قد يشكّل العمل بوتيرة بطيئة وثابتة إحدى الطرق لتحقيق التميّز ومواكبة المُنافسة، ولكن، ومن جهة نظرٍ أخرى، لا ضير في تحقيق ذلك عبر توظيف منهج عملٍ يستهدف مواصلة الابتكار، وحصد النمو بوتيرة ثابتة ومستقرة. ومن الواضح أن شركة هواوي، وهي عملاق تصنيع الهواتف الذكية على مستوى العالم، تسير بخطىً سريعة ومدروسة تجعلها مؤهلة ليس للتفوّق على الشركات المنافسة الأخرى فحسب، بل وتحقيق ذلك وفق طريقة متناسقة ومنضبطة.
واستناداً إلى تقرير مبيعات الهواتف الذكية الصادر عن ’مؤسسة البيانات الدولية‘[i] لفترة النصف الأول 2018، تبوأت هواوي المرتبة الثانية عالمياً من حيث حجم مبيعات الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، وهو ما ساهم في رسم ملامح جديدة لسباق المنافسة في سوق الهواتف الذكية على مستوى العالم.
وبينما لا يزال القطاع يضج بهذه الأنباء والتطوّرات الجديدة، نجحت هواوي في تحقيق إنجازين جديدين قبل نهاية الشهر الماضي؛ حيث قامت ببيع 10 ملايين وحدة من هواتف HUAWEI P20 خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام. وفي الوقت الذي يسعى فيه المنافسون إلى تعزيز مكانتهم في السوق، كشفت هواوي مؤخراً النقاب عن إنجاز غير مسبوق في قطاع الهواتف الذكية العالمي، وهو إطلاق معالج ’كيرين 980‘ الجديد كلياً، والذي يعتبر أول معالج تجاري في العالم مصنّع بتقنية (7 نانومتر) ومعزز بمنظومة المعالجة الرائدة (SoC)، وهو ما سيضمن للمستخدمين مستويات منقطعة النظير من الأداء والسرعة والكفاءة. وسيتم تزويد هذا المعالج في سلسلة هواتف Mate 20 Series التي من المرتقب إطلاقها في 16 أكتوبر هذا العام.
إلى جانب ذلك، احتلّت هواوي المرتبة الثانية من حيث مبيعات الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وبحسب تقرير شركة دراسات السوق ’جي إف كيه‘ (GFK) لشهر مايو 2018، فقد بلغت حصة هواوي السوقية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نسبة 21%، محققة بذلك نمواً بواقع 31.25% بالمقارنة مع الحصة السوقية للشركة خلال شهر ديسمبر 2017. وتخطت حصّة هواوي السوقية ضمن بلدان المنطقة نسبة 20%، وشمل ذلك كلاً من منطقة بلاد الشام بنسبة 37.4%، وسلطنة عُمان بنسبة 30%، والمملكة العربية السعودية بنسبة 29.5% (حتى نهاية شهر يونيو)، والعراق بنسبة 25%، ومصر بنسبة 24%، وباكستان بنسبة 22.2%، ودولة الإمارات بنسبة 20%.
واليوم، لم يعد المستهلكون مضطرين لمتابعة الابتكارات الجديدة والحملات الترويجيّة للشركات المنافسة في الأسواق؛ فقد أصبحوا أكثر انبهاراً وحماسة لما تقدّمه هواوي من منتجاتٍ وابتكارات جديدة كلياً. ففي بداية الأمر، أعلنت الشركة عن إطلاق هواتف HUAWEI Mate 10 ومعالجات ’كيرين 970‘ المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ ثم كشفت النقاب عن سلسلة هواتف HUAWEI P20 Pro المذهلة. وبينما كانت العلامات التجارية المتنافسة تستوعب هذه المفاجآت الكبرى والتحدي الصعب الذي نتج عن إطلاق سلسلة هواتف nova 3 التي تتميز بخواص استثنائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز صور السيلفي، أعلنت هواوي مؤخراً عن إطلاق معالجٍ ثوري جديد، كما تعتزم إطلاق هاتف ذكي آخر قبل نهاية العام.
في الواقع، لم تشكل هذه التحوّلات الجذرية أي مُفاجئة في السوق، خصوصاً مع التزام هواوي الراسخ تجاه الابتكار والإبداع؛ ويبدو أن هذا النجاح الاستثنائي قد يشكل نقطة تحوّل بالنسبة إلى جميع العلامات التجارية الأخرى المتخصصة بتصنيع الهواتف الذكيّة.
وبالتوازي مع هذا التميّز غير المسبوق، كان هاتفا HUAWEI P20 Pro وHUAWEI P20 من أوائل منتجات هواوي التي أحرزت تصنيفاً من 3 خانات بحسب موقع DxOMark، الموثوق والمتخصص باختبار وتقييم جودة الصور وعدسات كاميرات الهواتف الذكية. واليوم، لا يزال هاتف HUAWEI P20 Pro في صدارة الهواتف الذكية المتميزة بحسب موقع DxOMark، وذلك بمجموع درجات مميز بلغ 109 درجات، أي بفارق 6 نقاط عن الشركة المنافسة التي حصدت المركز الثاني.
ويدرك الكثير من المستخدمين اليوم بأن هواوي قد أصبحت الشركة الأكثر ريادة بمجال الابتكار، والقوّة المهيمنة والصاعدة التي من الصعب مجاراة تقدّمها على صعيد الاستعانة بإمكانات الذكاء الاصطناعي التي توفر للمستخدمين تجارب أكثر تميزاً وكفاءة، ودقّة عرضٍ مرئية محسنة، وكفاءة استثنائية. ومن خلال قيادتها لأجندة ابتكارات الذكاء الاصطناعي في قطاع صناعة الهواتف الذكية، نجحت هواتف هواوي المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مواكبة جميع احتياجات المستخدمين، وتعزيز مستويات تفاعلهم، والارتقاء بتجارب الهواتف دون الحاجة إلى عمليات التنزيل المكثفة والتعامل مع تطبيقات متعددة.
ومع اعتماد منصات الحوسبة السحابية (في ما يتعلق بالخوادم) على إمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي، تشهد مسيرة الهواتف الذكية مزيداً من التطوّر بفضل الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ولكن مع تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى معيارٍ أساسي في جميع هواتف هواوي، فإننا نتجه اليوم إلى عصرٍ أصبحت فيه إمكانات الذكاء الاصطناعي عنصراً متكاملاً مع الحوسبة السحابية. وبعبارة مُبسّطة، ستغدو الهواتف أكثر ذكاءً على مستوى المنصات السحابية ومستوى الهواتف نفسها، مما سيفضي إلى مستقبلٍ ستتحوّل فيه الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة إلى أدوات مساعدة شخصية مزوّدة بأرقى الإمكانات.
في ضوء ذلك، ستغدو قدرة الهواتف على الإحساس والاستشعار الأساس الأهم للذكاء الاصطناعي، ونقطة البداية للتفاعل بين الإنسان والآلة. وبفضل الإدراك الدقيق المدعوم بقدرات الاستشعار القوية، ستتمكن الهواتف والأجهزة فائقة الذكاء من ’معرفتك وفهمك جيداً‘ وتقديم أفضل الخدمات والحلول المصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتك. انسجاماً مع ذلك، سيتوجب على الهواتف فائقة الذكاء معالجة وتنفيذ المهام في سيناريوهات أكثر تعقيداً، مما يعني بأنها ستحتاج إلى منظومات معالجة قوية، مثل ’كيرين 980‘، من أجل تحسين استهلاك طاقة البطارية ودعم معالجة المهام الديناميكية.
وبالتوازي مع النمو السريع والصحي لأدائها التشغيلي، تشهد علامة هواوي التجارية مزيداً من الزخم والقوة والحضور المؤثر على نطاقٍ واسعٍ في الأسواق؛ ولا شك أن هذا الحضور سيحصد زخماً أكبر في أسواق الهواتف الذكية العالمية، خصوصاً مع استعداد الشركة لكشف النقاب عن مزيدٍ من المنتجات والهواتف قبل نهاية العام. وقد أشار أحد تقارير شركة ’جي إف كيه‘[ii] إلى أن هواوي شحنت أكثر من 95 مليون هاتف إلى شتى أنحاء العالم خلال النصف الأول من عام 2018، وحلت في المرتبة الثانية من حيث الحصة السوقية في 38 بلداً، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. وبالتوازي مع تزايد عائدات مبيعات سلسلة هواتف سلسلة Mate وP Series بنسبة 45٪ على أساس سنوي، تنامت الحصة العالمية للشركة في سوق الهواتف الذكية الفاخرة ذات الفئة السعرية التي تتخطّى 500 دولار، لتصل إلى 16.4% على أساس سنوي.
ولم يكن من المستغرب أن تنجح سلسلة هواتف Mate 10 في ترسيخ التوجه نحو الاستعانة بإمكانات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانة هواوي في سوق الهواتف الراقية، حيث تم شحن أكثر من 10 مليون وحدة من هذه الهواتف على مستوى العالم خلال النصف الأول من عام 2018. كما وتظهر الأرقام والإحصائيات أن هواتف HUAWEI P20- التي تدمج بين سحر اللمسات الفنية الراقية والتقدّم التكنولوجي- حظيت بإشادة لافتة وإقبالٍ واسع النطاق في أوساط المستهلكين، ولا سيما عشاق الموضة والذوق الرفيع؛ كما أكدت هواوي أن عدد مستخدمي سلسلة هواتفها nova الجديد كلياً قد تجاوز عتبة 50 مليون مستخدم.
من جهة ثانية، سجلت هواوي نمواً هائلاً على صعيد أعمال التجزئة؛ حيث أصبحت الشركة تشغل حالياً ما يزيد عن 53 ألف متجر معتمد و3500 متجر لتجربة العملاء على مستوى العالم. ومع تحقيق قيمة بلغت 38.046 مليار دولار لعلامتها التجارية، تبوأت هواوي المرتبة 25 ضمن قائمة أكثر 500 علامة تجارية قيمة في العالم لعام 2018، والتي تصدرها مؤسسة ’براند فاينانس‘. ومن المتوقع أن تقوم هواوي بإطلاق 10 آلاف متجر جديد و700 متجر آخر لتجربة العملاء خلال عام 2018، وذلك انسجاماً مع ارتفاع اهتمام المستهلكين العالميين بعلامة هواوي التجارية إلى نسبة 44% في عام 2017 مقارنة مع 37% خلال عام 2016، وذلك وفقاً لبيانات موقع ’إيبسوس‘[iii].
ولا شك أن هذه المكانة المرموقة في السوق لطالما ارتكزت على التزام هواوي الراسخ تجاه الابتكار والاستعانة بإمكانات الذكاء الاصطناعي المتطورة في جميع هواتفها، وهو أمر يفرض بطبيعة الحال مزيداً من التحديات الصعبة أمام شركات الهواتف الذكية العالمية الأخرى. وفي ضوء التطوّرات التي ستشهدها الشركة قبل نهاية العام، فإنه من السهل التنبؤ بأنها ستواصل في الفترة المتبقية من العام المضي في مسيرتها الواعدة بثبات وقوّة وتميّز وتفوق؛ ولا شك أن 2018 سيشكل عاماً ذهبياً بالنسبة إلى هواوي، ونحن متشوّقون جداً للاطلاع على المزايا والخواص الجديدة المذهلة التي ستزخر بها سلسلة هواتف Mate 20 الجديدة التي سيتم اطلاقها عالمياً في لندن يوم 16 أكتوبر.