جاء تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله – شركة (سابك) وتدشين مشاريعها النوعية بمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري في الجبيل الصناعية تجسيد لمدى اهتمام حكومة المملكة بكل ما من شأنه تدعيم اقتصاديات بلادنا، من خلال مضاعفة الطاقات الإنتاجية لقطاعنا الصناعي، وامتلاك التقنيات المبتكرة والمتطورة، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية الجديدة، للجيل الحالي والأجيال القادمة، لبلوغ المستقبل المنشود.
وخلال الزيارة الميمونة، تشرّف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين سمو رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة (سابك)، الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، ونائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي سعادة الأستاذ يوسف البنيان، وعدد من كبار مسؤولي بالشركة لدى وصوله أيده الله لجناح (سابك)، واستمع حفظه الله إلى شرح موجز عن مشروع إنتاج المطاط الصناعي في شركة (كيميا)، المشترك بين (سابك) و(إكسون موبيل)، ومنتجاته الداعمة للصناعات التحويلية، وخاصة صناعة السيارات.
وبهذه المناسبة الهامة، أكد الأستاذ يوسف البنيان، أن الزيارة الميمونة أسمى تشريف وتكريم لجميع العاملين في (سابك) وشركاتها التابعة، وأفضل حافز لتجديد الوعد بمزيد من البذل والعطاء، لبلوغ أرفع مستويات الأداء الإنتاجي والإبداعي، مشيراً إلى أن (سابك) هي ثمرة من ثمار الرعاية الفريدة لقيادتنا الحكيمة، ونتاج للرؤية الثاقبة الذي تبنتها حكومتنا الرشيدة لاستثمار موارد الوطن البشرية والطبيعية، في إقامة منظومة صناعية لتنويع مصادر الدخل الوطني. وأضاف: “حرصت (سابك) منذ التأسيس على العناية بمواردها البشرية، رافدها الثري لإنجاز رؤيتها الاستراتيجية 2025م، ومفتاحها لإنجاح برنامجها التحولي، وسبيلها لتظل الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات”.
وشدد الرئيس التنفيذي على عناية (سابك) واهتمامها بغرس الإبداع والابتكار في جميع أعمالها، عبر بناء الشراكات مع رواد عالميين، واهتمام الشركة بالتوسع الجغرافي، من خلال تعزيز الحضور في الأسواق العالمية، وابتكار تقنيات حديثة لإنتاج مواد وحلول جديدة، وامتلاك سجلات امتثال متميزة في الشفافية، والتنمية المستدامة، وحماية البيئة، والأمن والسلامة، والمسؤولية الاجتماعية.
وأوضح البنيان أن الرعاية الكريمة والتشجيع السديد الذي تحظى به (سابك) من مقام خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – والحكومة الرشيدة، سيقود طموح (سابك) ورجالها إلى مزيد من الإنجازات، خاصة وأن (سابك) اليوم أصبحت في المركز الرابع عالمياً في قائمة أكبر الشركات البتروكيماوية، وأكبر شركة صناعية غير بترولية في الشرق الأوسط، إلى جانب كونها أكبر شركة تجارية في العالم العربي. مضيفاً: “يعمل في (سابك) أربعين ألف موظف، يتوزعون في أكثر من خمسين دولة حول العالم. وتملك الشركة 22 مركزاً بحثياً تضم 2000 عالم، أنجزوا حتى اللحظة أكثر من 11 ألف براءة اختراع، الأمر الذي جعل (سابك) الشركة الرائدة الأولى في مجال الابتكار بمنطقة الشرق الأوسط”.
وحول هذا “مشروع إنتاج المطاط الصناعي” الاستراتيجي الرائد على مستوى الشرق الأوسط، أوضح رئيس شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا) المهندس سعيد الغامدي أن (سابك) كانت – ولا تزال – بمثابة حافز قوي وفاعل لإقامة وتطوير قطاع صناعات تحويلية مستدام ومربح، يعتمد على منتجات (سابك) المتنوعة، بدءاً بالبوليمرات، مروراً بالكيماويات، ووصولاً إلى المعادن. وتُعد هذه الجهود ذات أهمية كبيرة بالنسبة لاستراتيجية (سابك) لدعم الصناعات التحويلية، وتنسجم بشكل وثيق مع أولوية المملكة المتعلقة بتشجيع تنويع مصادر الاقتصاد. مشيراً إلى أن من الأمثلة المتميزة هنا في المملكة مشروع “إنتاج المطاط الصناعي” في شركة (كيميا)، وهو مصنع مدمج على نطاق عالمي لإنتاج ما يصل إلى 400 ألف طن سنويا من المطاط، وبتكلفة قاربت 13 مليار ريال. وأضاف الغامدي أن منتجات هذا المشروع تطلق العنان لبزوغ صناعة مكونات السيارات والمركبات الأخرى التي تقوم عمليات تصنيعها على مواد مطاط الهالوبوتيل، ومطاط البيوتاديين الستايرين، والبولي بيوتاديين، وإيثيلين بروبيلين دايين الأحادي، والبوليمرات الحرارية المتخصصة، والكربون الأسود، التي تستهدف قيام صناعات محلية ودعمها وإتاحة الفرصة لبناء صناعة المطاط في المملكة وريادة هذه الصناعة، ودعم إيجاد فرص العمل، وتطوير الصناعات التحويلية وتنويع الاقتصاد الوطني، ومن ذلك صناعة الإطارات، التي يمكن أن توجد العديد من فرص العمل الجديدة.
وأشار رئيس (كيميا) أن التخطيط لإنشاء هذا المشروع اشتمل تشييد المعهد العالي لصناعة المطاط في مدينة ينبع، ومركز للتدريب المهني في ينبع أيضاً، ومركز تطـــوير تطبيقات المنتجات في الرياض، ومرفق لإنتاج مركبات لدائن البولي أوليفين الحرارية، ومركز لإدارة المخزون المحلي في مدينة الجبيل الصناعية. مبيناً أن المشروع ينسجم مع البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية وتوسيعها، إلى جانب تنويع القطاع الصناعي في المملكة، وسيوظف المعهد العالي لصناعة المطاط برامج تعليمية وعلمية مبتكرة العلوم في مجال البوليمرات المتقدمة وصناعات المطاط والاطارات تم تطويرها بالتعاون مع جامعة أكرون للأبحاث العملية في ولاية أوهايو الأمريكية، لهدف تدريب الكوادر المحلية من الشباب السعودي، وإنشاء وتطوير صناعة متقدمة للمطاط الصناعي في المملكة العربية السعودية. وأضاف المهندس الغامدي “تشييد هذا المصنع في (كيميا) يؤكد التزامنا تجاه تطوير صناعة المطاط في المملكة، وتطوير الصناعات التحويلية، وتعزيز تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، كما تعزز المشاركة الاستراتيجية بين (سابك) و(إكسون موبيل) القدرة التنافسية في مجال هذه الصناعة، وتوفر منتجات متخصصة جديدة في المملكة، وتعزز التسويق العالمي، وترفع القدرة على توفير جودة نوعية استثنائية. إلى جانب توفير لبنات البناء لزبائننا لتحقيق المنافسة على المستويين المحلي والعالمي في الأسواق وذلك لمجموعة واسعة من التطبيقات”.
يذكر أن (سابك) تربطها علاقة طويلة وشراكة ناجحة مع (إكسون موبيل للكيماويات) عززت وضعها وجعلتها من المستثمرين الأجانب الرواد في المملكة، ومن ثمرات تلك العلاقة تشييد “مشروع إنتاج المطاط الصناعي”، هذا المرفق الأول من نوعه في السعودية لإنتاج المطاط الصناعي، ما سيخلق قاعدة من شأنها توسيع نطاق سلسلة التصنيع، وتعزيز هذه المنطقة مركزاً للمنتجات النهائية. وبفضل توظيف خبرات (سابك) و(إكسون موبيل) الطويلة إلى جانب أحدث العمليات التصنيعية وتقنيات الإنتاج، سيعزز من قدرة الشركتين على تلبية الطلب العالمي المتزايد على منتجات المطاط الصناعي من جانب زبائننا حول العالم، وتحديداً الطلب المتزايد في مجال النقل في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي. وتجدر الإشارة إلى أن شركة الجبيل للبتروكيماويات (كيميا) هي مشروع مشترك مناصفة بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة (إكسون موبيل العربية للكيماويات)، إحدى الشركات التابعة لشركة (إكسون موبيل للكيماويات)، وقد تعاون الشريكان منذ تأسيس المشروع المشترك في 1980م لإنتاج البولي إيثيلين، والإيثيلين، والبروبيلين، ويمثل مشروع المطاط الصناعي الجديد إضافة كبيرة لحقيبة المنتجات في شركة (كيميا).
وكان خادم الحرمين الشريفين قد تفضل – أيده الله – بتدشين مشروعات الخير والنماء في الجبيل الصناعية، ومن أبرزها مشاريع (سابك)، التي تضيف مجتمعة 2,5 مليون ألف طن متري، بقيمة تجاوزت 23 مليار ريال. وتجسد هذه المشاريع الحثيث لشركة (سابك) لمواكبة “رؤية المملكة 2030م”، و”برنامج التحول الوطني 2020م”، من خلال المضي قدماً لتنفيذ استراتيجيتها للعام 2025م، والاضطلاع بمسؤوليتها المهمة تجاه الصناعات التحويلية السعودية، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل الوطني.