أصدرت شركة النهدي الطبية تقرير ملخص النتائج الخاص ببرنامج السكري الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2014 من خلال شراكة بين مركز جوسلين للسكري وشركة النهدي الطبية ومراكز السكري التابعة لوزارة الصحة. وكان مركز جوسلين الواقع في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، وهو مؤسسة عالمية رائدة في أبحاث السكري والرعاية السريرية والتعليم وتابع لكلية الطب بجامعة هارفرد، قد قام تحت إشراف وزارة الصحة وبالتعاون مع قسم “الصحة وخدمة المجتمع” في شركة النهدي، بإعداد برنامج السكري الذي أشرفت على تنفيذه الوزارة.
وتم تنفيذ البرنامج لاختبار فرضية أن بمقدور الصيادلة التأثير بصورة إيجابية على حياة الأشخاص المصابين بالسكري في المملكة العربية السعودية من خلال أنشطة التثقيف والإرشاد الخاصة بداء السكري. وتمثلت أهداف برنامج السكري في زيادة الوعي والمعرفة والثقة لدى مرضى السكري حول كيفية التعامل مع هذا المرض والتحكم به، فضلاً عن تعزيز تفاعلهم مع الصيادلة والأطباء. ويستفيد البرنامج من اللقاءات المتكررة والمنتظمة للصيادلة مثقفي السكري مع المصابين بالسكري . ونظراً لأن الناس يقيمون بالقرب من الصيدليات، فهذا يسهل عليهم فرص الحصول على معلومات عن السكري.
ولتنفيذ البرنامج، أنشأت النهدي صيدليات متخصصة تتيح للعملاء معرفة المزيد عن داء السكري وطرح الأسئلة والمشاركة في برنامج السكري. وتحتوي تلك الصيدليات على أماكن خاصة تسمى “عيادات الصحة التثقيفية” وهي تقدم خدمات استشارية للمرضى تهدف إلى تحديد مدى تواصل الضيوف مع الصيادلة ويعتبرونهم مصدراً موثوقاً للمعلومات الصحية، وتساعد الضيوف على تحديد الوقت المناسب لمراجعة أطبائهم، وتبيّن الأثر الصحي (الالتزام بالأدوية، مراقبة مستوى السكر بالدم، تغيّر المؤشرات الحيوية).
ونظمت شركة النهدي الطبية دورات تدريبية شارك فيها 61 صيدلياً تابعين لها، حيث أتاحت لهم العمل كمثقفين للسكري ضمن برنامج تعليم وطني مدعوم حكومياً حول مرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، حصلت مجموعة فرعية تضم حوالي 25 صيدلياً على تدريب إضافي وشهادات من جوسلين تخولهم العمل كصيادلة استشاريين في مرض السكري. وشارك هؤلاء الصيادلة في دورة تدريبية مكثفة على مدى 3 أيام قدمها أطباء وخبراء تابعون لمركز جوسلين من أجل تقديم معلومات إضافية عن مرض السكري.
من أجل تقييم برنامج السكري، قام مركز جوسلين بتنظيم استبيانات عبر الإنترنت يقوم الصيادلة مثقفي السكري بجمع المعلومات عن الضيوف المصابين بالسكري لتقييم حالتهم والمتابعة معهم. وقام الصيادلة مثقفي السكري بتحديد عدد العملاء المصابين بالسكري ممن يزورون الصيدليات لمعرفة العدد المشارك في الجلسات الأولى، وعدد العملاء الذين وافقوا على الانضمام للبرنامج، وعدد العملاء الذين حضروا كل جلسة توجيهية.
وشملت أهداف تقييم البرنامج قياس عدد الأفراد الذين سجلوا في البرنامج وشاركوا في مرحلة المتابعة، وفهم خلفية الأشخاص المشاركين في البرنامج واحتياجاتهم وكيفية استقطاب الأشخاص الذين لم يشاركوا في البرنامج، وقياس أثر البرنامج على جوانب عدة.
وفي تعليق لها، قالت سارة أنور تركستاني، مدير ادارة الصحة وخدمة المجتمع بشركة النهدي الطبية، “كشفت النتائج عن أن برنامج السكري قد شهد تغيراً ملحوظاً في النتائج في عيادات الصحة التثقيفية، حيث شهدت نتائج اختبار السكر التراكمي تغيراً ملحوظاً بعد التحكم بالمتغيرات في الأعباء النفسية الناجمة عن السكري والعمر والجنس ومدة الإصابة بالسكري وأشارت تلك النتائج إلى تراجع ملحوظ من 8.50 إلى 7.32 (p <0.001)، حيث كان متوسط التغيير في اختبار السكر التراكمي لجميع الضيوف -1.18. كما أن هناك تحسن ملحوظ في نسبة الضيوف الذين أشاروا إلى أنهم يقومون بإتباع نظام غذائي كجزء من العلاج، حيث ارتفعت من 6.3% في الجلسة الأولى إلى 32.2% في جلسة المتابعة. كما تحسنت نسبة ممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل ملحوظ من 6.1% في الجلسة الأولى إلى 22.2% في جلسة المتابعة، كما تراجعت نسبة العملاء الذين أفادوا بعدم قيامهم بأي مسعى لعلاج السكري من 6.1% إلى 1.1%.
تمت ملاحظة تغير كبير في الأعباء النفسية الناجمة عن السكري لدى المشاركين الذين حضروا جلسة المتابعة، حيث أفاد 85.0% منهم في الجلسة الأولى بأنهم يعانون من أعباء نفسية عالية (الدرجة ≥2)، إلا أن عددهم تراجع إلى 45.5% في جلسة المتابعة . وانخفض المعدل الوسطي للأعباء النفسية الناجمة عن السكري بشكل ملحوظ من الدرجة 2.79 التي تعتبر عالية الخطورة إلى 1.60.
كما أبدى الضيوف رغبتهم وقدرتهم على التواصل مع الصيادلة للحصول على معلومات عن السكري، وواظبوا على حضور عدة جلسات. وقد أفادوا بأن ثقتهم ازدادت بالصيادلة كمصدر للمعلومات والإرشاد عن مرض السكري بعد المشاركة في برنامج السكري. وقام الصيادلة باستقطاب حوالي نصف العملاء الذين قدموا لهم البرنامج، وحققوا نسبة حضور بلغت 71.9% لجلسات المتابعة بالنسبة للمشاركين.”
وكان غالبية ضيوف النهدي الذين شاركوا في برنامج السكري هم من الذكور، المصابين بالسكري منذ فترة طويلة بالتزامن مع معدلات عالية من السكر التراكمي إضافة إلى العديد من المؤشرات السلوكية ذات المخاطر العالية. ويمكن لهذه الشريحة من السكان الاستفادة بشكل كبير من تعزيز فرص الحصول على معلومات عن مرض السكري والتعامل مع أدوية السكري. وتعد نتائج البرنامج إيجابية وتدعم التوسع في برنامج السكري. كما يدعو البرنامج إلى إجراء بحوث إضافية لتقييم الأثر السريري على الأشخاص الذين يعانون من مخاطر عالية ويحتاجون بشدة للرعاية.
وأضافت سارة تركستاني، “لقد عبر الضيوف عن رضاهم التام عن البرنامج، واكتسبوا مزيداً من الوعي والقدرة على التعامل بأنفسهم مع داء السكري، كما حققت نتائج البرنامج أهدافها في زيادة الوعي والمعرفة والثقة لدى مرضى السكري حول إدارة المرض، فضلاً عن تعزيز تواصلهم مع الصيادلة والأطباء في مجتمعاتهم المحلية. وساعد برنامج السكري الضيوف على تحسين سلوكياتهم ومواقفهم ومعتقداتهم والتخفيف من الأعباء النفسية الناجمة عن السكري، وتحسين الالتزام بتناول الدواء والمؤشرات السريرية مثل السكر التراكمي، والتواصل بشكل أكبر مع أطبائهم، والثقة بالصيادلة كمصدر للمعلومات حول السكري. ومن المؤكد أن هذه النتائج تكشف عن أن الصيادلة يمكنهم التأثير بصورة إيجابية على حياة الأشخاص المصابين بالسكري في المملكة من خلال أنشطة التثقيف والإرشاد الخاصة بداء السكري.”