يلعب البث المباشر عبر الفيديو دوراً حاسماً في تعزيز نمو المستخدمين وتحفيز مشاركة المشاهدين ورفع مستوى إنفاق المستهلكين داخل تطبيقات التواصل الاجتماعي، وفقاً لمنصة تحليلات الأجهزة المتنقلة والبيانات App Annie. ومن المتوقع أن يصل حجم الإنفاق على تطبيقات التواصل الاجتماعي حتى عام 2025 على المستوى العالمي إلى 78 مليار دولار أمريكي، من ضمنه 2,1 مليار دولار من المتوقع أن يتم إنفاقها من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خلال 2025 ، وهي المنطقة التي اكتسبت زخماً متسارعاً بسبب حجم الإنفاق الاستهلاكي داخل التطبيقات ونموذج التحفيز المادي لصانعي المحتوى مقابل جهودهم الإبداعية.
وقد سلَّط التقرير الضوء على فئات تطبيقات التواصل الاجتماعي، والاتصال، وتطبيقات الصور ومقاطع الفيديو والترفيه. كما يتضمن التقرير تحليلاً أجرته “App Annie Intelligence” ، يعرض التحول في اتجاهات المستهلكين نحو التجارب الأصيلة الجذّابة، حيث أن التطبيقات المدعومة بتقنيات البث المباشر قد حققت قفزة في التصنيف لتصبح من ضمن أفضل 10 تطبيقات في العالم.
تحقيق التفوق والامتياز في اقتصاد المبدعين من صانعي المحتوى
إن مزايا البث المباشر عبر الفيديو، مثل قنوات الدرشدشة الفورية، وغرف الضيوف المتعددة، والحوافز الافتراضية، قد مهدت الطريق أمام صانعي المحتوى لتعزيز التفاعل داخل تطبيقات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى زيادة إنفاق المستهلك. ووفقاً للتقرير، تشير التوقعات بأن حجم إنفاق المستهلكين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا سيصل إلى 1,1 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ليرفع معدل الإنفاق السنوي بحدود 2,1 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2025، بزيادة قدرها 100% تقريباً.
وقال ليكسي سيدو، رئيس خطط التسويق في App Annie، “تشكل خاصية البث المباشر الواجهة الجديدة لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تساهم في منح قيمة اقتصادية حقيقية.” وأضاف بالقول، “يظهر تقريرنا بأنه، في حين لاتزال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي القيادية تستحوذ على حصة الأسد في السوق، نجد هناك في المقابل اتجاهات جديدة مثل مقاطع الفيديو والبث المباشر واقتصاد المبدعين من صانعي المحتوى تستعد لفرض حضورها وإحداث تغيير جذري وإلى الأبد في القطاع. بمعنى آخر؛ إن البث المباشر قد أصبح يمثّل لغة التواصل الاجتماعي الجديدة التي تساعد على تأسيس روابط حقيقية والاستمتاع بتجارب تواصل أصيلة بين أفراد المجتمع. ونحن ننظر إلى البث المباشر كقوة دافعة لتحقيق التقدم والازدهار في قطاع وسائل التواصل الاجتماعي الذي من المتوقع أن يشهد نمواً هائلاً على مدى السنوات الخمس المقبلة “.
ويشكل ظهور اتجاه “اقتصاد المبدعين” الجديد، العامل الأساسي والأهم لاستراتيجية تحقيق الدخل، حيث بإمكان المستخدمين تعويض صانعي المحتوى المفضلين لديهم من خلال تزويدهم بحوافز داخل التطبيق. وعلى النطاق العالمي، هناك منطقتان تهيمنان على هذا الاقتصاد؛ وهما الولايات المتحدة واليابان التي أنفق المستهلكون فيهما أكثر من 1,5 مليار دولار أمريكي على تطبيقات التواصل الاجتماعي في النصف الأول من عام 2021. ومن ضمن قائمة دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة من حيث حجم إنفاق المستهلكين على تطبيقات التواصل الاجتماعي خلال النصف الأول من عام 2021، تليها دولة الكويت في المرتبة 11، ودولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 20.
لعبت منصة “بيجو لايف”، تطبيق البث المباشر الشهير، دوراً كبيراً في دفع عجلة نمو اقتصاد المبدعين. ولايزال التطبيق يحتفظ بمكانته كواحد من أفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث احتل المرتبة 5 في النصف الأول من عام 2021 على مستوى العالم، متقدماً بمركزين عن تصنيف العام 2020.
من جهته قال مايك أونج، نائب رئيس “بيجو”، “شهد قطاع البث المباشر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نمواً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية. كما أن تطبيقات التواصل الاجتماعي المزودة بتقنية البث المباشر، مثل “بيجو لايف” تقدم لأفراد المجتمع منصة بديلة مواتية لتتيح لهم الاستفادة من مواهبهم وشغفهم من خلال تحويلها إلى مهنة حياتية يتفرغون لها بشكل كامل. وأود التأكيد بأن هدفنا الرئيسي الدائم يتمحور حول تمكين الأشخاص العاديين من استخدام تقنية البث المباشر في أي وقت وفي أي مكان، وربطهم بالعالم من حولهم”.
على مدار العام الماضي، أصبح أكثر من 500 شخص من مذيعي منصة “بيجو لايف” من النجوم البارزين الذين تخطى عدد المعجبين بقنواتهم على مستوى العالم حاجز المليون معجب.
وفي الواقع، كانت “بيجو” قد أقامت في وقت سابق من هذا العام حفل توزيع جوائز “جالا” السنوي، ومن ضمن الفائزين الذين تم تكريمهم خلال الحفل السلطان خالد، وهو صانع المحتوى الموهوب ومذيع البث المباشر الممتميز من المملكة العربية السعودية الفائز بجائزة “أفضل مذيع إقليمي” على “بيجو لايف”.
وتعليقًا على فوزه بالجائزة، قال السلطان خالد: “إنه لشرف كبير لي أن احصل على لقب “أفضل مذيع إقليمي” على واحدة من أسرع منصات التواصل الاجتماعي نموًا في العالم. وأتمنى أن تسنح الفرصة للمزيد من الأفراد لاستشكاف قدرات هذه المنصة وكيف أنها تمكنهم من إستعراض مواهبهم أمام شريحة واسعة من الجمهور في كل من الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم.”
الوقت المستغرق على تطبيقات البث المباشر يفوق الوقت الذي يقضيه الناس على تطبيقات التواصل الاجتماعي الخاصة بالدردشة وتبادل الصور ومقاطع الفيديو
لايزال الوقت المستغرق في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يحافظ على وتيرة نمو ثابت على مدار السنوات الثلاث الماضية. في النصف الأول من عام 2021، بلغ عدد الساعات التي قضاها المستهلكين على تلك التطبيقات 49 مليار ساعة. إلى جانب ذلك، تشير الأرقام الإحصائية أيضاً إلى أن البث المباشر هو العامل الأساسي وراء تحفيز المشاركة والإقبال على تطبيقات التواصل الاجتماعي، مما يجعلها المنصة المرتقبة لإنفاق المستهلكين.
اتجاهات البث المباشر تسد الفجوة الناشئة بين الثقافات والمجتمع
لاتزال تطبيقات التواصل الاجتماعي تشهد ارتفاعاً في الطلب عالمياً وإقليمياً ومحلياً. واستناداً إلى بيانات عام 2010، بلغ عدد مرات تنزيل تطبيقات التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 6,6 مليار مرة حتى تاريخه.
وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أيضاً، من المعروف على نطاق واسع بأن الناس ينظرون إلى البث المباشر على أنه فرصة لتأسيس روابط وطيدة من خلال مشاركة ثقافات الناس من جميع مناحي الحياة. وقد لجأ العديد من صانعي المحتوى إلى استخدام البث المباشر لغرض إطلاق تحديات ومسابقات لها صلة وثيقة بالموروث الثقافي، لاسيما في مجال الرياضة والألعاب والمناسبات الموسمية مثل الاحتفال بشهر رمضان المبارك والأعياد.
لقد أصبح اتجاه بث مقاطع الفيديو بالتأكيد يشكل ملامح المستقبل. بل إنه، في الواقع، يدخل مجالاً جديداً سيلعب البث المباشر فيه دوراً فاعلاً كوسيلة توفر طابعاً من التواصل الوطيد من خلال تقديم تجارب غامرة متعددة الثقافات بدلاً من المشاهدة أحادية الجانب.