Connect with us

-

دول الخليج أمام فرصة ريادية لدفع الاقتصاد الدائري… خبراء جيبكا يشددون خلال مؤتمر البلاستيك الرابع عشر على أهمية تسريع التحول المستدام في المنطقة

Published

on

 

انطلاق مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك في الرياض تحت شعار “نموذج النمو القادم: خلق القيمة من خلال الابتكار”
انطلقت أمس أعمال مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك الذي ينظمه الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في فندق جي دبليو ماريوت بالرياض، حيث أجمع قادة الصناعة المشاركون على أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك مقومات فريدة تؤهلها للعب دور محوري في تعزيز الاقتصاد الدائري. وبفضل مكانتها كمركز عالمي لإنتاج وتصدير البلاستيك، وبنيتها التحتية المتطورة، وتركيزها المتزايد على البحث والابتكار، تستطيع دول الخليج إحداث تحول نوعي في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة. ومع ذلك، شدد المتحدثون على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتفعيل الحوافز الحكومية، وتطوير الأطر التنظيمية لتمكين التقدم الفعلي نحو الاقتصاد الدائري.

وفي كلمته الترحيبية خلال اليوم الأول من المؤتمر، أكد خلفان المهيري، النائب الأول للرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة بروج ونائب رئيس لجنة البلاستيك في جيبكا، أن مستقبل الصناعة يتطلب تضافر الجهود والتعاون الوثيق بين مختلف الأطراف المعنية. وقال: “بينما نتطلع إلى المستقبل، يتضح أن هذه الرحلة لا يمكن أن نخوضها منفردين. فهي تتطلب التزامًا جماعيًا من كافة الأطراف، لاسيما قادة الصناعة وصانعي السياسات والمبتكرين بالإضافة إلى المجتمعات والشباب. وعلينا أن نوحّد طموحاتنا، ونحشد مواردنا، ونتخذ خطوات فعلية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي أمامنا.”

وبدورها ألقت دينا الخيال، المديرة العامة لشركة ليونديل باسل (LYB)في المملكة، الكلمة الرئيسية لليوم الأول، حيث سلّطت فيها الضوء على مستقبل صناعة البلاستيك في ظل الاتجاهات والتحولات المتسارعة. واستعرضت في كلمتها المشهد المتغير للصناعة، مشيرة إلى التأثير المتنامي للضغوط التنظيمية وتحوّل تفضيلات المستهلكين، وما تفرضه هذه العوامل من تحديات وفرص تدفع نحو الابتكار وإعادة تشكيل منظومة إنتاج واستهلاك البلاستيك في المنطقة.

كما شهد المؤتمر جلسة حوار قيادية أدارها ستيف جينكينز، نائب رئيس استشارات الكيماويات في شركة وود ماكنزي، وشارك فيها كل من خالد الداود، العضو المنتدب لشركة ناتبت، وأونميش ناياك، رئيس سلسلة البوليمر في ريلاينس إندستريز، والدكتور أبوستولوس كراليس، نائب رئيس مركز الابتكار في بروج. وناقش المتحدثون خلالها الجوانب الاقتصادية للتحول نحو البلاستيك المستدام والدائري، مسلطين الضوء على كيفية مواءمة الاستدامة مع الجدوى التجارية. وتواصلت أعمال المؤتمر بسلسلة من الجلسات التفاعلية التي تناولت الاستثمار في النظم البيئية للبلاستيك، وتحويل النفايات البلاستيكية إلى حلول مبتكرة ذات أثر ملموس، بالإضافة إلى استشراف مستقبل إعادة التدوير من خلال مجموعة من دراسات الحالة الملهمة.

وفي إطار تعليقه على انطلاق فعاليات اليوم الأول من مؤتمر جيبكا للبلاستيك، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا): “أصبحت الحاجة إلى حلول فعّالة لإدارة النفايات البلاستيكية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ولم تعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية. ويتطلب هذا التحول نهجًا متكاملاً يشمل أطرًا تنظيمية واضحة وحوافز حكومية تحفّز الاستثمار، وتوفّر الثقة لمقدمي التكنولوجيا والمستثمرين. ومن المنتظر أن تسهم تقنيات إعادة التدوير المتقدمة، لاسيما إعادة التدوير الكيميائي، بدور محوري في تسريع هذا التحول نحو نموذج دائري ومستدام”.

وأضاف السعدون: “لتحقيق هذا التحول وفتح آفاق جديدة، يُعدّ توسيع نطاق الاستثمار في البنية التحتية المتقدمة لإعادة التدوير خطوة أساسية. ويتطلب ذلك تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير معايير إقليمية موحدة، إلى جانب العمل على تحقيق وفورات الحجم التي تضمن الجدوى الاقتصادية. كما أن تشجيع الابتكار ودعم الشركات الناشئة العاملة في مجالات الاقتصاد الدائري يمثلان ركيزة أساسية في تطوير حلول مبتكرة وفعالة، تسهم في إحداث تحول جذري في مستقبل إدارة النفايات البلاستيكية، وتعزز من قدرة المنطقة على بناء منظومة تدوير أكثر ذكاءً واستدامة.

يتابع مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك أعماله اليوم في فندق جي دبليو ماريوت بالرياض، بكلمة افتتاحية يلقيها ناصر الدوسري، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيكويت ورئيس لجنة البلاستيك في الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا). ومن أبرز فعاليات اليوم الثاني، كلمة رئيسية تلقيها نور بلفقيه، رئيسة الشؤون المؤسسية والاتصالات في شركة يونيليفر ورئيسة اللجنة الوطنية للتغليف الدائري في اتحاد الغرف السعودية، يلي ذلك جلسة حوارية متعددة الأطراف تجمع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار، من بينهم محمد العطيشان، مدير عام الأنظمة والتشريعات في وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والمهندس عدنان عبد الرحمن العلياني، مدير عام التكنولوجيا البيئية في المركز الوطني للامتثال البيئي، وحامد الحارثي، مدير سياسات الاستدامة العالمية في شركة سابك.

وقد أصدر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، بالتعاون مع مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، تقريرًا جديدًا بعنوان “تعزيز إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في دول مجلس التعاون الخليجي: السياسات والتقنيات والفرص الاقتصادية”، وذلك على هامش أعمال المؤتمر. ويقدّم التقرير تحليلًا شاملًا لواقع التدوير في المنطقة، مما يجعله مرجعًا مهمًا للجهات المعنية الساعية إلى تطوير سياسات وممارسات أكثر فعالية لإدارة النفايات البلاستيكية وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الدائري.

وقد شهد مؤتمر جيبكا الرابع عشر للبلاستيك احتفالًا مميزًا بالنسخة العشرين من برنامج “قادة الغد” التابع للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، في محطة جديدة تُجسد التزام الاتحاد المتواصل بتأهيل الكفاءات الشابة وتعزيز التكامل بين القطاع الصناعي والمجتمع الأكاديمي. ومنذ انطلاق البرنامج في عام 2016، تمكن من استقطاب أكثر من 1250 طالبًا وطالبة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بدعم فاعل من الشركات الأعضاء، ليُرسخ بذلك مكانته كمبادرة رائدة في إعداد جيل مؤهل لقيادة مستقبل صناعة الكيماويات في المنطقة.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

-

botim Launches Upgraded User Interface to Accelerate Its Fintech-First Transformation

Published

on

By

• From enhanced calling to a simplified experience, botim’s simplified UI sets the stage for its fintech-first evolution
• botim recorded 50% increase in monthly active wallet users from January to May this year
Dubai, UAE, 21st July – botim, Astra Tech’s flagship fintech-first platform in the MENA region, just launched a refreshed brand identity and an upgraded user interface. This update marks the next chapter in the app’s evolution, serving a growing global user base of over 150 million with an improved experience.
Built on a strong VoIP foundation that established seamless communication, botim has evolved into a fintech-first, AI-native platform by integrating advanced financial features designed to meet the changing needs of its users. From January to May 2025, Botim saw a 50% increase in monthly active wallet users, a strong indicator of its growing relevance in the digital finance space. The redesigned interface is faster, more intuitive, and purposefully structured to simplify how users interact with its core functions including payments, transfers, lending, and calling.
“botim has always been a trusted platform for meaningful connection but is much more. With this update, we’re reinforcing our position as a fintech-first platform, built on a foundation of secure VoIP, and designed with simplicity at its core,” said H.E. Dr. Tariq Bin Hendi, Board Member at Astra Tech and CEO of botim. “We’ve streamlined the experience to meet the needs of a growing user base that expects more not just from communication, but from the way they interact and manage their financial services as well”
As the UAE continues to experience significant population growth, reaching an all-time high of 11.22 million in 2025 according to Worldometer,botim stands as a trusted platform for this expanding community combining seamless communication and financial tools into one unified experience. botim’s evolution from a local service to a globally scalable solution reflects market demand with its embedded financial services such as peer-to-peer transfers and lending designed to meet users’ everyday financial needs, no matter where they are.
botim’s AI-native foundation enhances accessibility through intelligent features such as real-time translation, smart call filters, and an interactive in-app chatbot, serving a diverse, multilingual audience.
These advancements have driven the platform’s latest interface update. Designed around real user behavior, the new UI makes it easier to perform everyday actions from payments and transfers to lending and calling. Services are now clearly segmented, navigation is more intuitive, and the overall experience is simplified to meet the demands of an increasingly digital, mobile-first audience.
The app adapts to user profiles, from first-time users to VIPs, surfacing the most relevant services. Financial tools are now directly accessible within chat with a single click, while improved call quality and AI-powered chatbot assistance further enhance the user experience.
The result is greater responsiveness, reduced clutter, and increased clarity all tailored to the needs of a growing, digitally active population.
This interface update is the first step in a broader brand evolution. As the platform continues to grow in both scale and capability, botim will begin introducing a more integrated identity across its financial services laying the groundwork for a more connected, fintech-first ecosystem.

Continue Reading

-

Eurofragance appoints new General Manager for the Middle East

Published

on

By

Oumayma Tabet will assume leadership of the region in January 2026 and Antoine de Riedmatten will remain connected to the company through the Middle East and India Regional Board

The transition guarantees continuity and drive while retaining close ties with regional clients and partners

Expanded production plant in Barcelona, Spain, triples capacity to meet growing demand from the Middle East region

Spanish fragrance house Eurofragance announces a strategic leadership change in the Middle East in the running of the Gulf region, a key market for the business, with the appointment of Oumayma Tabet as the new General Manager for the region, effective January 2026.
Antoine de Riedmatten, who has held this role for over a decade, will step down from operational duties while remaining actively involved with the company as a member of the Middle East and India Regional Board. The leadership of the region will now be structured under two distinct geographical areas: India, led by General Manager Mayur Kapse, and Middle East, under the leadership of Oumayma Tabet.
“This step allows us to consolidate a new phase in our regionalization strategy with solid foundations and a renewed approach. I am proud to remain linked to this extraordinary region from a new perspective, and to accompany Oumayma, whose talent, vision and knowledge of the market are unquestionable,” says Antoine de Riedmatten. Since his arrival at Eurofragance in 2014, Antoine has been a key figure in the professionalization and internationalization of the company. His career highlights include the creation and establishment of Eurofragance’s Creative Center and regional headquarters in Dubai.
This leadership transition coincides with the recent inauguration of the company’s expanded manufacturing site in Spain. A €10 million investment has allowed Eurofragance to triple its production capacity, enhancing its ability to respond to increasing demand from the Middle East with greater agility, efficiency, and customization.
“Expanding our capacity in Spain directly supports our commitment to the Middle East, a region that continues to inspire us and drive our innovation,” said Clara Mena, Chief Operations Officer at Eurofragance. “The site now represents half of our global production and is designed to respond to the scale and sophistication of market needs.”
The upgraded plant integrates advanced robotics engineering, automating 80% of production processes and includes sustainability features such as solar panels supplying over one-third of its energy consumption. It also offers improved ergonomics and workspaces for enhanced employee well-being.
These changes are part of the process of strengthening Eurofragance’s business in the Middle East, which experienced extraordinary growth in 2024.
In response to this favorable, but also highly competitive and fast-evolving environment, the company has restructured its regional board. This organizational shift is designed to support the company’s sustained growth alongside clients and to implement Eurofragance’s global strategies with relevance and agility.
A strategic vision with a customer-first focus
The appointment of Oumayma Tabet as the new head of the Middle East marks a new chapter for Eurofragance, reinforcing its commitment to internal talent, strategic continuity and client-centered leadership. With over 21 years of experience in the fragrance sector, Tabet brings a blend of technical expertise, market knowledge and creative sensitivity.
Over her career she has worked in international companies such as Quest International and Mane, to name just a few. During the past two years, she has led Eurofragance’s Creative Center in Dubai, establishing the team as a regional benchmark for innovation and teamwork. Under her leadership, the company has strengthened key partnerships and fostered a high-performance culture rooted in excellence, diversity and close client engagement.
“I embrace this new challenge with great excitement and responsibility. I believe in the power of people and the strength of shared ideas. My commitment is to drive growth in the region and build solid partnerships with our clients. The key ingredients for this are innovation, sustainability and our passion for fragrance, so we can continue to make a meaningful difference,” says Tabet.
With this reorganization, Eurofragance bolsters its global growth strategy and moves forward with stronger structures and leadership fully equipped to meet the evolving demands of the industry.

Continue Reading

-

الابتكار والتقنيات الحديثة: محركات رئيسة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للمياه

Published

on

By

 

 

تواجه المملكة العربية السعودية تحديات مائية كبيرة، كونها واحدة من أكثر دول العالم شحاً في مصادر المياه، وتحتل المرتبة الثامنة عالمياً على مؤشر شح المياه، ، وفيما تستهدف المملكة زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في قطاع الأغذية، يستهلك القطاع الزراعي نحو 80 بالمائة من المياه في المملكة، مما يشكل معضلة بين مستهدف الاكتفاء الذاتي والحفاظ على الموارد المائية.
في مواجهة هذا الواقع، برز الابتكار بصفته ركيزة أساسية لتحقيق الأمن المائي وضمان استدامة الموارد، فأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، مضمّنة ترشيد استهلاك المياه، وتوطين التقنيات في هذا القطاع، كما أطلقت الخطة التنفيذية للبحث والابتكار بهدف تفعيل دور التقنيات في قطاعاتها.
وقد شهد استخدام المياه الجوفية غير المتجددة انخفاضاً من 19 مليار متر مكعب في عام 2015 إلى 8.5 مليار متر مكعب في عام 2020، نتيجة لعدد من السياسات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة في القطاعين الزراعي والمائي، وما تزال الوزارة مستمرة في تحديث قطاع المياه بما يتناسب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
نظرة عامة على قطاع المياه
يشهد قطاع المياه في السعودية نمواً سريعاً يواكب التوسع السكاني والعمراني، إذ تبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية 11.5 مليون متر مكعب، تنقل عبر شبكة أنابيب تتجاوز 127 ألف كيلومتر. بينما تصل كمية مياه الصرف الصحي المعالجة إلى حوالي. 2.1مليار متر مكعب، ويستهلك القطاع الزراعي حوالي 12 مليار متر مكعب من المياه، يليه القطاع الحضري بنحو 3.5 مليار، ثم الصناعي بحوالي 0.6 مليار، وتضم المنظومة الوطنية لضخ المياه أكثر من 60 محطة، بما يعزز من كفاءة توزيع المياه وضمان وصولها إلى مختلف المناطق بكفاءة وموثوقية.
خارطة طريق لإدارة المياه
أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة الاستراتيجية الوطنية للمياه، كخارطة طريق شاملة لإدارة الموارد المائية، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق الأمن المائي والاستدامة البيئية والاقتصادية، وتركز على تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وخفض الفاقد من شبكات المياه، وزيادة نسبة إيصال المياه للمستفيدين.
وتشمل محاور هذه الاستراتيجية تفعيل دور التقنيات المتقدمة في عمليات تحلية المياه والإدارة الذكية للفاقد، والمعالجة المبتكرة لمياه الصرف، وتنمية مصادر المياه عبر تقنيات حصاد الأمطار والسيول، كما تؤكد الوزارة من خلال خطتها التنفيذية للبحث والابتكار التزامها بتسخير الابتكار لخدمة قطاع المياه، من خلال خارطة طريق واضحة لتبني التقنيات ذات الأولوية في القطاع مع التركيز على رفع كفاءة الأداء والاستدامة.

دور الابتكار في تحقيق المستهدفات الوطنية
بلغت أهمية تبني التقنية والابتكار في قطاع المياه أقصى درجاتها نظراً لمستوى التطلعات الوطنية الطموحة لهذا القطاع والتي يتطلب تحقيقها تبني التقنيات والممارسات المبتكرة على نطاق واسع للتغلب على التحديات وتحويلها إلى فرص، وقد ترجمت هذه الأهمية في إطلاق المهام الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، والتي أعلن عنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في منتصف عام 2022، والتي تضمنت مهمة ابتكار في المياه، هدفت إلى تقليل تكلفة إنتاج المياه، وخفض استهلاك المياه الجوفية.
وفي هذا الإطار، يؤكد تقرير خارطة تبني التقنيات في قطاع المياه، أن الحاجة الملحة لتبني التقنية والابتكار في قطاع المياه تنبع من ضرورة الموازنة بين احتياجات المملكة المائية في الاستخدامات الزراعية والصناعية والسكنية، وواقع شح الموارد المائية، والذي يؤثر على أمن البلاد المائي، واستدامة مواردها المائية.
وإدراكاً من المملكة أن الابتكار والتقنية هما مفتاحا النجاح في التغلب على التحديات التي تواجه قطاع المياه، وضعت الوزارة خطة تنفيذية لتسريع تبني الحلول التقنية المبتكرة، من خلال تحديد 45 تحدياً وفرصة في القطاع، واختيار أكثر من 100 تقنية فردية ضمن 20 عائلة تقنية.
نتج عن ذلك تقسيم التقنيات إلى مجموعتين رئيستين: هما الموجة الأولى (عالية الأولوية) حتى 2025، والتي تشمل أنظمة التناضح العكسي المتقدمة، وإدارة التسرب الذكية، ومعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف، والري المبتكر، والاستهلاك المبتكر للمياه في المنازل. تليها موجة ثانية من التقنيات المستهدفة تمتد من 2025 حتى 2030.
ولضمان نجاح تطبيق هذه التقنيات، طوّرت الوزارة عدداً من المبادرات المؤسسية، بالتعاون مع أكثر من 120من الخبراء وصانعي السياسات، تستهدف تحسين التعاون بين الجهات الفاعلة، وتحفيز الطلب على التقنيات، وبناء قدرات البحث والتطوير، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، في جهود تطوير واعتماد تقنيات الري المتقدمة التي تشهد انتشاراً متزايداً في المملكة.
قصص نجاح محلية
من أبرز قصص النجاح التي توضح أثر الابتكار في قطاع المياه، ما قامت به الهيئة السعودية للمياه من تصميم وبناء محطة تجريبية لصفر رجيع ملحي من خلال محطة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي، فقد طورت الهيئة محطة تجريبية تركز على استخلاص معادن مجدية اقتصادياً مثل كلوريد الصوديوم والبروم والمغنيسيوم من مياه البحر.
كما أطلقت شركة نيوم للطاقة والمياه (إينووا) مشروعاً رائداً يعتمد تقنية تبلور الأغشية الحاصلة على براءة اختراع، والتي تتيح استخلاص المعادن الثمينة بكفاءة أعلى وباستهلاك أقل للطاقة. ونجحت “إينووا” من خلال ذلك في خفض استهلاك الطاقة بأكثر من 10 أضعاف، من 75 إلى 7 كيلو واط /م 3.
إنجازات قطاع المياه
حقق قطاع المياه في المملكة العديد من الإنجازات الجديرة بالذكر، مثل تحقيق انخفاض كبير في استخدام المياه الجوفية غير المتجددة، حيث انخفض من 19 مليار متر مكعب في عام 2015 إلى 8.5 مليار متر مكعب في عام 2020، وذلك بفضل التدابير الاستباقية تجاه إنتاج الأعلاف والقمح، إلى جانب تحسين ممارسات الري. بالإضافة إلى ذلك، تحسنت كفاءة إنتاج تحلية المياه بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين، مع الاستبدال التدريجي لمحطات التوليد المشترك للطاقة القديمة بتقنيات تحلية المياه الحديثة والمتقدمة.
المملكة تقود الابتكار في مواجهة تحديات المياه
وضمن خطواتها المستمرة لتأكيد التزامها بالاستدامة المائية، أعلنت المملكة عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه في عام 2023، وتم توقيع ميثاق المنظمة في مايو عام 2025، وهدف الميثاق إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير.
كما أعلنت المملكة نهاية العام الماضي عن إنشاء مركز دولي لأبحاث المياه بشراكة استراتيجية بين وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ويهدف المركز إلى دعم الأبحاث متعددة التخصصات في مراحلها المبكرة، وتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي الدولي في مجال علوم المياه، ويأتي تأسيس هذا المركز في إطار رؤية المملكة لضمان الوصول المستدام إلى موارد المياه للأجيال الحالية والمقبلة، من خلال تطوير حلول مبتكرة تواكب التحديات المتزايدة في هذا القطاع الحيوي.
ويتمحور دور المركز حول دعم التنمية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال تعزيز توافر المياه. كما سيركز على أحدث الأبحاث في إدارة الموارد المائية، ومعالجة قضايا ندرة المياه والحفاظ عليها، إلى جانب تطوير تقنيات متقدمة تسهم في مواجهة التحديات العالمية في هذا المجال.

الابتكار والتقنيات الحديثة: محركات رئيسة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للمياه

• المنظمة العالمية للمياه، لتبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار.
• مركز دولي لأبحاث المياه لتعزيز دور المملكة في ابتكار حلول معالجة تحديات المياه.
• خارطة طريق لتبني التقنيات في قطاع المياه في المملكة.

تواجه المملكة العربية السعودية تحديات مائية كبيرة، كونها واحدة من أكثر دول العالم شحاً في مصادر المياه، وتحتل المرتبة الثامنة عالمياً على مؤشر شح المياه، ، وفيما تستهدف المملكة زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في قطاع الأغذية، يستهلك القطاع الزراعي نحو 80 بالمائة من المياه في المملكة، مما يشكل معضلة بين مستهدف الاكتفاء الذاتي والحفاظ على الموارد المائية.
في مواجهة هذا الواقع، برز الابتكار بصفته ركيزة أساسية لتحقيق الأمن المائي وضمان استدامة الموارد، فأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، مضمّنة ترشيد استهلاك المياه، وتوطين التقنيات في هذا القطاع، كما أطلقت الخطة التنفيذية للبحث والابتكار بهدف تفعيل دور التقنيات في قطاعاتها.
وقد شهد استخدام المياه الجوفية غير المتجددة انخفاضاً من 19 مليار متر مكعب في عام 2015 إلى 8.5 مليار متر مكعب في عام 2020، نتيجة لعدد من السياسات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة في القطاعين الزراعي والمائي، وما تزال الوزارة مستمرة في تحديث قطاع المياه بما يتناسب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
نظرة عامة على قطاع المياه
يشهد قطاع المياه في السعودية نمواً سريعاً يواكب التوسع السكاني والعمراني، إذ تبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية 11.5 مليون متر مكعب، تنقل عبر شبكة أنابيب تتجاوز 127 ألف كيلومتر. بينما تصل كمية مياه الصرف الصحي المعالجة إلى حوالي. 2.1مليار متر مكعب، ويستهلك القطاع الزراعي حوالي 12 مليار متر مكعب من المياه، يليه القطاع الحضري بنحو 3.5 مليار، ثم الصناعي بحوالي 0.6 مليار، وتضم المنظومة الوطنية لضخ المياه أكثر من 60 محطة، بما يعزز من كفاءة توزيع المياه وضمان وصولها إلى مختلف المناطق بكفاءة وموثوقية.
خارطة طريق لإدارة المياه
أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة الاستراتيجية الوطنية للمياه، كخارطة طريق شاملة لإدارة الموارد المائية، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق الأمن المائي والاستدامة البيئية والاقتصادية، وتركز على تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وخفض الفاقد من شبكات المياه، وزيادة نسبة إيصال المياه للمستفيدين.
وتشمل محاور هذه الاستراتيجية تفعيل دور التقنيات المتقدمة في عمليات تحلية المياه والإدارة الذكية للفاقد، والمعالجة المبتكرة لمياه الصرف، وتنمية مصادر المياه عبر تقنيات حصاد الأمطار والسيول، كما تؤكد الوزارة من خلال خطتها التنفيذية للبحث والابتكار التزامها بتسخير الابتكار لخدمة قطاع المياه، من خلال خارطة طريق واضحة لتبني التقنيات ذات الأولوية في القطاع مع التركيز على رفع كفاءة الأداء والاستدامة.

دور الابتكار في تحقيق المستهدفات الوطنية
بلغت أهمية تبني التقنية والابتكار في قطاع المياه أقصى درجاتها نظراً لمستوى التطلعات الوطنية الطموحة لهذا القطاع والتي يتطلب تحقيقها تبني التقنيات والممارسات المبتكرة على نطاق واسع للتغلب على التحديات وتحويلها إلى فرص، وقد ترجمت هذه الأهمية في إطلاق المهام الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، والتي أعلن عنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في منتصف عام 2022، والتي تضمنت مهمة ابتكار في المياه، هدفت إلى تقليل تكلفة إنتاج المياه، وخفض استهلاك المياه الجوفية.
وفي هذا الإطار، يؤكد تقرير خارطة تبني التقنيات في قطاع المياه، أن الحاجة الملحة لتبني التقنية والابتكار في قطاع المياه تنبع من ضرورة الموازنة بين احتياجات المملكة المائية في الاستخدامات الزراعية والصناعية والسكنية، وواقع شح الموارد المائية، والذي يؤثر على أمن البلاد المائي، واستدامة مواردها المائية.
وإدراكاً من المملكة أن الابتكار والتقنية هما مفتاحا النجاح في التغلب على التحديات التي تواجه قطاع المياه، وضعت الوزارة خطة تنفيذية لتسريع تبني الحلول التقنية المبتكرة، من خلال تحديد 45 تحدياً وفرصة في القطاع، واختيار أكثر من 100 تقنية فردية ضمن 20 عائلة تقنية.
نتج عن ذلك تقسيم التقنيات إلى مجموعتين رئيستين: هما الموجة الأولى (عالية الأولوية) حتى 2025، والتي تشمل أنظمة التناضح العكسي المتقدمة، وإدارة التسرب الذكية، ومعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف، والري المبتكر، والاستهلاك المبتكر للمياه في المنازل. تليها موجة ثانية من التقنيات المستهدفة تمتد من 2025 حتى 2030.
ولضمان نجاح تطبيق هذه التقنيات، طوّرت الوزارة عدداً من المبادرات المؤسسية، بالتعاون مع أكثر من 120من الخبراء وصانعي السياسات، تستهدف تحسين التعاون بين الجهات الفاعلة، وتحفيز الطلب على التقنيات، وبناء قدرات البحث والتطوير، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، في جهود تطوير واعتماد تقنيات الري المتقدمة التي تشهد انتشاراً متزايداً في المملكة.
قصص نجاح محلية
من أبرز قصص النجاح التي توضح أثر الابتكار في قطاع المياه، ما قامت به الهيئة السعودية للمياه من تصميم وبناء محطة تجريبية لصفر رجيع ملحي من خلال محطة لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي، فقد طورت الهيئة محطة تجريبية تركز على استخلاص معادن مجدية اقتصادياً مثل كلوريد الصوديوم والبروم والمغنيسيوم من مياه البحر.
كما أطلقت شركة نيوم للطاقة والمياه (إينووا) مشروعاً رائداً يعتمد تقنية تبلور الأغشية الحاصلة على براءة اختراع، والتي تتيح استخلاص المعادن الثمينة بكفاءة أعلى وباستهلاك أقل للطاقة. ونجحت “إينووا” من خلال ذلك في خفض استهلاك الطاقة بأكثر من 10 أضعاف، من 75 إلى 7 كيلو واط /م 3.
إنجازات قطاع المياه
حقق قطاع المياه في المملكة العديد من الإنجازات الجديرة بالذكر، مثل تحقيق انخفاض كبير في استخدام المياه الجوفية غير المتجددة، حيث انخفض من 19 مليار متر مكعب في عام 2015 إلى 8.5 مليار متر مكعب في عام 2020، وذلك بفضل التدابير الاستباقية تجاه إنتاج الأعلاف والقمح، إلى جانب تحسين ممارسات الري. بالإضافة إلى ذلك، تحسنت كفاءة إنتاج تحلية المياه بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين، مع الاستبدال التدريجي لمحطات التوليد المشترك للطاقة القديمة بتقنيات تحلية المياه الحديثة والمتقدمة.
المملكة تقود الابتكار في مواجهة تحديات المياه
وضمن خطواتها المستمرة لتأكيد التزامها بالاستدامة المائية، أعلنت المملكة عن تأسيس المنظمة العالمية للمياه في عام 2023، وتم توقيع ميثاق المنظمة في مايو عام 2025، وهدف الميثاق إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير.
كما أعلنت المملكة نهاية العام الماضي عن إنشاء مركز دولي لأبحاث المياه بشراكة استراتيجية بين وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ويهدف المركز إلى دعم الأبحاث متعددة التخصصات في مراحلها المبكرة، وتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي الدولي في مجال علوم المياه، ويأتي تأسيس هذا المركز في إطار رؤية المملكة لضمان الوصول المستدام إلى موارد المياه للأجيال الحالية والمقبلة، من خلال تطوير حلول مبتكرة تواكب التحديات المتزايدة في هذا القطاع الحيوي.
ويتمحور دور المركز حول دعم التنمية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال تعزيز توافر المياه. كما سيركز على أحدث الأبحاث في إدارة الموارد المائية، ومعالجة قضايا ندرة المياه والحفاظ عليها، إلى جانب تطوير تقنيات متقدمة تسهم في مواجهة التحديات العالمية في هذا المجال.

Continue Reading
Advertisement

Trending