استضافت (سابك) الاجتماع الثالث عشر لفريق عمل توطين الصناعة في المملكة الذي عُقد يوم الخميس 22 ديسمبر، بمركز (سابك) لتطوير تطبيقات البلاستيك، بجامعة الملك سعود بالرياض، وشهد الاجتماع مشاركات مكثفة من القطاعين العام والخاص، التي عرضت تجاربها في مجال استقطاب وتوطين الصناعات بما يخدم زيادة المحتوى المحلي في البلاد.
وحضر الاجتماع الأستاذ فهد السكيت المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء رئيس وحدة المحتوى المحلي التابعة لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، والدكتور غسان السليمان محافظ هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمهندس صالح السلمي وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وافتتح نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المشتركة بــ (سابك)، المهندس عوض آل ماكر، الاجتماع الذي تنظمه الشركة سنويا منذ عام 2011م، كونها العضو المؤسس للفريق. وكانت (سابك) قد بادرت بالدعوة لتشكيل هذا الفريق، ليكون حاضنة تجمع خبرات شركات التصنيع على المستوى المحلي، وذلك سعياً لتحقيق الامتياز الكمي والنوعي في المحتوى المحلي. ويعكس الاجتماع رؤية واستراتيجية (سابك) في دعم توطين الصناعة محلياً، لمواكبة الجهود الحكومية التي تسعى لتقليل الاعتماد على المستوردات.
يذكر أن (سابك) قد نجحت في زيادة إجمالي قيمة شراء المواد المصنعة محلياً لعام 2016م لتصل إلى 2.4 مليار ريال سعودي، ما يعادل 34% من إجمالي مشتريات المواد لعام 2016م، والذي يشكل زيادة بمقدار 143% منذ بداية البرنامج، مما يحقق أهداف استراتيجيتها للعام 2025م، ويشكل جزءاً من مساهمتها في تحقيق رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.
وناقش المشاركون في الاجتماع عدة مواضيع منها جهود تطوير المحتوى المحلي في (سابك)، والذي يسعى لتسهيل وتسريع زيادة تعاملات الشركة المحلية. يذكر أن الشركة أعلنت في وقت سابق من العام الحالي، استقطاب أكثر من 60 مستثمرا أجنبيا برأسمال يتجاوز 8 مليارات ريال، مما يساهم في استحداث أكثر من 11 ألف فرصة عمل جديدة للشباب في الاقتصاد المحلي وتوطين الصناعة، وذلك وفقا لمبادرة الشركة في تطوير مجال التوطين الصناعي.
وتحدث الأستاذ السكيت عن أهمية تطوير المحتوى المحلي، مؤكداً بأنه شريان الحياة بالنسبة لرؤية المملكة 2030. وعبر عن شكره وتقديره لــــ (سابك) وجميع القائمين على الاجتماع لأنه اختصر المسافة أمام وحدة تطوير المحتوى المحلي، بحيث تبني على ما حققه الاجتماع من إنجازات بدلاً من البدء من الصفر.
واستعرض الاجتماع أيضاً برامج وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والهيئة العامة للاستثمار لتحقيق التكامل الصناعي وتوطين صناعة المعدات وقطع الغيار في المملكة.
يسعى فريق عمل توطين الصناعة بالمملكة إلى الاستفادة، ولأقصى درجة ممكنة، من الخبرات المتراكمة لدى جميع الأطراف ذات العلاقة، ورفع كفاءة الجهود المبذولة لتطوير الأعمال وزيادة المحتوى الصناعي المحلي، وإيجاد فرص عمل للمواطنين.
وقد عرضت وزارة الدفاع نتائج معرض القوات المسلحة لقطع الغيار الذي تم تنظيمه في وقت سابق من العام الحالي بمدينة الرياض.
كما استعرض المشاركون بالاجتماع أهمية تفعيل التنسيق مع القطاعين الحكومي والخاص في مجال توطين الصناعات المحلية على مستوى المملكة.
وتجوّل المشاركون في (موطن سابك للابتكار)، واطلعوا على ما يقدمه من خدمات، تسهم في تحفيز الابتكار في المملكة.
يذكر أن (سابك) أطلقت مبادرتها “موطن الابتكار” الذي تم افتتاحه في وقت سابق من العام الحالي في احتفال كبير، بهدف تعزيز وتطوير قطاع الصناعات التحويلية ونموها، ويوفر هذا المرفق منصة لعرض الابتكارات العالمية، وفي الوقت ذاته، يرصد الفرص والحلول المتاحة في الأسواق الجديدة. إضافة إلى إسهامه في تنشيط مجتمع الأعمال في المنطقة، من خلال تسهيل التعاون بين الشركات العالمية الصناعية الرائدة، وعرض المنتجات والحلول، التي يمكن أن تُصنّع محلياً، مع الجمع بين أفضل العقول والشركات والجهات المهتمة بمستقبل الشرق الأوسط، من أجل تحويل الأفكار إلى منتجات صناعية.
وعبر الدكتور السليمان عن إعجابه بموطن الابتكار، مؤكداً أن مثل هذا المرفق لا يخدم فقط توطين وتطوير المحتوى المحلي، ولكن يذهب إلى أبعد من ذلك باعتباره منصة مهمة تسهم في خلق بيئة وفرص للأعمال، ستستفيد منها هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وعقب الجولة أشاد بما شهده في موطن الابتكار، مؤكداً بأنه نموذج يجب العمل على تعميمه، ليشكل منصة لخدمة رواد الأعمال والمستثمرين للتفكير بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، نظرا لتركيزه على تطبيقات تمس البلد، نتعامل معها لنخلق فرص أعمال كثيرة من تطبيقات قليلة.
وبدوره قال الأستاذ السكيت إن موطن الابتكار يعتبر ضمن المبادرات التي يحتاجها الوطن للوصول إلى أهداف رؤية 2030، مؤكداً: “أن وحدة المحتوى المحلي ستحاول تجميع المبادرات ذات العلاقة تحت مظلة واحدة لتسريع الحصول على نتائج ملموسة تتوافق مع رؤية المملكة 2030”.
شارك في الاجتماع الذي عقد في (سابك) عدد من الوزارات والجهات الحكومية، شملت: وزارات الدفاع والحرس الوطني والطاقة والصناعة والثروة المعدنية والتجارة والاستثمار؛ والهيئة العامة للاستثمار وهيئة المدن الصناعية (مدن) والهيئة الملكية للجبيل وينبع والبنك الصناعي والمؤسسة العامة لتحلية المياه.
كما شاركت أيضا شركات (أرامكو السعودية) و(معادن) و(صدارة) و(سبكيم) و(تصنيع) و(ساتورب) و(ساسرف) و(الإلكترونيات المتقدمة) و(السلام للطيران) وعدد من الشركات الأخرى.