تضمّ دول مجلس التعاون الخليجيّ أكثر من 51 مليون نسمة، وهي منطقة تشهد تطوّراً سريعاً وتواجه متطلّبات متزايدة في ما يتعلّق بالبنى التحتيّة. وتشير التقديرات إلى أنّ عدد السكان قد يرتفع إلى 65 مليون نسمة بحلول سنة 2030، ما يشكّل الضغط ليس فقط على الموارد الطبيعيّة، بل أيضاً على البنى التحتيّة الوطنيّة، والإسكان وعلى الحكومات لتضع خططاً تأسيسيّة للمستقبل.
بالإضافة إلى أطراف معنيّة أخرى، تدرك فورد أنّ تغييرات هائلة ستطرأ على وسائل نقل الأشخاص والأغراض في المدن، وهي تعمل مع الحكومات المحلية والشركات والمواطنين من أجل إيجاد الحلول لمواجهة هذه التحدّيات.
وخلال هذا الأسبوع في الرياض، ستجمع قمة مبادرة مستقبل الاستثمار أقوى المستثمرين في العالم ونخبة رجال الأعمال والمفكرين والمسؤولين الحكوميين من أجل مناقشة الابتكارات التي ترسم وجهة المستقبل.
وسينضمّ راج راو، المدير التنفيذيّ الأعلى لشركة فورد لوسائل النقل الذكيّة ش.م.م. Ford Smart Mobility LLC، إلى جلسة مناقشة حول بناء المستقبل – وسيناقش هذا المنتدى الأساليب التي تستطيع بموجبها السلطات العالميّة التحضير للموجة التالية من التجارة العالميّة من خلال مشاريع البنى التحتيّة على نطاق واسع.
وقال راو في هذا الصدد: “تسرّني المشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، وأتطلَّع الى المشاركة في المناقشات وتقييم كيف يمكن لخدمات وسائل النقل أن تلعب دوراً مهماً في المملكة العربيّة السعوديّة”.
وأضاف: “المملكة العربية السعودية هي أكبر سوق لنا في منطقة الخليج والشرق الأوسط بالإجمال، ونحن ملتزمون بالكامل حيال هذه السوق الرئيسيّة. ومن خلال رؤية السعودية 2030، نرى مستقبلاً مشرقاً للمملكة ونحن نثق أنّ التنوّع الاقتصاديّ الذي تتميّز به سيؤدّي إلى نتائج إيجابيّة لكافة الصناعات”.
وبحلول سنة 2030، من المتوقّع أن يبلغ عدد سكان المملكة العربيّة السعوديّة حوالى 40 مليون نسمة؛ وقد يبلغ عدد سكان الإمارات العربية المتحدة 12 مليون نسمة، ومن المتوقّع أيضاً أن تشهد بقيّة دول مجلس التعاون الخليجيّ ازدياداً ملحوظاً في أعداد سكانها.
لحسن الحظ، بفضل تقارب البيانات الضخمة، والطاقة المتجدّدة، وانتشار اقتصاد المشاركة والمستويات غير المسبوقة من قابليّة الاتصال، الفرصة سانحة أمام سلطات المدينة لاستكشاف فرص جديدة من خلال شركاء الاستثمار. ويقوم كل من الحكومات، الشركات والأفراد بلعب أدواراً جديدة كوكلاء تغيير ويعملون معاً للتطرّق إلى احتياجات الأعمال التجاريّة الجديدة وللبدء ببناء الجيل التالي من “المدن الذكيّة” في المنطقة.
مسارات متقاطعة
نشهد في يومنا هذا تغييراً جذريّاً أكثر من أيّ وقت مضى، منذ أن تمّ استبدال الأحصنة بالسيارات كوسيلة النقل الأساسيّة في أوائل القرن العشرين. ووفق الشركة الاستشاريّة العالميّة KMPG، فإنّ 80% من المدراء التنفيذيين في قطاع السيارات يتوقّعون أن تُحدث صيحة الاتصالات والتواصل تغييراً جذرياً، ويتوقّع 83% منهم حدوث تغييرات بارزة في نماذج أعمالهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
في الوقت نفسه، تواجه المدن تحدّي نقل الأشخاص والأغراض بفعاليّة أكبر وبكلفة متدنّية مع خفض انبعاثات الكربون المؤذية إلى أقصى حدّ. وقد أدّى ذلك إلى خلق فرص للشركات على غرار فورد من أجل استكشاف أفكار جديدة في مجال وسائل النقل الذكيّة، بالإضافة إلى توسيع نماذج أعمالهم من أجل احتضان هذه التكنولوجيا الثوريّة التي ستُحدث تغييرات جذريّة.
وفي هذا الصدد، اضاف راج راو: “تتطوّر الأمور بسرعة كبيرة في الشرق الأوسط. ما يميّز هذه المنطقة هو معدّل التغيير في البنى التحتيّة، وكافة هذه الاقتصادات التي ترغب في أن تكون سبّاقة في ما يتعلّق بالتكنولوجيا الجديدة. هم يبذلون قصارى جهدهم لجعل مدنهم ذكيّة. ثمّة الكثير من مبادرات المدن الذكيّة وقد تمّ بناء الكثير من البنى التحتيّة من أجل جعل المدن تعمل بفعاليّة أكبر”.
كيف يمكن للحكومات والشركات والمواطنين أن يتعاونوا من أجل إيجاد حلول وسائل النقل الذكيّة
المدن التي حققت النجاح الأكبر في مبادرات المدن الذكيّة هي التي أظهرت انفتاحاً للتعاون مع الشركات الخاصة وإشراك مواطنيها في منهج وضع السياسات. ولقد اتخذت الحكومات في المنطقة خطوات بارزة حيال التخطيط للمستقبل.
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذه السنة أنّها ستستثمر 500 مليون دولار على تحديث بنيتها التحتيّة ضمن 285 بلديّة. كما تمّ الإعلان عن مشاريع المدن الذكيّة لـ 10 مدن في المملكة في أوائل هذه السنة، وهي تهدف إلى زيادة هذه المشاريع لتشمل 17 مدينة بارزة تضمّ 75 في المئة من السكان. وقد أعلنت المملكة عن مشروعين بارزين – الفيصليّة، وهي مدينة توازي موسكو من حيث المساحة تقريباً، وسيتمّ بناؤها غرب مدينة مكّة المكرّمة بحلول سنة 2050، والمدينة الترفيهيّة، وهو مشروع يمتدّ على مساحة 334 كلم مربّع، وهو يضمّ منطقة للسافاري ومدينة الملاهي “سيكس فلاغز” Six Flags.
دور فورد في مدينة الغد
أنشأت فورد فريق “حلول المدينة” City Solutions، الفريد من نوعه في قطاع السيارات، من أجل العمل مباشرة مع الحكومات حول العالم لتحديد احتياجاتها في ما يتعلّق بوسائل النقل وللمساعدة على تطوير حلول محلية مخصّصة لمعالجة مشاكل النقل. في الشرق الأوسط، يعتبر فريق “حلول المدينة” City Solutions من فورد أنّ هناك فرصاً عظيمة من خلال المبادرات الطامحة في المنطقة والرغبة في بناء المدن الأذكى في العالم.
وأضاف راو: “عندما تفكّر في مدينة الغد وما الذي سيتوقّعه السكان، يجب أن تفكّر على نطاق واسع وليس من وجهة نظر شركة لتصنيع السيارات. سيتغيّر مستوى التوقّعات، وسيؤدّي هذا إلى تغيير نظرتنا إلى ملكيّة السيارات، والى الخدمات التي سيكون علينا تأمينها كشركة سيارات وكشركة لوسائل النقل. هذا يشكّل تحدياً كبيراً لأنّه مع انتقال المزيد من الناس إلى المدن، يجب أن نواكب هذا النمو من أجل تأمين وسائل النقل والازدهار للناس ومجتمعاتهم.”