كشف تقرير صدر مؤخرا عن شركة “كاونتر بوينت” المتخصصة في أبحاث السوق وحمل عنوان “حجم شحنات الهواتف الذكية في العالم” لعام 2016، عن وصول حجم شحنات الشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية إلى 465 مليون هاتف ذكي، وهو ما يقرب من ثُلثُ الشحنات العالمية والتي وصل حجمها إلى 1.5 مليار وحدة في العام 2016.
وحلّت شركة “هواوي” في مقدمة شركات تصنيع الهواتف الصينية من حيث حجم الشحنات، لتتبعها بعد ذلك شركتا “أوبو” و”فيفو”، بعد تسارع ملحوظ في نمو الشركات الثلاث خلال العام 2016، حيث بلغ إجمالي حجم شحنات الهواتف الذكية لهذه الشركات إلى جميع أنحاء العالم 300 مليون وحدة ، وهو ما رفع معدل النمو في سوق الهواتف الذكية العالمي بصورة عامة.
وحسب التقرير، تمكّنت الشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية من ترسيخ مكانة رائدة ومتنامية نظراً لتواجدها ونموها المتسارع والمستمر على الساحة العالمية. وفي السنوات القليلة الماضية ومع ارتفاع وتيرة المنافسة، اتجهت الشركات المصنعة الصينية إلى البحث عن محركات نمو جديدة في الأسواق الخارجية، لتصبح كل من “هواوي” و”أوبو” و”فيفو” أفضل ثلاثة شركات من حيث جهود التوسع والتسويق العالمي.
ويأتي صدور التقرير بعد أسابيع قليلة من إطلاق شركة “هواوي” لهاتفيها الجديدين الرائدين “هواوي P10 Plus و هواوي P10” في الأسواق العالمية وأيضا في السوق السعودية، حيث من المتوقع أن يكون لهما دورا محوريا في ما خصّ شحنات الهواتف الذكية للعام الحالي. وبحسب التقرير، فإنّ شحنات “هواوي” إلى الأسواق الخارجية للعام الماضي نمت بنفس السرعة والمستوى تقريباً مع شحناتها المحلية، فوصلت نسبتها إلى 45٪ من إجمالي الشحنات. وحققت الشركة تقدماً ملحوظاً في العديد من المناطق في جميع أنحاء العالم، مسجلةً أداءً مميزاً في السوق الأوروبية، وهي من الأسواق التي تضم علامات تجارية كبيرة، بل وحقّقت الشركة نتائج متميزة من حيث الحصة السوقية وترسيخ سمعة علامتها التجارية، وفي الوقت نفسه الدخول في منافسة والتفوق على أهم وأكبر العلامات التجارية.
وبالإضافة إلى أدائها المميز في أوروبا، حققت “هواوي” نموا سريعاً في الأسواق الناشئة، مثل شمال أفريقيا وأميركا اللاتينية ووسط آسيا، لتحصد مكاسب كبيرة في جميع هذه الأسواق.
واستمر تحسن حصة هواوي في السوق العالمية في العام 2016، بفضل دخولها للأسواق الرئيسية حيث قدمت تقنيات وأجهزة مبتكرة. وبجانب وصولها إلى المركز الثالث عالمياً، سجلت الشركة نمواً قوياً بالرغم من ضعف السوق، بحسب البيانات الصادرة عن المؤسسات المتخصصة في أبحاث السوق (GfK وIDC وكاونتر بوينت).
ويختلف أداء كل من الشركات الثلاث عالمياً، بسبب اتباع كل منها لسياسات واستراتيجيات مختلفة، بالإضافة إلى وصول كل شركة إلى مرحلة مختلفة من مراحل النمو والتطور.
وبالنسبة لـ”هواوي”، فمن خلال استراتيجيتها العالمية وطريقة عملها تمكنت من تحقيق الصدارة، حيث اتجهت إلى السوق العالمي في مرحلة مبكرة، واستثمرت في منافذ البيع وبراءات الاختراع وحملات التسويق، لتزيل من أمامها أي عقبات محتملة عند إطلاق أجهزتها الرئيسية. ودخلت “هواوي” في شراكات مع عدد كبير من مزودي خدمات الاتصالات في العالم، لضمان وجود منافذ لبيع أجهزتها. وفيما يخص براءات الاختراع، حصلت “هواوي” نهاية العام 2016 على 11 ألف براءة اختراع، أي أنها تضيف 1500 براءة اختراع سنوياً، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات ترخيص لحقوق الملكية الفكرية مع أسماء كبيرة مثل “إريكسون” و”كوالكوم” و”نوكيا”. كل ذلك أهّل “هواوي” لتخطي العديد من الحواجز التي تواجه الشركات مع براءة الاختراع والمضي في طريقها إلى العالمية والتوسع لتشمل المزيد من المناطق والعملاء.