أصبح الآن بإمكان الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء العالم الوصول إلى مزيج رائع من المقالات العلمية الملائمة للأطفال، وذلك بفضل منهل تعليمي دُشِّن مؤخرًا قام بإعداده مجموعة من كبار العلماء، وأشرفت دار نشر “فرونتيرز” على نشره باللغة العربية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست).
ويتضمن هذا المورد التعليمي مجموعة من المقالات العلمية الشائقة المصممة لإلهام الجيل القادم من العلماء الشباب، بدءًا من علم المجرات الفلكية ومرورًا بعلاج الأمراض البشرية ووصولًا إلى العلوم البيئية، ويعد هذا المورد هو المورد المجاني الأول من نوعه المتاح باللغة العربية.
وقد أُطلق هذا المشروع من خلال شراكة عُقدت بين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ودار نشر “فرونتيرز”. ومن المقرر أن يجري نشر75 مقالًا علميًا باللغة العربية اعتبارًا من اليوم، على أن يستمر تسخير الموارد اللازمة لإثراء المشروع بمزيد من المقالات على مدار السنوات الثلاث القادمة. ومن المعلوم أنّ اللغة العربية هي اللغة الخامسة الأكثر انتشارًا في جميع أنحاء العالم، واللغة الأم في 25 دولة ومنطقة، وبالتالي سيتيح هذا المورد الجديد فرصة لقراءة العلوم والاستمتاع بها والتعرف إليها لحوالي 420 مليون ناطق باللغة العربية. تقول الدكتورة نجاح عشري، نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للتقدم الوطني الإستراتيجي: “نأمل أن نلهم الشباب السعودي نحو الاكتشاف وتقدير قيمة البحث على المدى البعيد، حيث إن رؤية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بصفتها منارة معرفة تربط الناس والثقافات، تدعم التزامنا برعاية قادة المستقبل المهتمين بالنظام البيئي والداعمين للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية والمنطقة و يسعدنا أن نتشارك مع “فرونتيرز” في هذا العمل الطموح”.
من الجدير بالذكر أن اللغة العربية هي أحدث لغة أضيفت إلى محتوى مبادرة Frontiers for Young Minds، التي أطلقت عام 2013؛ حيث تنشر Young Minds أوراقًا بحثية يقدمها علماء وتراجعها لجنة مؤلفة من شباب تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا بالتعاون مع مرشديهم للتأكد من حسن صياغتها وسهولة قراءتها وجاذبيتها للجمهور الأصغر سنًا. ويسعى برنامج Frontiers for Young Minds باللغة العربية إلى تكرار نجاح النسخة الإنجليزية التي تتألف من حوالي 500 مقال، والتي حققت أكثر من ستة ملايين قراءة حتى الآن. من جانبه قال الأستاذ ماثيو مكابي، الأستاذ بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، الذي لعب دورًا فعالًا في عقد الشراكة بين “فرونتيرز” والجامعة: “عندما علمت عن هذه المبادرة رأيت أن فكرة ترجمة المجموعة إلى اللغة العربية باتت أمرًا ضروريًا، وليس ثمة طريقة لإلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين الشباب أفضل من تمكينهم من قراءة أحدث الأبحاث بلغتهم الأم – ومن ثم إعطاؤهم فرصة لنشر أعمالهم بها”.
أما فريد فينتر، المحرر التنفيذي لفرونتيرز فقد أكد على أنّ المعرفة العلمية مهارة ضرورية للجيل القادم الذي يواجه سلسلة متزايدة من التحديات. ويحتاج الشباب إلى الاطلاع على مواد علمية دقيقة وجذابة لمساعدتهم على التعلم وفهم العالم الذي نعيش فيه. وأضاف أن برنامج آفاق لعقول شابة يعد مسارًا جذابًا ومبتكرًا في العلوم، ويسعدنا أن تتاح لنا الفرصة لنتشارك مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في مساعدة القراء العرب الشباب للاطلاع على العلوم الجيدة وفهمها والاستمتاع بها.
وأضاف توني تشان، رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: “في الجامعة، نركز بشكل كبير على تدريس المواهب في مجال العلوم والتكنولوجيا، من أجل مصلحة المملكة العربية السعودية والعالم على حد سواء. وهذا التعاون مع فرونتيرز يعد إسهامًا فريدًا يهدف إلى خدمة العلماء العرب الشباب في جميع أنحاء المملكة والمنطقة”.
وتستند جميع الأبحاث المنشورة في المبادرة إلى بحوث علمية رصينة قائمة على الأدلة وقد شهدت المبادرة نجاحًا كبيرًا حيث تلقت المجلة أعمالًا منشورة من أكثر من 1250 باحثًا وراجعها 2950 مراجعًا شابًا حتى الآن منذ إطلاقها في عام 2013.