أجمع مختصون وخبراء بحضور أكثر من 500 مشارك في أولى جلسات ملتقى الاستثمار في المياه في يومه الأول على أن خصخصة قطاع المياه ودخول القطاع الخاص إليه سيزيد من التنافس وسيدفع بالمستثمرين نحو تقديم خدمات أفضل للمواطنين والمقيمين في المملكة.
وكشف محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبد الله بن محمد الشهري خلال مشاركته في الجلسة، أن الهيئة وجهات أخرى منها المؤسسة العامة لتحلية المياه وأرامكو تقوم حاليا بإعداد دراسة خطة طويلة المدى تمتد من 2015 حتى 2040 و هي على وشك الانتهاء.
وأشار إلى وجود صعوبات تواجه القائمين على الدراسة منها قلة توفر المعلومات حول المياه في المملكة، قائلا :” المعلومات لاتزال مبعثرة ونضطر في كثير من الأحيان لتعزيز تلك المعلومات” ، منوها إلى أن هدف الدراسة إيجاد منظومة متكاملة للاستدامة سواء الكهرباء أو المياه.
وأضاف :” فالمواطن والمقيم يريدان خدمة ذات جودة عالية وهذا حاليا غير متوفر فالخدمات لاتزال أقل بكثير من المأمول،
وشدد على ضرورة إيجاد متطلبات رئيسية لإنجاح منظومة المياه، وذلك بوضع استراتيجية واضحة من قبل الدولة، وكذلك ضرورة وجود نظام للمياه إلى الأن لم يقر شكل نهائي بحيث يحدد المسؤوليات المختلفة، قائلا :” كما يجب إيحاد منظم للمياه مستقل يحكم العلاقة بين المستثمر و المستفيد وتخدم المواطن في جميع المناطق كما أن إيجاد تعرفة عادلة للمياه مطلب أساسي”.
ونوه إلى ضرورة إيجاد خطة شاملة لبناء البنية الأساسية، قائلا:” أن شبكات التوزيع قديمة ، وهناك هدر في نقل المياه الى المناطق البعيدة مضيفاً بأنه يجب أن يكون هناك وعي للاستفادة من المياه المعالجة، فهناك كميات كبيرة تعالج ولا يستفاد منها وتكلفتها عالية “.
و ألقى مسئولو قطاع المياه الضوء على واقع وتوجه قطاع المياه في المملكة، وذلك من استعراض الواقع والتوجهات المستقبلية لقطاع المياه وتشريعاته وسياسته.
ومن الجدير بالذكر أن وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن الفضلي، افتتح مساء أمس السبت أعمال ملتقى الاستثمار في المياه والذي من المتوقع أن يطرح عددا من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص من خلال المساهمة في بناء المحطات المستقبلي.
في الوقت الذي قال فيه الدكتور عبد الرحمن بن محمد آل إبراهيم الرئيس التنفيذي المكلف لشركة المياه الوطنية نحتاج إلى إدارة متكاملة للمياه في السعودية من الإنتاج والنقل والتوزيع وجمع الصرف الصحي ومعالجته ونقل وتوزيع المياه المعالجة. وأضاف:” قطاع المياه في السعودية يحتاج إلى بناء نموذج ناجح لشراكة استثمارية مع القطاع الخاص لتطوير العمليات وتقديم خدمات أفضل للعملاء.
وقال :” نركز على تبادل الخبرات والنقاشات لترتيب أولويات الفرص الاستثمارية المتاحة ونسترشد برؤي ةالمملكة 2030، كما تطلع لبناء شراكة مع القطاع الخاص لتحقيق منظومة مائيه تهدف لزيادة الشبكات وتقليص ناقلات المياه
من جانبه أكد المهندس علي بن عبدالرحمن الحازمي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن هناك فرصة كبيرة للاستثمار في المياه قائلا :” تبين الاحصائيات أن أكثر من 51% من مناطق المملكة تعتمد على مياه البحر المحلاة “.
وأبان أن :” المؤسسة العامة لتحلية المياه هي أكبر مؤسسة تنتج المياه المحلاة ونحاول بتعليمات خادم الحرمين الشريفين ، مع مايتوافق مع رؤية المملكة 2030 رفع الاقتصاد السعودي، خاصة وأننا نلعب دورا مهما في إنتاج الطاقة الكهربائية ، كما لدينا مركز تدريب لرفع كفاءة العاملين “.
وقال :” حاليا نحن متوجهين نحو الخصخصة وهناك خطة مشاريع نسعى من خلال للتكامل مع القطاع الخاص، فالمملكة تعمل على زيادة إنتاجها من المياه المحلاة “.
وبيّن المهندس علي عد الرحمن الحازمي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة:” أولويتنا تطوير أداء المحطات لجعلها جاذبة للاستثمار، في المملكة لا يوجد أنهار والأمطار تعتبر مصدر محدود والاعتماد الأكبر على التحلية الميكانيكية “.
وكشف عن أن قرابة 62% من المياه المستخدمة في المملكة هي من محطات التحلية، قائلا:” لذلك لابد من منظومة متكاملة لعملية إنتاج الماء وكذلك لا بد من الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج “.
و نوه إلى أن الملتقى يعتبر فرصة لعقد شراكة مع القطاع الخاص حتى يتم تقديم الأفضل للمواطنين والمقيمين على حداء سواء، قائلا :” قطاع توزيع المياه هنا يوازي ويواكب قطاع النقل لأنه ينبغي لدينا أن ننقل المياه طوال 7 ايام متواصلة لذا علينا إدارة المياه بالطريقة المناسبة حتى نقدم الخدمة المناسبة “.
فيما شدد المهندس منصور المشيطي وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للتخطيط والتطوير على أن الهدف الأساسي تقديم الجودة العالية للمستفيدين وكافة التسهيلات اللازمة لجذب رأس المال للاستثمار في المياه، قائلا :”ستكون لدينا شركات متعددة الانتاج المياه وشركات توزيع على مستوى اقليمي واتفاقية “.
فيما استعرضت الجلسة الثانية من أعمال الملتقى التجارب الناجحة عدد من التجارب المحلية والعالمية في تطوير مشاريع المياه في الوقت الذي ناقشت فيه ورشة عمل متوازية مع أعمال الملتقى أخر التطورات في تحلية المياه والصرف الصحي .