Connect with us

اتصالات وتقنية

تقرير يظهر قصوراً في تنافسية المواهب العربية وجاهزيتها لمستقبل العمل

Published

on

كشفت كلية إنسياد لإدارة الأعمال وجوجل ومركز النمو الاقتصادي يوم الأحد عن نسخة العام الحالي من تقرير مؤشر تنافسية المواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي دراسة تصنف دول المنطقة وفقاً لقدرتها على استقطاب وتنمية والاحتفاظ بالمواهب.

وجرى تقييم الدول المشمولة في التقرير وفقاً لمستوى الجاهزية لمستقبل العمل. وأظهر التقرير وجود دول تتمتع بوضع جيد مثل الإمارات وقطر والمملكة العربية السعودية والبحرين ، ودول أخرى تتمتع بمستويات متفاوتة من الجاهزية مثل الكويت والأردن، ودول ذات جاهزية أقل مثل سلطنة عمان ولبنان وتونس ودول منخفضة الجاهزية مثل مصر والمغرب والجزائر.

ويوفر مؤشر تنافسية المواهب نظرة متعمقة على أداء الدول العربية كما يسرد مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساعد على تحسين ترتيب هذه الدول على المؤشر مع التركيز على الاستثمار في التعليم وتطوير المهارات الرقمية. وكان تبني التكنولوجيا وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوفير الوصول إلى شبكة الإنترنت بجودة عالية وأسعار معقولة أحد التوصيات الرئيسية التي تسهم في تحسين القدرة التنافسية للمواهب على الصعيدين العالمي والإقليمي. 

وقال الدكتور برونو لانفين، المدير التنفيذي للمؤشرات العالمية في إنسياد: “من وجهة نظر ديموغرافية، تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمتوسط أعمار يعد الأصغر عالمياً، وهو ما يوفر الكثير من الفرص وفي الوقت ذاته يجلب الكثير من التحديات. فمن ناحية، يمتلك الجيل الجديد في المنطقة الطاقة والإبداع والطموح، ومن ناحية أخرى يعد توفير وظائف لأبناء هذا الجيل ضرورة ملحة. وتعد التكنولوجيا جزءاً مهماً من هذا التحدي، حيث تشمل وظائف المستقبل العديد من المجالات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز، كما تتطلب هذه الوظائف ترقية المهارات بشكل مستمر. إن هذا الوقت هو الأنسب للحكومات والشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتقوم بتطبيق السياسات المطلوبة بهدف الاستفادة من الفرص المتاحة لدعم ريادة الأعمال والتنافسية والابتكار في مختلف أنحاء المنطقة”.

من جهته، قال سليم إدي، رئيس السياسة العامة في جوجل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإمكانات هائلة فيما يتعلق بالمواهب والشباب. ويعد تبني التكنولوجيا وازدهار بيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير المساواة في الدخول إلى شبكة الإنترنت والوصول إليها، عوامل رئيسية يمكنها أن تساعد الدول العربية على الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة من خلال الفرص المتعددة التي تنضوي عليها هذه المنطقة”. 

بدورها، قالت باتريشيا ماكال، المدير التنفيذي لمركز النمو الاقتصادي: “في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وكونها الأعلى على مستوى العالم، يمثل توفير الوظائف المنتجة والمستدامة لشبابنا أكبر التحديات الاقتصادية. ومن ثم، فإن من المتطلبات الرئيسية تطوير مواهب الجيل القادم ليكون قادراً على المنافسة ضمن الاقتصاد العالمي.  ويتيح هذا التقرير المهم للقادة من القطاعين العام والخاص، اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي”.

مؤشر تنافسية المواهب: التحديات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

استثمرت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كثيراً في التعليم بهدف تحسين التنافسية، حيث تصل ميزانية التعليم إلى 18% من إجمالي الإنفاق الحكومي (مقارنةً مع المعدل العالمي الذي يبلغ 14%)، لكن المنطقة لا زالت تواجه تحديات مشتركة عندما يتعلق الأمر بجاهزيتها لمستقبل العمل مثل: ارتفاع معدل البطالة بين الشباب (ضعف المعدل العالمي)، و30% نسبة التوظيف في القطاع العام (مقارنةً مع 10% عالمياً)، والتشريعات الصارمة لسوق العمل ووجود فجوة بين الجنسين (فرصة مشاركة الرجل في سوق العمل تصل إلى 3 أضعاف فرصة المرأة).  وعلاوةً على ذلك، يساهم الاقتصاد الرقمي في المنطقة بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي وهو ما يعد نصف المعدل في دولة مثل الولايات المتحدة (8%) وأقل بكثير مقارنةً مع دول الاتحاد الأوروبي (6%).

 

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصالات وتقنية

سماعات HUAWEI FreeBuds Pro 4: سماعات الأذن اللاسلكية الوحيدة التي ستحتاجها على الإطلاق

Published

on

By

تركز معظم سماعات الأذن اللاسلكية على الموسيقى، ولكن سماعات HUAWEI FreeBuds Pro 4 تظهر أنها تحتوي على بعض الحيل المدهشة التي تحسن بشكل كبير جودة المكالمات. فهي تستخدم تقنيات إلغاء الضوضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي من الجيل التالي لطمس الضوضاء الخلفية والتقاط صوتك بوضوح لا مثيل له. إنها هادئة جدًا لدرجة أن الشخص الذي يتحدث معك لن يكون لديه أي فكرة عن مكانك. ومع ذلك، فإن سماعات FreeBuds Pro 4 رائعة أيضًا في تشغيل الموسيقى، حيث تأتي بنظام محرّك مزدوج يحسّن جودة الصوت بشكل كبير. ولكن، أول ما يلفت انتباهك عند رؤية FreeBuds Pro 4 هو التصميم. وسنتحدث عن ذلك لاحقًا.

 

محادثات خالية من الضوضاء

أخذ المكالمات باستخدام سماعات البلوتوث في قطار مزدحم أو في حفلة موسيقية صاخبة كان في يوم من الأيام يبدو وكأنه خيال علمي. لكن مع سماعات HUAWEI FreeBuds Pro 4، أصبح هذا حقيقة. يمكن لهذه السماعات إلغاء ما يصل إلى 100 ديسيبل من الضوضاء أثناء المكالمات مع الحفاظ على وضوح صوتك. للتوضيح، هذا بنفس مستوى صوت جزّارة العشب. بفضل خوارزمية إلغاء الضوضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي المتطورة، يمكن لـسماعات FreeBuds Pro 4 التمييز بين صوتك والبيئة المحيطة، مما يسمح بتصفية الضوضاء الخلفية دون التأثير على الوضوح.

 

تستخدم السماعات نظام ميكروفونات رباعي، حيث يركز ثلاثة منها على عزل الأصوات البشرية، ويكملها ميكروفون ناقل للصوت عبر العظام يعزز الدقة من خلال التقاط الصوت بالقرب من الأذن الداخلية. هذا يعني أنه يمكنك إجراء مكالمات عمل بثقة في ردهة فندق، أو الدردشة أثناء التوقف بين الرحلات، أو إدارة مكالمات المؤتمرات أثناء التنقل—كل ذلك دون القلق بشأن التشويش. تضمن FreeBuds Pro 4 أن تكون محادثاتك واضحة للغاية.

 

لإضافة المزيد من الراحة، تدعم سماعات HUAWEI FreeBuds Pro 4 أيضًا تحكمات حركة الرأس، مما يسمح للمستخدمين بالإجابة على المكالمات أو رفضها بإيماءة بسيطة من الرأس أو هزّه—مما يجعل المكالمات بدون استخدام اليدين أسهل من أي وقت مضى.

 

الصوت الذي سيجعلك تنتبه

بفضل تقنية Dual-Driver True Sound الرائدة، تقدم هذه السماعات تجربة سمعية لا مثيل لها. ببساطة، يتولى محركان منفصلان التعامل مع أجزاء مختلفة من طيف الصوت. كل شيء يتعلق بالتفاصيل، من الجهير العميق إلى التريبل الصافي، لا شيء يضيع في الترجمة. لا مزيد من الأصوات المطموسة أو الآلات المشوهة—فقط صوت غني، واضح، وحيوي. ومع وحدة 11 مم Quad-Magnet Dynamic Driver، يمكنك سماع كل التفاصيل، حتى عندما تصبح الموسيقى عالية.

 

بالإضافة إلى ذلك، تتيح تقنية التبديل الرقمي للصوت (Digital Cross-Over) إنشاء مساحة صوتية تشعر بأنها حية. الموسيقى تحيط بك، مما يجعل كل شيء يبدو أكثر وضوحًا. ولكن، ليس كل الأذواق الصوتية متشابهة، أليس كذلك؟ لهذا السبب تأتي سماعات FreeBuds Pro 4 مع نظام معادل صوتي مُعدل بشكل احترافي، مما يعني أنه يمكنك تغيير ملف الصوت ليتناسب مع مزاجك. سواء كنت في مزاج للاستمتاع بدفء النغمات الكلاسيكية أو شيء أكثر توازنًا، فإن هذه السماعات توفر لك كل ما تحتاجه.

 

إلغاء الضوضاء الديناميكي الذكي 

إلغاء الضوضاء الجيد لا يقل أهمية عن جودة الصوت. حجب العالم الخارجي يخلق البيئة المثالية للاستمتاع بالموسيقى أو البودكاست دون تشويش. في سماعات FreeBuds Pro 4، يبدأ الأمر مع أطراف الأذن المصنوعة من فوم الذاكرة الشكلية الجديدة. هذه الأطراف أكثر راحة ومصممة لتوفير ختم أفضل، مما يعزز بشكل كبير من إلغاء الضوضاء. يتشكل الفوم حسب شكل أذنيك، مما يوفر ملاءمة مخصصة تقلل من الضوضاء الخلفية بنسبة تصل إلى 30% مقارنةً بالجيل السابق. تم تصنيع أطراف الأذن من مزيج من الفوم منخفض الكثافة والسيليكون الطبي، مما يوفر ملاءمة محكمة ولكن مريحة تدعم جلسات الاستماع الطويلة.

 

تقدم سماعات FreeBuds Pro 4 تعديلًا ديناميكيًا لتجربة الصوت بناءً على بيئتك. تقوم علبة الشحن الذكية بالكشف تلقائيًا عن طرف الأذن الذي تستخدمه. ومن هناك، تقوم بضبط إعدادات إلغاء الضوضاء التكيفية لتوفير أفضل تجربة استماع ممكنة.

 

إشارة إلى أناقة الموسيقى 

تصميم سماعات FreeBuds Pro 4 مستوحى من جمال الآلات الوترية، حيث يعكس تصميم “خيوط الفضة الطيفية” شعورًا بالفخامة والدقة. الخيوط الفضية الدقيقة المنقوشة على مقابض السماعات تذكرك بأوتار آلة الكمان. فوق الخيوط يوجد شعار HUAWEI SOUND الذهبي. أما علبة الشحن فهي المكان الذي يظهر فيه الإتقان الحقيقي في التصميم، حيث تتميّز بغطاء خلفي من السيراميك واهتمام بالغ بالتفاصيل. إنها لامعة وناعمة، والتصميم ينبض بالأناقة مع الحرفية الجمالية.

 

تدعم سماعات HUAWEI FreeBuds Pro 4 ميزة الاتصال بجهازين في آن واحد، مما يجعل التبديل بين الأجهزة أمرًا غاية في السهولة—دون الحاجة لإعادة الاقتران كل مرة. يمكنك ربط سماعات الأذن بجهازين في نفس الوقت، سواء كان جهاز iOS أو Android. السماعات ذكية بما يكفي لاكتشاف الجهاز الذي تستخدمه بنشاط، وستنتقل بين الأجهزة بسلاسة دون الحاجة إلى التدخل منك. على سبيل المثال، إذا كنت تستمع إلى الموسيقى عبر هاتفك وتصل مكالمة على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بالعمل، فإن السماعات ستنتقل تلقائيًا إلى الكمبيوتر المحمول، مما يتيح لك الاستمرار في المحادثة دون انقطاع.

 

تتوفّر سماعة HUAWEI FreeBuds Pro 4  للحجز المسبق في المملكة العربية السعودية ابتداءً من 29 يناير 2025 بسعر 799 ريال، وذلك عبر متجر هواوي الالكتروني وعدد من متاجر التجزئة المعتمدة.

Continue Reading

اتصالات وتقنية

تقرير جديد لتريند مايكرو يتوقع تصاعد الهجمات السيبرانية بتقنية التزييف العميق في عام 2025

Published

on

By

أعلنت شركة «تريند مايكرو»، المتخصصة عالميًا في مجال الأمن السيبراني، عن تقريرها السنوي لتوقعات الأمن الرقمي لعام 2025. يكشف التقرير تنامي الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع ظهور تهديدات تعتمد على تقنية «التزييف العميق» بدقة عالية تتوافق مع سلوكيات الضحية.

وأفاد التقرير بأن الجرائم السيبرانية قد تتجاوز تكلفتها 10 تريليونات دولار بحلول عام 2025، حيث تظل بيانات المستهلك الهدف الأساسي. كما أشار إلى أن المجرمين سيستمرون في تطوير أساليبهم لاستغلال الثغرات، معتمدين على الذكاء الاصطناعي لتسريع وتحسين عملياتهم الخبيثة، خاصة في تنفيذ استراتيجيات الهندسة الاجتماعية التي تستغل نقاط الضعف البشرية.

وتوقع التقرير ظهور تقنية «التوأم الرقمي الضار»، وهي نسخة رقمية مطابقة لكيان حقيقي، تعتمد على البيانات الشخصية المُسَرَّبَة لإنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي افتراضية تحاكي السلوك البشري، وعند دمجها مع تقنيات التزييف العميق للبيانات البيومترية، يُمكن استخدامها في تنفيذ عمليات احتيال اجتماعي معقدة مثل اختراق البريد الإلكتروني التجاري وانتحال هوية الموظفين، وحملات تضليل المعلومات.

ويؤكد التقرير الخاص بتوقعات الأمن السيبراني لعام 2025 التزام الشركة بتعزيز الأمن الرقمي، ويتجلى هذا الالتزام بوضوح في تقرير الشركة النصف سنوي لعام 2024، والذي أَبْرَزَ نجاح تريند مايكرو في كشف وصد أكثر من 188 مليون تهديد إلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الستة أشهر الأولى من العام الماضي. وأشار «بلال بيغ»، المدير التقني لتريند مايكرو لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن فهم اتجاهات الأمن السيبراني في عالم تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية للمنظمات الراغبة في حماية أنظمتها من التهديدات المتطورة.

وأضاف: “نسعى لتزويد المؤسسات برؤى استراتيجية تعزز قدرتها على التكيف مع التغيرات المتسارعة في مجال الأمن الرقمي، معتمدين على رؤى الماضي لتوجيه خطواتنا نحو المستقبل، وسنواصل التزامنا الراسخ بتمكين الشركات والأفراد بالمعارف والأدوات اللازمة للتغلب على تحديات المشهد الأمني السيبراني. وقد نجحنا في السعودية وحدها في منع أكثر من 11 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني وإحباط 21 مليون هجوم برمجي خبيث خلال النصف الأول من عام 2024، مما يعكس نهجنا الاستباقي في حماية البيئة الرقمية بالمنطقة.”
تناول التقرير أيضًا المخاطر المتعلقة بالثغرات الأمنية للأنظمة، مثل الثغرات الناتجة عن خلل تلف الذاكرة، واستغلال ثغرات واجهات برمجة التطبيقات، إلى جانب تهديدات مثل إدخال الأكواد الخبيثة عبر المواقع، والحقن البرمجي لقواعد البيانات، بالإضافة إلى المخاطر السيبرانية المرتبطة بوحدات التحكم الإلكترونية في المركبات المتصلة بالإنترنت. كما حذّر التقرير من تصاعد هجمات الفدية التي تستهدف البيئات السحابية وأجهزة إنترنت الأشياء.

Continue Reading

اتصالات وتقنية

تقليل تأثير هجمات الفدية في الحوسبة السحابية

Published

on

By

بقلم: محمد عشماوي، مهندس أنظمة أول لدى شركة «نوتانيكس»

لا يخفى على أحد أن هجمات الفدية تشكل تهديدًا كبيرًا في عالم الأعمال اليوم. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع ازدياد ذكاء المجرمين الإلكترونيين واستفادتهم من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، التي تساعدهم على تنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا وبكميات أكبر.

أصبحت برمجيات هجمات الفدية واحدة من أكثر التهديدات الأمنية السيبرانية إثارة للقلق في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد انتقال المؤسسات إلى بيئات الحوسبة السحابية. يمكن أن تكون تداعيات هجمات برمجيات الفدية مدمرة، حيث تؤدي إلى فقدان البيانات، وتعطل العمليات، وفرض غرامات مالية، وإلحاق ضرر بالسمعة.

برمجيات هجمات الفدية هي نوع من البرمجيات الخبيثة التي تقوم بتشفير بيانات الضحية، مما يجعلها غير قابلة للوصول حتى يتم دفع فدية. غالبًا ما يستغل المهاجمون الثغرات في الأنظمة أو يستخدمون تقنيات الهندسة الاجتماعية للوصول إلى البيانات. ومع تبني المؤسسات لخدمات الحوسبة السحابية، يتوسع نطاق الهجمات، مما يجعل من الضروري فهم التحديات الفريدة التي تفرضها البنية التحتية السحابية.

لا تستطيع الشركات تحمل التوقف عن العمل أو تكاليف الهجوم أو الأضرار التي تلحق بالسمعة بسبب هجمات الفدية، ولكن من شبه المؤكد أن كل منظمة ستواجه مثل هذه الهجمات في مرحلة ما. وعندما يحدث الهجوم، يكون ذلك مجرد البداية. إذ يمكن للمجرمين الإلكترونيين طلب مدفوعات متعددة، وسرقة البيانات، أو التهديد بنشر معلومات حساسة. ولهذا، من الضروري أن تكون لدى المؤسسات الأدوات والبروتوكولات المناسبة لحماية نفسها.

لكن اكتشاف هجمات الفدية والتعافي منها ليس بالأمر السهل. إذ تعاني غالبية المؤسسات من تحديات تتعلق بحماية بنيتها التحتية الحالية من برامج الفدية والبرمجيات الخبيثة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن معظم المنظمات الحديثة تخزن بعضًا أو كل بياناتها في السحابة، مما خلق المزيد من نقاط الهجوم أكثر من أي وقت مضى.

إن مشهد التهديدات معقد للغاية، ولكن من خلال التركيز على المرونة الإلكترونية، يمكن للمؤسسات أن تكون مستعدة لمواجهة الهجمات واستمرار العمليات التجارية في حالة وقوعها. تعتمد المرونة الإلكترونية على الاعتراف بأن السؤال ليس “هل” ستتعرض الشركة لهجوم، بل “متى”. ومن خلال إعطاء الأولوية للمرونة الإلكترونية واتباع أفضل الممارسات التالية، يمكن للشركات تقليل تأثير هجمات الفدية في السحابة.

 وجود عمليات آلية وبشرية في آنٍ واحد

تعتبر الأتمتة أمرًا حيويًا للحفاظ على الأمن في مشهد التهديدات الحالي. فقد توسعت أسطح الهجوم بشكل كبير مع انتشار الحوسبة السحابية، وأصبحت أدوات الأمن الآلية ضرورية لمواكبة التهديدات على نطاق واسع. على وجه الخصوص، يُعد الاكتشاف والتعافي الآليان أمرين أساسيين لتحديد الهجمات بدقة وسرعة ومعالجتها، مما يتيح للشركات الاستمرار في العمل وتجنب الأضرار بالسمعة.

مع ذلك، من المهم عدم التغاضي عن العمليات البشرية. على سبيل المثال، لو كان هناك عملية تحقق أقوى من هوية المستخدم (مثل مكالمة فيديو سريعة إلى هاتف مُعتمد للتأكد من هوية الموظف)، ربما لم يكن بإمكان المخترقين النجاح في اختراقهم. لا تزال هناك حاجة للعمليات البشرية في استراتيجية الأمن لكل شركة، وتبدأ هذه العمليات من القمة: يجب على المديرين التنفيذيين المشغولين تخصيص الوقت للقيام بأمور مثل التحقق من الهوية أو التحقق من ما إذا كان بإمكان الموظف الوصول إلى أنظمة أو معلومات معينة.

تعتبر أساسيات الأمن أمرًا بالغ الأهمية، ولكن تحديد السبب الجذري للهجوم أمر بالغ الأهمية أيضًا

لم تعد هجمات الفدية اليوم تقتصر على دفع الفدية فقط؛ بل أصبح الهدف الأساسي هو الحصول على البيانات، بينما يُعتبر المال مجرد مكافأة إضافية. وبمجرد سرقة البيانات، لا يمكن استعادتها مطلقًا. لذلك، لدى الشركات فرصة واحدة فقط لتطبيق التدابير الأمنية بشكل صحيح من المرة الأولى مثل تشفير البيانات والنسخ الاحتياطي الآمن وبروتوكولات اختبار الأمن، كلها أمور بالغة الأهمية.

كما ذُكر سابقًا، فإن الكشف السريع والتعافي ضروريان أيضًا لتقليل أضرار هجمات الفدية في البيئة السحابية، ولكن هناك نقطة مهمة يجب مراعاتها. يجب على المؤسسات تحديد الأسباب الجذرية للهجوم قبل محاولة إصلاحه. فإذا حاولت الشركات التعافي بسرعة كبيرة، فقد تتعرض للإصابة مجددًا بالبرمجيات الخبيثة، وربما تكون النسخ الاحتياطية نفسها قد تعرضت للاختراق. لمنع ذلك، ينبغي للمؤسسات اتباع نهج شامل للأمن، وإعطاء الأولوية للتواصل بين الفرق المختلفة، والتأكد تمامًا من القضاء على التهديد قبل محاولة إصلاح المشكلة.

 إشراك الموظفين وتعزيز ثقافة أمن إيجابية

تعمل العديد من المؤسسات وفق مبدأ أن الأمن مسؤولية الجميع، وهذا أمر رائع. ومع ذلك، يجب تحفيز برامج التدريب والتمارين الأمنية أو تقديمها بأسلوب مُسلٍ لجذب انتباه الموظفين وتحقيق تأثير فعّال. يجب أن يرغب الموظفون في أن يكونوا مشاركين نشطين. فقد يكون موظف واحد هو الفارق بين خسارة مالية بمئات الملايين أو حادث يمكن السيطرة عليه. تُعتبر استراتيجيات مثل التلعيب باستخدام النقاط ولوحات المتصدرين، والمحاكاة الواقعية، والمسابقات طرقًا فعّالة لجذب انتباه الموظفين، ولكن من المهم أيضًا تقديم حوافز حقيقية، وليس مجرد مكافآت سطحية مثل حفلات البيتزا.

غالبًا ما تخطئ الشركات عندما تقوم بأشياء مثل طرح تحديات ثم توبيخ الموظفين علنًا بسبب النقر على رابط خبيث. يجب ألا يكون الأمن السيبراني مبنيًا على إحراج الأشخاص عند ارتكابهم للأخطاء، وإلا فلن يشعروا بالأمان عند الإبلاغ عن تهديدات أمنية حقيقية عند ظهورها. الحفاظ على نهج بنّاء أمر أساسي: يجب أن يشعر الموظفون بالراحة في طلب المساعدة والإبلاغ عن أخطائهم. في النهاية، من منا لا يرتكب الأخطاء؟

مع تزايد تبني المؤسسات للتقنيات السحابية، يظل تهديد هجمات الفدية تحديًا دائمًا، ومن غير الواقعي القضاء عليه تمامًا. لذلك، فإن الاكتشاف السريع واستراتيجية شاملة متعددة الطبقات تشمل التكنولوجيا والعمليات والأفراد أمر ضروري. يمكن أن تقلل تدابير مثل فرض ضوابط وصول صارمة، وإجراء نسخ احتياطية منتظمة، والتشفير، والمراقبة الاستباقية، وعمليات الاسترداد الآلية من تأثير هجمات الفدية على الشركات بشكل كبير، مما يضمن أن تظل تكنولوجيا المعلومات مسيطرة على بيانات الشركة وسمعتها. ومع توسع المؤسسات في بنيتها التحتية وبياناتها وتطبيقاتها في الحوسبة السحابية، سيتوسع أيضًا حجم الهجوم. من خلال الالتزام بهذه الاستراتيجيات، يمكن للشركات تقليل عواقب هجمات الفدية بشكل فعّال عندما تحدث، وليس إذا حدثت.

 

Continue Reading
Advertisement

Trending