وسط هذا العصر الرقمي، لم تعد التكنولوجيا مجرد وسيلة لتشغيل الأجهزة، بل أصبحت أداة تعيد تشكيل الطريقة التي يتعلم ويتخيل ويتواصل من خلالها الجيل الجديد. وفي خطوة جريئة تهدف إلى إعادة تعريف دور الذكاء الاصطناعي في المحتوى التعليمي للأطفال، يحصد مسلسل الرسوم المتحركة الجديد “بايبر كي دنيا” أو عالم بايبر إعجابًا لافتًا بفضل طريقة إنتاجه والمحتوى التعليمي الفريد من نوعه. وقد تم إنتاجه باستخدام نماذج السرد القصصي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تجمع بين الرؤى الثقافية والهيكلية السردية والذكاء العاطفي، لتقديم قصص غنية ومناسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 عامًا. وقد تم تطوير هذه السلسلة من قِبل English Biscuit Manufacturers (EBM) الشركة الأم لعلامة “بيك فرينز” التجارية الباكستانية المنشأ، والتي تتميز بحضورها القوي في منطقة الشرق الأوسط.
يرتكز هذا الابتكار في جوهره على دمج الإبداع البشري بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استخدم فريق العمل المتمركز في الولايات المتحدة وباكستان نماذج ذكاء اصطناعي من مختلف أنحاء العالم لإنتاج سلسلة الرسوم المتحركة التي تُجسّد تاريخ العالم الإسلامي بأسلوب مشوق للأطفال في باكستان. وقد استخدم فريق “عالم بايبر” النموذجين الأميركيين “Midjourney” و”Leonardo AI” لتصميم الشخصيات، خصوصًا شخصية “عازف المزمار”. كما استعان الفريق بالنموذج الألماني “Flux AI” لضمان توافق ملامح الشخصيات في مختلف المشاهد. وتم استخدام 25 صورة لكل شخصية للحفاظ على تفاصيل وتعابير الوجه والملابس. وقد تم تحريك هذه التصاميم باستخدام الذكاء الاصطناعي الأميركي (Runway AI) والصيني (Cling AI)، مما يضفي على الشخصيات حيويةً وحركةً سلسةً وواقعية.
والنتيجة كانت إعادة إحياء شخصية “عازف المزمار” المحبوبة من بيك فرينز بطريقة ثلاثية الأبعاد في سلسلة بايبر كي دنيا، حيث تتناول هذه القصص قيمًا إنسانية كاللطف والصبر والكرم بأسلوب يصل إلى مختلف الأجيال. ومنذ إطلاقها على قناة نادي بيك فرينز يونغ بايبرز على يوتيوب، تجاوز عدد المشتركين في القناة المئة ألف في أقل من أربعة أسابيع، وتم تسجيل أكثر من 13 مليون مشاهدة حتى الآن، مما منحها زر التشغيل الفضي من يوتيوب.
وفي تعليقه على السلسلة الجديدة، أكد شاهزين منير، المدير التنفيذي لشركة EBM أن أصعب التحديات التي يواجهها كوالد هي تعليم ابنه البالغ من العمر خمس سنوات قيمًا كالصبر والرحمة والإيمان بطريقة تلامس وجدانه. وأضاف: “هذا التحدي كان مصدر الإلهام لسلسلة “بايبر كي دنيا”. التكنولوجيا اليوم لا تُغير طريقة سرد القصص فحسب، بل تبدل معناها لدى الأجيال الجديدة. مع “بايبر كي دنيا”، سعينا لإعادة تخيل شخصية “عازف المزمار” الشهيرة بهدف تقديم محتوى هادف يسهم في غرس القيم والأخلاق لدى الأطفال، إثارة فضولهم، تشجيعهم على التأمل، وخلق لحظات مشتركة مع عائلاتهم”.
بدوره، قال ممثل شركة Singularity Marketing: “إحياء مسلسل بايبر كي دنيا كان مشروعًا فريدًا من نوعه. لقد استخدمنا التكنولوجيا لنعكس بصدق كيف يفكر الأطفال اليوم وكيف يشعرون ويتفاعلون مع المحتوى. فبدءًا من سلوك الشخصيات وصولًا إلى الحوار، صُممت كل شخصية لتكون بديهية وحيوية. وتذكرنا هذه التجربة بأن الذكاء الاصطناعي ليس أداة للأتمتة فحسب، بل وسيلة للإبداع والفضول والعمق العاطفي”.
يشار إلى أن هذه السلسلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أطلقت خلال شهر رمضان المبارك، وتهدف إلى إلهام الأطفال وإشراكهم من خلال قصص تجميع بين القيم الإسلامية والسرد المشوق. وقد صمم هذ العمل المدعوم برؤى قائمة على البيانات، وبما يتناسب مع اهتمامات الأطفال وفئاتهم العمرية ليحفزهم على التفاعل مع الأسرة. فمن خلال هذا العمل، تُظهر شركة EBM التزامها بالابتكار الهادف وتثبت كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تحمي التراث الثقافي وتغرس القيم الراسخة للأجيال القادمة.