أصبحت الروبوتات اليوم ظاهرة مألوفة في أماكن كثيرة من العالم، حيث يمكن رؤيتها في المستودعات والمستشفيات ومحال التجزئة والمجمعات الصناعية والجامعات في عدد من مدن الدول الغربية والصين واليابان وكوريا. ومع هذه النجاحات بدأ التوسع في تصنيع الروبوتات والاعتماد على الذكاء الصناعي، ما يعني أنه ستكون هناك قفزة كبيرة في مجال الاستثمار في مجال الروبوتات. وسيشكل تطور تقنية الروبوتات ملامح الثورة الصناعية القادمة.
وقد تم تصميم الروبوتات للقيام بأعمال صعبة وشاقة، أو للقيام بأعمال خطيرة، مثل: التخلّص من الموادّ المشعة، أو الكشف عن الألغام، أو حتّى للقيام بالصناعات التي تحتاجُ إلى تركيز ودقّة وتعب مثل تجميعِ أجزاء السيارات. وتعد الروبوتات العسكرية من أهم الروبوتات المستخدمة هذه الايام لتميزها بالتقنية العالية التي مكنتها من القيام بالمهام ذات الخطورة الشديدة. كما زاد الروبوت من قدرة الجرّاحين على القيام بعمليّات جراحيّة يصعب على الإنسان القيام بها، مثل جراحةِ القلب المفتوح، وجراحة المستقيم، والبروستات، والمستقيم، وكذلك في جراحة سرطان الحلق. ويصل حجم سوق الروبوتات التي تستخدم في العمليات الجراحية في العالم إلى 11.4 مليار دولار وبنسبة زيادة متوقعة قدرها 22.2 % بحلول عام 2020.
لقد نمت صناعة الانسان الآلي بمعدل تراكمي بلغ 17% سنويا، ويتوقع أن يصل حجم السوق العالمي لها 188 مليار دولار بحلول 2020م. وقد ساعد في هذا النمو التطور التقني التي تشهده مختلف مناحي الحياة اليومية وتوسع استخدامات الروبوت، فضلا عن قبوله في السوق، ما عزز التطور الصناعي في هذا المجال. لقد دخلت الروبوتات العديد من المجالات حيث بات يتم استخدامها في الإنتاج الصناعي والأغراض العسكرية، والترفيه والسياحة واستخدامها كذلك لأغراض اجتماعية أو كما تعرف بالروبوت الاجتماعي بحيث يمكنه القيام بالأعمال المنزلية والقيام بدور المساعد الشخصي لقدرته على التواصل مع البشر واستيعاب حديثهم والتواصل معهم، وسيكون في المستقبل القريب بمقدور الروبوت مساعدة كبار السن في أي مهام يريدون القيام بها والاهتمام بالأطفال ومتابعتهم وغير ذلك من المهام.
أحدث تطور الذكاء الاصطناعي المتمثل في الإنسان الآلي تحولاً كبيراً في حياة العديد من المجتمعات في اليابان والصين وعدد من الدول الغربية. وباتت الروبوتات تقوم بتنفيذ المهام استناداً الى القرارات التي تتخذها هي، ما عزز من الكفاءة ووطد العلاقة بين الانسان والآلة. فبإمكان الروبوت اليوم القيام بالعديد من الوظائف المنزلية كتشغيل مكيف الهواء أو تغيير سرعة دوران مجفف الثياب بمجرد إصدار الأوامر اللفظية، وذلك من خلال ربطه بمختلف الأجهزة المنزلية الذكية، وهو ما يعني الارتقاء بمفهوم المنزل الذكي.
لم يعد الروبوت اليوم مجرد آلة يتم تشغيلها وفق بيانات معبأة، ولكن أصبح مصمماً للتفاعل مع لغة جسد المستخدم. ويمكن للروبوت اليوم القيام بإيماءات بهيكله ورسم الرموز التعبيرية الملائمة على شاشته في استجابة سريعة منه تأتي بناءً على تعبيرات المستخدم. وصمم الروبوت ليكون قادراً على رصد النشاطات التي تحدث داخل المنزل كمغادرة أو مجيء أحد أفراد المنزل وتوجهه إلى السرير وغيرها. ويستطيع الروبوت التمييز بين أفراد المنزل عن طريق الكاميرا الخاصة به، حيث بالإمكان برمجته لاستخدام تحية مختلفة لكل فرد من أفراد المنزل.
سباق محموم يشهده سوق الصناعات الذكية من قبل العديد من الشركات التي دخل بعضها هذا المضمار بعد النجاحات التي تحقق من خلال هذه الصناعة التقنية. لكن تظل الأفضلية للشركات الرائدة في هذا المجال والتي طورت من صناعاتها بصورة ممرحلة على مدى الاعوام الماضية. ومن هذه الشركات التي كان السبق في هذا المضمار شركة إل جي للالكترونيات التي تخطت حلولها في مجال النظم البيئية “الأيكولوجية” حدود المنزل؛ من خلال روبوت “Airport Guide Robot” الذي سيعمل كمساعد ذكي لتزويد المسافرين بالمعلومات بالإجابة عن أسئلتهم باللغة الإنجليزية والصينية واليابانية والكورية. ويقدم الروبوت الأحدث معلومات تفصيلية للرحلة كموعد الصعود إلى الطائرة وموقع البوابة، بمجرد مسح بسيط لتذكرة المسافر، بالإضافة إلى طقس المدينة التي سيسافر إليها. ويساعد الروبوت المسافرين أيضاً في إرشادهم إلى الأماكن التي يريدون الوصول إليها داخل المطار، مطلعاً إياهم على المسافات والمدة التي يحتاجونها للمشي نحوها. ويمكن للروبوت كذلك مرافقة المسافرين التائهين أو المتأخرين عن الوصول إلى بواباتهم أو الذين يريدون الوصول إلى أي موقع آخر داخل المطار.
كما يمثل روبوت تنظيف المطار الذي تقدمه “إل جي” مكنسة روبوتية ضخمة الحجم مجهزة بأسطوانة كبيرة السعة لجمع الأوساخ، مع فراشٍ ومحركات متعددة تمكنها من تنظيف مختلف الأسطح. ويمتاز روبوت تنظيف المطار بأنه مزود بأحدث الحساسات الذكية والكاميرات المتعددة لضمان أداء آمن وفعال حتى في المطارات الأكثر ازدحاماً. وزودت “إل جي” الروبوت بالعديد من الحساسات المتقدمة وحساسات المصدات التي تشبه حساسات روبوت تنظيف المطار لتمكنه من التعرف على مكانه وتحديد مواقع العقبات الموجودة أمامه مثل الأشجار والسياج. ويقدم الروبوت أفضل أداء في جز العشب بفضل شفرة سريعة الحركة تعيد رونق العشب في الحديقة بدقائق قليلة.