منحت موسوعة غينيس للأرقام القياسية مساء أمس الأول الوثيقة الرسمية لتحقيق المملكة العربية السعودية الرقم القيامسي في أعلى سارية علم سارية في العالم.
وأعطى صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة شارة الأنطلاق لرفع العلم فوق السارية خلال احتفالات المنطقة باليوم الوطني الـ 84 للمملكة وتدشين السارية التي بلغ ارتفاعها 171.4 متر ورفع العلم الذي تبلغ مساحتها الاجمالية 1635 متر مربع وتتوسط ميدان خادم الحرمين الشريفين الذي تبلغ مساحته 26 الف متر مربع.
وأعلن برافن باتيل، المحكم الرسمي في غينيس للأرقام القياسية، يسعدنا ان نعلن ان سارية العلم المقامة في جدة بميدان خادم الحرمين الشريفين تعتبر الان هي أطول سارية علم في العالم واستوفت على كافة الشروط الخاصة لإنجاز هذا الرقم القياسي بإرتفاع 171.4 متر وبذلك تكون أمنانة محافظة جدة ومبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية قد نجحت في تحقيق الرقم القياسي العالمي.
وعبر المهندس محمد عبداللطيف جميل، رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، في كلمة نيابة عن أهالي منطقة مكة المكرمة خلال الحفل عن الفخر والاعتزاز بهذا اليوم المجيد، قائلاً : “إننا في هذا الوطنِ الكريمِ المعطاء يجبُ علينا أن نُهنيءَ أنفُسنا ونحمدَ اللهَ على مانحنُ فيهِ مِن نِعمٍ متواليةٍ ومزايا متعددة”.
واضاف : “هنيئاً لنا بوطنٍ قامَ بتوحيدهِ ملكٌ حكيم وعمِلَ مِن بعدهِ أبناءُهُ البررة المُخلصينَ على مواصلةِ هذا النهجِ وتطويرهِ ، حتى أصبحنا نعيشُ في واحةٍ فريدةٍ شمالُها كجنوبها وشرقها كغربها والكلُ يرددُ … الله ثم المليك والوطن والكلُ يؤكِدُ سمعاً وطاعة سيدي”.
وقال المهندس جميل : هنيئاً لنا بوطنٍ يقودُهُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليعُمَ الأمنَ والأمان والسكينةَ والاطمئنان بفضلِ اللهِ وتوفيقه.
وأكد المهندس جميل ان هذا الوطن يستحق التهنئة بهذا الشعبَ الوفي العظيم الذي هو الكنزُ الحقيقي لهذا الوطن ، مشيراً الى ان حبَ هذا الشعبِ لذلك المليك الذي ملكَ قلوبَ مواطنيهِ كبيرُهم وصغيرُهم فلهُ مكانةً عظيمةً ومحبةً خالصةً تزيدُ كلَ يومِ في قلوبَ أبناءهِ من المواطنين، موضحاً انه بادلَ شعبه حباً بحب ووفاءً بوفاءٍ فسادت الأُلفة والمحبة والمودة، فهنئاً لنا بهذا الشعب وهذا الملك.
ورفع المهندس محمد عبداللطيف جميل بإسمِ أهالي منطقةِ مكةَ المكرمة خالصَ التهنئةِ لخادم الحرمينِ الشريفين الملكَ عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهدهِ الأمين صاحبَ السمو الملكي الأميرَ سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحبَ السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ، وأمير منطقة مكة المكرمة صاحبَ السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز .
واوضح في هذه الكلمة: إِننا نتذكرُ هذهِ النعم المتوالية في هذا اليومِ التاريخي المجيد والذي يُصادفُ الذكرى الرابعةَ والثمانين لتوحيدِ هذا الكيان العظيم ، فيكونَ واجباً علينا أن نشكُراللهَ عز وجل على هذه النعمِ وأن نحرِصَ على أداءِ حقوقِها والوفاءِ بالتزاماتِها ويأتي في مُقدمةِ هذهِ الحقوق الحرصَ على أن نحتفل بالوطن كل يوم .
وكانت مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية بالتعاون مع أمانة محافظة جدة قد نفذت هذا المشروع بأعلى المواصفات والتقنيات العالمية واستخدمت أعلى المعايير الهندسية المختصة في هذا الجانب سواء في التصميم او التنفيذ. ويعتبر هذا المشروع احدى المبادرات التي تبنتها ونفذتها مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية بالتعاون مع أمانة محافظة جدة هدية منها للوطن الغالي عرفانا بالحب الذي يحمله كل مواطن تجاه هذه الأرض الطيبة.
وقال الدكتور ابراهيم باداود، المدير العام التنفيذي لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، ان هذا المشروع العملاق يمثل احد اهم المشاريع التي انجزتها مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية لتأكيد الولاء والحب لهذا الوطن.
واضاف الدكتور باداود، قائلاً: ” شرف كبير لنا أن نقوم ببناء أعلى سارية علم في العالم بالتعاون مع أمانة محافظة جدة وان تحمل هذه السارية علم المملكة العربية السعودية وتكون في ميدان خادم الحرمين الشريفين وسيكون هذا المشروع معلما بارزا ومميزا في مدينة جدة يفتخر به كل مواطن سعودي. ً
وتطرق باداود الى ان فكرة العلم والسارية بهذا الارتفاع جاءت منذ عامين من خلال قيام رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الإجتماعية المهندس محمد عبداللطيف جميل بالتقدم إلى معالي أمين محافظة جدة بفكرة انشاء معلم وطني يقدم هدية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بمناسبة عودته سليماً معافا الى الوطن بعد رحلته العلاجية وقد وجدت هذه الفكرة كل الدعم والتقدير من أمانة محافظة جدة ، لتكون هذه المبادرة تعبيراً عن الحب والولاء الذي يكنه ابناء هذه البلاد لوطنهم، وتبنته مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية وسخرت له كافة الامكانيات الفنية والتقنية والمادية.
وأثنى الدكتور باداود على الدور الذي قامت به أمانة محافظة جدة في اختيار الموقع المناسب لاقامة هذه السارية وتسهيل اعمال التنفيذ لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، مشيراً الى ان أمانة محافظة جدة كانت من العوامل الرئيسية لنجاح تنفيذ هذا المشروع لكي يكون معلماً وطنياً وتاريخياً بارزاً ومميزاً في محافظة جدة ، كما قدم شكره لشركة البابطين المقاول الوطني والرئيسي للمشروع على إنجازهم للمشروع .
وقد تم البدء الفعلي في انشاء هذا المشروع في 16 اكتوبر من العام 2012 ، حيث اختيرت شركة البابطين لبلانك لتكون المقاول الرئيس لهذا المشروع والتي سخرت كافة امكانياتها وقامت باختيار افضل الجهات الإستشارية والمصانع العالمية والمحلية لتصميم وتوريد التقنيات الحديثة والحديد اللازم لتصنيع الأنبوب الرئيسي للسارية والذي تم تصنيعه خصيصاً في مصانع شركة سوكومنين في تونس وتم استيراد الحديد من كل من المانيا وايطاليا وكوريا وهولندا.
وكشف المهندس شريف البحار ، المهندس المشرف على تنفيذ المشروع من شركة عبداللطيف جميل، ان هناك العديد من التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع ولعل من ابرزها واهمها في بداية تصميم المشروع وجود نفق طريق الاندلس الذي يقع بالقرب من المشروع ولذلك تم اختيار الموقع الخاص بالأساسات على بعد آمن بحيث لايتأثر النفق من وجود السارية حسب الدراسات الهندسية والإستشارية حيث تم تحدديد المسافة الآمنة بين حد النفق وحد اساسات قاعدة السارية ب 18 متر كما اخذ في الاعتبار اثناء التصميم مقاومة السارية للزلازل .
واوضح البحار ان الميدان يحتوي على العديد من المكونات اضافة الى سارية العلم والتي من اهمها وابرزها مجسم الشعار الرسمي للمملكة العربية السعودية (سيفين بطول 75 مترا لكل منهما ونخلة بطول 85 مترا) في وسط الميدان الذي تتجاوز مساحته 26 الف متر مربع. أما العلم فإنه سيكون الأكبر مرتفعاً فوق السارية حيث تم تصنيعه خصيصاً لهذا المشروع بمقاسات تبلغ 49.5 م طول و33 م عرض بمساحة اجمالية 1635 متر مربع ويزن 570 كيلو جرام، مشيراً الى ان هذه المساحة تعادل 50% من مساحة ملعب كرة قدم.
وقد تم لهذا المشروع استخدام عدة أنظمة وتقنيات حديثة من بينها وحدة للحمل والتحكم في دوران العلم حسب اتجاه الرياح. ونظام قياس اتجاه وسرعة الرياح – نسبة الرطوبة – شدة المطر ونظام الانارة التحذيري للطائرات. ونظام امتصاص الاهتزازات الناتجة عن سرعة الرياح وثبات سارية العلم ونظام مقاومة الحريق داخل سارية العلم بالإضافة الى نظام متكامل لسارية العلم مع إضاءة خاصة أثناء المناسبات الوطنية.