغماً، وتأكد من التدفق السلس لمقطع الفيديو بالكامل من دون الإيحاء للمشاهد بأنك قمت بإنشاء المقطع من خلال تسجيلات منفصلة. وكما ذكرنا، فالمونتاج مهارة ستتعلمها مع مرور الوقت وستتمكن من تنمية مهاراتك فيها تدريجياً.
حافظ على قوة حضورك أمام الكاميرا
الخطوة التالية هي كيفية إثبات قوة حضورك أمام الكاميرا، فهذا يؤثر بشكل كبير على كيفية مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بك، بل إنه في الواقع يلعب دوراً في جذب المزيد من الأشخاص لمشاهدتها، لأنه ليس هناك شيء أكثر أهمية من الوجه. وفي حال شعرت بأنك لست على ما يرام أمام الكاميرا، فلا تقلق، لأن الممارسة المستمرة ستعزز من مهاراتك وتجعلك تبدو رائعاً ومتمكّناً.
حافظ على هدوئك أثناء التصوير وقم بتجهيز السيناريو أو الفكرة التي ستتحدث عنها في الفيديو وتظاهر بأنك تجري محادثة مع شخص ما أمام الكاميرا.
روّج لمقاطع الفيديو القصيرة الخاصة بك
التحدي الأخير الماثل أمامك! إذا كانت طريقة إنشاء مقطع الفيديو الخاص بك هو الجزء الأول من هذه النصائح والإرشادات المتكاملة، فإن الجزء الأخير والأهم هو معرفة كيفية جذب الناس لمشاهدته. في حال كنت تطمح إلى تطوير مهاراتك الشخصية كصانع متمرس لمقاطع الفيديو القصيرة، فستحتاج للترويج لنفسك وكسب المزيد من المشاهدات وزيادة عدد متابعيك من الجمهور.
لا تدع اليأس يتسلل إليك عند البدء، لأن الناس لايزالون يتعرفون عليك في هذه المرحلة. يمكنك، على الأغلب، البدء بتطوير نفسك وتحقيق مزيد من الانتشار من خلال اتباع الطرق الأسهل من خلال الطلب من أصدقائك وعائلتك مشاركة مقاطع الفيديو الخاصة بك مع جهات الاتصال الخاصة بهم. ولاتنسى، فأنت تنافس على جذب انتباه الناس إليك في ظل عالم يشهد تحميل أكثر من 500 ساعة من مقاطع الفيديو القصيرة كل ثانية. لذا فإن أي مشاهدات تحصل عليها ستكون حتماً جيدة بالنسبة لك!
كن متسقاً في أفكارك وأسلوبك، وقم بإنشاء وبث مزيد من المحتوى وركز دائماً على الرؤى والتطلعات التي تقوم عليها قناتك. ومع مرور الوقت، ينبغي أن تجذب المزيد من المتابعين، وستحقق مزيداً من التطور والنمو كصنانع لمحتوى الفيديو.