بدأ مفهوم المنازل الذكية يأخذ مكانته الطبيعية لدى وعي المجتمعات التي باتت تنشد الانتقال نحو مستقبل أكثر رفاهاً وأمناً ويسراً. فقد ساعد الوعي بأهمية التوجه نحو عالم المنازل الذكية في ردم الفجوة الزمنية التي كان ينظر اليها على أنها قد تاتي متأخرة بعض الشئ، بسبب عامل قلة الوعي بأهميتها أو ارتفاع الكلفة على المستثمرين والمستأجرين. لكن وفي ظل السباق المحموم نحو من سيكون في المقدمة، بدأت العديد من الشركات المهتمة بمثل هذا التوجه، الشروع بشكل عملياً جداً من اجل تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره.
ومنذ ظهور مفهوم المنازل الذكية، بدأت دائرة ثقافة الابداع والابتكار في الاتساع، فقد عزز هذا التوجه من البحث والتطوير، واشتعلت جذوة الحماس لدى مطوري العقارات والمهندسين المعماريين وشركات التقنية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في عمليات التطوير. ومن المتوقع وحسب هذه الوتيرة المتسارعة ان تشهد سوق المنازل الذكية عروضاً تخفيضيةً بشكل أكبر من قبل شركات تزويد الخدمات الذكية لنشر استخدام هذه المنازل في المشروعات العقارية الحديثة.
وبالرغم من سرعة التوجه نحو هذا المفهوم بدأت العديد من الاسئلة تظهر في السطح، مثل، السؤال عن أهمية المنازل الذكية، وهل هي ضرورة أم ترف؟ وما هي الفوائد التي يمكن تحقيقها على صعيدي البيئة والاقتصاد؟ وهناك العديد من الدلائل التي تشير الى حصول فوائد جمة فيما لو تم تعميم الفكرة. فقد توصل معماريون بمساعدة متخصصين في العلوم الرقمية الى نتائج مهمة فيما لو تم التوسع في المنازل الذكية. وتتمثل هذه الفوائد في الانخفاض الكبير في استهلاك الطاقة والذي قد يصل الى 54%. إذ إن تقنين الاستهلاك الكهربائي لأجهزة التكييف وحدها سيوفر 25٪ من الطاقة.
ووفقاً للبحث الذي أجرته شركة “ماركتس آند ماركتس”، يُتوقع أن يصل حجم سوق المنازل الذكية في العالم، المصنّفة على أساس منتجات الإضاءة، والأمن والدخول، والتدفئة والتهوية والتكييف، والترفيه، والرعاية الصحية، والمطبخ، إلى 121.73 مليار دولار بحلول العام 2022، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 14% بين العامين 2016 و2022.
وستعتمد المنازل الذكية في مدن المستقبل على أنظمة متنوعة تسمح بالتحكم عن بعد بالإضاءة والحماية والتهوية وغيرها من الخدمات في هذه المنازل الذكية، وذلك عن طريق “الأتمتة” والتي تعني ربط مختلف الأجهزة والأنظمة في المنزل معاً بحيث يمكن التحكم فيها جميعاً من أي مكان، وإحداث التفاعل المطلوب فيما بينها. فالنظام الذكي يتحكم في التالي: الاضاءه والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء والامن والأمان والموسيقى وتوفير الطاقة والتحكم عن بعد بواسطة الرسائل القصيرة.
العديد من الشركات بدأت العمل من أجل تحقيق هذه الفكرة، وكانت إل جي في مقدمة الشركات التي وضعت خطة واضحة ومحددة الخطوات لمنازل المستقبل الذكية، من خلال منتجاتها الذكية القادرة على تغيير مستقبل المنازل. ويأتي في مقدمة هذه المنتجات المساعد الروبوتي الجديد Hubوالبراد “الثلاجة” الذكية. وقد أضافت إل جي طابع الشخصية إلى مساعدها الذكي الجديد Hub، حيث يمكن للمساعد التعبير عن نفسه بواسطة وجه رقمي يمكنه إعطاء التعابير والنظر إلى من يتحدث إليه.
وفيما يخص الروبوتات المنزلية الذكية، وصلت إل جي إلى مستوىً متقدماً في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومنظومات إنترنت الأشياء. وتشمل تشكيلتها روبوتًا منزليًا يقدم وظائف إضافية تتجاوز مهام الروبوتات، فهو مصمم ليعمل أيضًا كبوابة شبكية للمنزل الذكي ومركزاً منزلياً ذكياً للإشعارات، ليضيف راحة أكبر إلى الحياة اليومية للمستخدمين.
يرتقي روبوت “هَب روبوت” ذو التصميم الجذاب بمفهوم المنزل الذكي إلى مستوى جديد تماماً. فما أن تربط به الأجهزة المنزلية الذكية الأخرى في المنزل حتى تستطيع التحكم بها بمجرد إصدار بعض الأوامر اللفظية البسيطة لإنجاز عدد من الأعمال المنزلية مثل تشغيل مكيف الهواء أو تغيير سرعة دوران مجفف الثياب. ويعتمد في ذلك على تقنية التعرف على الصوت من شركة أليكسا لفهم تلك الأوامر الصوتية. وهو مجهّز بشاشة تفاعلية تسمح بعرض معلومات وافرة مثل صور المأكولات داخل الثلاجة أو وصفات أطباق معينة مع إرشادات صوتية لإعدادها خطوة بخطوة. ويضاف إلى ذلك، يقدم للمستخدم يومياً مزيداً من المتعة والراحة مثل القدرة على تشغيل الموسيقى، وضبط موعد المنبه، وتقديم معلومات النشرة الجوية وتحديثات حركة المرور.
ويتفاعل “هَب روبوت” بسلوكه الودّي وتصميمه الجذاب مع جميع أفراد العائلة بطرائق مختلفة. فهو يستطيع التحرك والدوران حول ذاته، بالإضافة إلى أنه يعبرّ عن مجموعة واسعة من مشاعره من خلال وجه يرسمه على شاشته. وهو مصمم للاستجابة عبر لغة الجسد، فيومئ برأسه عند الإجابة على أسئلة بسيطة، وهو يحيط دائماً بالأنشطة والأحداث التي تقع في المنزل، فيعرف متى غادر أحد أفراد الأسرة المنزل ويلاحظ عودته وتوجهه إلى النوم. ولأن “هَب روبوت” قادر على تمييز وجوه أفراد الأسرة عبر كاميرته، فهو قابل للبرمجة بحيث يلقي التحية على كل منهم بصورة مختلفة تناسب عمره وشخصيته.
ويعمل “هَب روبوت” بأفضل طريقة إن وضع في المناطق المشتركة من المنزل التي يجتمع فيها أفراد الأسرة عادة، مثل المطبخ أو غرفة المعيشة. وتخطط إل جي لإنتاج روبوتات مصغّرة تعمل بالتكامل مع”هَب روبوت”وتوزع في غرف أخرى في المنزل. وهي مزودة بشاشة أنيقة أيضاً وتشكّل امتداداً لوظائف “هَب روبوت” لأنها مصممة لتأدية العديد من مهامه.