أعلنت “مِراس” مؤخراً تدشين سلسلة مشاريع سياحية تنموية غير تقليدية في منطقة حتّا بإمارة دبي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ضمن خطة التنمية الشاملة للمنطقة بقيمة 1.3 مليار درهم، والتي أعلن عنها سموه في عام 2016 لتعزيز قدراتها الاجتماعية والاقتصادية لزيادة جاذبيتها كوجهة سياحية من الطراز الأول، لاسيما في مجال السياحة البيئية على مستوى المنطقة، فيما ترتكز الخطة على ثلاثة محاور رئيسة، يتعلق أولها بالاقتصاد والخدمات، والثاني بالسياحة والرياضة، والثالث بالثقافة والتعليم، والمزمع تنفيذها على مدى السنوات العشر المقبلة.
واعتمدت “مِراس” منهجية العمل بوضع خطة استراتيجية لتنفيذ هذه المشاريع بمعايير عالمية ومستدامة، من خلال الاستثمار في الموارد المتاحة، وتصميم هذه المشاريع بما يتوافق مع البيئة الطبيعية وتعزيزها دون المساس بسلامتها الجيولوجية أو التأثير سلباً عليها، وتهدف هذا المشاريع المتنوعة إلى دعم القطاعات الحيوية في حتّا، وتعزيز جاذبيتها كوجهة مميزة للسياحة البيئية في المنطقة، حيث من المقرر افتتاح المرحلة الأولى لهذه المشاريع في الربع الأخير من العام الحالي 2018.
وقال عبدالله الحباي، رئيس مجموعة “مِراس”: “تشتهر حتّا بطبيعتها الخلاّبة المتميّزة بسلسلة الجبال الشاهقة، وسدود المياه والوديان والمَزَارِع، وتعكس هذه المشاريع التزام “مِراس” بإثراء المشهد السياحي والثقافي والاقتصادي من خلال تطبيق رؤية قيادتنا الحكيمة الرامية إلى استحداث فرص تنموية فاعلة تصب بشكل مباشر في خدمة وسعادة المواطن، وذلك عبر خلق فرص اقتصادية جديدة للشباب والشركات ورواد الأعمال لتلبّي حاجات وتطلّعات أهل حتّا. ويُعَد دعم وتعزيز التكامل بين قطاعات الترفيه والضيافة والسياحة والنقل المحرك الأهم لتحويل هذه الوجهة التي تحظى بشعبية واسعة إلى منطقة عالمية المستوى توفر للزائرين والعائلات تجربة ترفيهية سياحية متنوعة ومختلفة”.
وأضاف قائلاً: “اعتمدنا منهجية العمل على الشراكة الفاعلة بين (مِراس) وأهل حتّا، وذلك انطلاقاً من التزامنا بتلبية تطلّعات الأجيال الحالية والمستقبلية من خلال تطوير حتّا لتكون مجهزة لاستقبال المزيد من الزوّار وقضاء العطلات السياحية بمختلف عروضها، والتعرّف على الموروث التاريخي والاجتماعي والثقافي في المنطقة، والاستمتاع بتجربة التسوّق للمنتجات الزراعية والحرفية المحلية، بالإضافة إلى تجربة الطعام الإماراتي بطابع حتّا المميز”.
وتقع “حتّا” على بعد 115 كيلومتراً جنوب شرق مدينة دبي، ويستغرق الوصول إليها حوالي 90 دقيقة عن طريق البر، وتتميّز بمناخ أكثر برودة من مدينة دبي نظراً لارتفاعها.
وكمرحلة أولى، تم الانتهاء من تشييد لافتة عملاقة كرمز سياحي يحمل اسم حتّا على ارتفاع 450 متراً تقريباً وسط الجبال المعروفة باسم جبال الحجر، كما سيتم إنشاء مركز مغامرات متنوع، يكون بمثابة مركز تفاعلي للزوّار بحيث يستقطب محبّي الأنشطة الرياضية والترفيهية التي تناسب مختلف الأعمار، ويكون بمثابة حلقة وصل بينهم وبين المرشدين السياحيين من أهل حتّا.
وتشمل المشاريع النوعية الأخرى التي يتم تنفيذها ضمن المرحلة الأولى، إضافة 20 غرفة فندقية جبلية بطراز معماري مميّز، تتوزّع في أنحاء مختلفة بين الجبال، بحيث توفّر ملاذًا هادئًا للراحة والاسترخاء بعد قضاء أوقات حافلة بالأنشطة، مع إطلالات ساحرة على الجبال والطبيعة المحيطة. كما سيتاح للزوّار فرصة الاستمتاع بالتخييم والإقامة في غرف فندقية ستكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط تم تصميمها وتنفيذها من خلال تحويل مقطورات خاصة لغرف فندقية وسط الجبال الخلابة وعلى ضفاف سدود حتّا الساحرة.
وتم اختيار مواقع هذه المشاريع بعناية كاملة بحيث تبتعد عن المناطق السكنية الحيوية للمحافظة على خصوصية أهل حتّا ونمط حياتهم اليومي.
أمّا المرحلة الثانية من خطط “مِراس”، فتضم مجموعة من المشاريع المميّزة في قطاعي الضيافة والتجزئة، والتي ستسهم في تعريف الزوّار القادمين من الإمارات والمناطق المجاورة والعالم بالثقافة الإماراتية الأصيلة، فيما تمزج المشاريع الحالية والمستقبلية بين المواد الحديثة والمستدامة، إضافة إلى التصاميم التي تمتاز بخصوصية المكان.
لم تكن تُعرف “حتّا” قديماً إلّا بحصنها وقريتها ومزارعها الصغيرة، لكنّها باتت الآن تستقطب مجموعة واسعة من عشاق رياضات المغامرة وخاصة راكبي الدرّاجات الجبلية، حيث تمّ افتتاح مسار مخصّص لهم مؤخراً، كما تقدّم “حتّا” عدداً من خيارات الإقامة المريحة في فندق “حصن حتّا”، وتضم “سدّ حتا “، والقرية التراثيّة.
كما تُمَكِّن “حتّا” زوّارها من تجربة طيف واسع من الرياضات الممتعة كالمشي بين الجبال، والتجذيف بالقارب حتى سد حتّا، الذي يُعتَبَر مركز جذب للزوّار خلال الشتاء, بالإضافة إلى التخييم، حيث يوجد في “حتّا” العديد من المواقع التي بُنِيَ بعضها مؤخّراً بالقرب من مضمار حتّا للدراجات الهوائية الجبلية، ويوجد أيضاً منطقة شواء ومرافق خدمية.