استطاع معرض الصقور والصيد، الذي ينظمه نادي الصقور السعودي الذي انطلق في الرابع من ديسمبر ويستمر حتى الثامن منه، أن يمزج بين التخصص والأنشطة الترفيهية، من أجل جذب عناصر جديدة لم يعتدها هذا القطاع من قبل، وهي العائلة، والأجيال الجديدة من السعوديين والمقيمين.
وتتحدد ملامح الأنشطة الترفيهية المصاحبة لمعرض الصقور والصيد السعودي، انطلاقًا من غايات وآليات “برنامج جودة الحياة 2020″، التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
من الأهداف الرئيسية للمعرض الذي سيستمر حتى الثامن من ديسمبر، بلورة دفع الحراك الثقافي والترفيهي في المجتمع، وتطوير ورعاية جيل جديد للاهتمام بممارسة هواية الصيد بالصقور، والمساهمة في إبراز تلك الهواية وتعريف المجتمع بها، لجذب كل مكونات العائلة من شباب وفتيات وبمختلف الشرائح العمرية.
فمن خلال الفعاليات المعروضة يتضح أن الاستناد الأهم على محددات برنامج “جودة الحياة 2020″، وهو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يُعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية.
كما يتضح من فعاليات المعرض محاولة خلق أنشطة ترفيهية من شأنها جذب العائلة كحدث مختلف، الأمر الذي يخلق لهم ولأبنائهم رؤية اجتماعية وترفيهية وتاريخية مع أحد أهم مرتكزات تراث وهوية المملكة العربية السعودية في جانب ثقافة الصقور والصيد عموماً.
ومن المزمع أن ينقل المعرض زواره إلى أيام زمن الأجداد؛ ويعرفهم على ما استخدموه من أدوات ووسائل ساعدتهم في التأقلم مع الحياة خلال تلك الفترة، عاكساً صورة تاريخية بطريقة عصرية دمجت بين عراقة وتراث شعب ومنطقة تسلحت بالعلم والمعرفة، حيث سيجد الزائر كل ما يتعلق بالصقور وهواية الصيد بها والأدوات التي تستخدم خلال الصيد بالإضافة إلى أدوات التخييم والرحلات البرية، وأسلحة الصيد، كما أنه يشكل فرصة للباحثين العلميين والمهتمين بهواية وتجارة الصقور والصيد وأدواته ومعداته في المملكة العربية السعودية ومختلف دول العالم.
ويسعى منظمو معرض الصقور والصيد السعودي إلى تفعيل دور التراث في بناء شخصية الصغار، كتأكيد على أن التراث هو الإطار المرجعي لتنشئتهم، لذا لا تقتصر فعاليات المعرض على مشاركة الشباب وكبار السن من الجنسين، بل تم تخصيص مجموعة أنشطة خاصة بصغار السن، تساهم في تشكيل جيل ملم ومثقف وملتزم بموروث وطنه، من خلال تعريفهم بموروث الهوايات الشعبية.
وسيعمد القائمون على معرض الصقور والصيد السعودي إلى طرح جائزة “الصقارين الصغار”، والتي تُعنى بتكريم أفضل مشاركة لمن أعمارهم دون 15 عاماً ومكافئة مالية تقدر بـ 10 آلاف ريال، وتهدف الجائزة إلى تعريفهم بآليات تدريب الصقور وكيفية تأهيلها للقنص والصيد، وجميع التفاصيل المتصلة بها، من حيث أدوات تدريبها، وطرق الصيد المتعددة.