بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والهيئة الطبية الدولية (IMC)، افتتحت الدكتورة مريم صالح بن لادن، أخصائية طب الأسنان، مركز لطب الأسنان يقدم الرعاية للاجئين السوريين مجاناً. وتم افتتاح هذه المنشأة رسميا اليوم في مخيم الأزرق في الأردن، الذي يضم حالياً أكثر من 55,000 لاجئ سوري.
وقد تم إنشاء “مركز مريم لطب الاسنان” في مستشفى IMC الواقع داخل المخيم، ومن المتوقع أن يستقبل ويقوم على رعاية الآلاف من اللاجئين السوريين في عام 2017، ويوفر لهم أفضل خدمات العناية بصحة الفم مجاناً.
وفي وقت سابق من هذا العام، وكجزء من جهودها الرامية إلى تسليط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين، قامت الدكتورة مريم صالح بن لادن بالعديد من المبادرات العالمية المتميزة. فقد تمكنت من تسجيل رقم قياسي جديد كأول امرأة تنجح رسمياً في قطع مسافة 101 ميل (163 كم) سباحة، انطلاقاً من منبع نهر التايمز الشهير في المملكة المتحدة. كما قامت أيضاً هذه السنة باجتياز القنال الإنجليزي قاطعةً مسافة 21 ميلاً (34 كم)، لتصبح أول سعودية تحقق هذا الإنجاز التاريخي . وفي عام 2015، شاركت الدكتوره مريم في تحدي هيلسبونت للسباحة في المياه المفتوحة في تركيا، لتصبح أول سعودية تستكمل هذا السباق بين قارتي أوروبا وآسيا.
ويأتي مركز الدكتورة مريم تأكيداً على التزامها بتحسين حياة الأيتام من اللاجئين السوريين.
وبهذه المناسبة، علقت الدكتورة مريم: “يعتبر نزوح أكثر من أربعة ملايين سوري من بلدهم ـ- أكثر من نصفهم أطفال دون سن الـ 17 أو أصغر عمراً ـ أكبر كارثة إنسانية في هذا العصر.”
وأضافت: “إن العديد من هؤلاء الأطفال أيتام بالفعل، ليس هناك من يهتم بهم أو يقوم على رعايتهم. وكامرأة شابة تعيش في منطقة الشرق الأوسط، أنا هنا اليوم لأبذل كل ما بوسعي من أجل مساعدة هؤلاء الأيتام. وسوف يصبح مركز الأسنان الجديد مرفقاً ضروريا للاجئين، خصوصاً للأطفال الأيتام في مخيم الأزرق. إنني في غاية السرور أن أكون جزءاً من المساهمة في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين بافتتاح هذا المركز وتوفير خدمات الرعاية اللازمة لهم.”
وتُشير أحدث البيانات اليوم بأن 7% من عدد السكان المسجلين في الأردن هم من اللاجئين السوريين حيث بلغ مجموعهم حوالي655,831 لاجئ. ويعد الأردن اليوم البلد الثاني في العالم من ناحية استيعاب أعداد اللاجئين نسبة لتعداد سكانه ومساحته.
من جانبه، قال السيد خالد خليفة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: “نحن فخورون بالعمل مع الدكتورة مريم بن لادن، والتي تعتبر مثالاً يحتذى به كامرأة رياضية وناشطة في العمل الإنساني من المنطقة تساهم بإحداث فرق في حياة اللاجئين.”
وأضاف خليفة: “يأتي إنشاء مركز الأسنان في وقت تزداد الحاجة فيه لمثل هذه المرافق الطبية في مخيم الأزرق. ونحن واثقون بأن المركز سيساعد المئات من اللاجئين الذين يعيشون في المخيم.”
بدوره، أشار قال عطوفة السيد أيمن المفلح، الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى أهمية هذه الخطوة بالقول: “هذه بالفعل لحظة عظيمة ونحن فخورون كوننا جزء من هذا الحدث واللحظة. وهنا لا يسعنا الا أن نقدم جزيل الشكر للدكتورة مريم على جهودها الجبارة وبذلها السخي. ونحن على يقين من أن هذا المركز الفريد من نوعه سوف يقوم بضمان رعاية أطفال ونساء اللاجئين السوريين في هذا المخيم بشكل مناسب، وبطريقة هم بأمس الحاجة إليها “.
وأضاف المفلح: “أودّ الإشارة الى أن المركز أُنجز في فترة زمنية قياسية وهي أقل من شهرين، وأتوجه بالشكر الى كل شخص شارك في هذا الإنجاز الهام.”
وقال الدكتور أحمد البواعنة، المدير العام بالوكالة للهيئة الطبية الدولية (IMC) في الأردن: “نود أن نتقدم بخالص تقديرنا للدكتورة مريم صالح بن لادن على ثقتها بالمركز الطبي الدولي IMC وائتماننا على مشروعها المميز في مخيم الأزرق. لقد أنشأنا المركز الطبي منذ تأسيس هذا المخيم لأول مرة في شهر أبريل من العام 2014. وقد قمنا بتلبية احتياجات الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 30 ألف لاجئ حتى اليوم وبدعم كبير من جمعيات إنسانية مثل مكتب المساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية (ECHO) والمفوضية السامية لشؤون للاجئين ومنظمة اليونيسيف”. وتابع بالقول:” إن إنشاء مركز الأسنان أمر حيوي لمجمل الخدمات التي نقدمها، ومسألة بالغة الأهمية لضمان استدامة الجيل الذي سوف يكبر لإعادة بناء وطنه.”
الجدير بالذكر أن الدكتورة مريم صالح بن لادن ستقوم بالمزيد من المبادرات في عام 2017، وسيتم العمل بشكل وثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئات الإنسانية الأخرى، لمواصلة التزامها بدعم اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم.