أعلنت شركة UPS (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE:UPS) اليوم عن البدء بإجراء اختبارات لاستخدام طائرات بدون طيار في توصيل الطرود التجارية إلى المناطق النائية أو تلك التي يصعب الوصول إليها، وذلك بالتعاون مع الشركة المتخصصة في تصنيع الطائرات بدون طيار CyPhy Works.
وقد أطلقت الشركتان الاختبار يوم الخميس بإجراء عملية توصيل تمثيلية لطرد طارئ وفائق الأهمية يحتوي على أدوية ضرورية من بيفرلي بولاية ماساشوستس إلى “تشيلدرنز آيلاند” التي تبعد ثلاثة أميال عن ساحل المحيط الأطلسي. وتأتي رحلة الطائرة بدون طيار في إطار الاستثمار الذي أطلقه صندوق UPS للاستثمارات الاستراتيجية” The UPS Strategic Enterprise Fund في “سايفي” لجمع المعلومات حول استخدامات وقدرات الطائرات بدون طيار .
وفي هذه المناسبة، قال مارك والاس، نائب الرئيس الأول للهندسة العالمية والاستدامة لدى UPS : “ينصب تركيزنا اليوم على التقنيات والحلول العملية التي يمكن لعملائنا الاستفادة منها. وباعتقادنا فإنّ الطائرات بدون طيار تقدم حلاً رائعاً لتوصيل الطرود إلى المواقع النائية وتلك التي يصعب الوصول إليها في الحالات العاجلة بسبب عدم توفر وسائل النقل الأخرى بسهولة.”
ولطالما وضعت شركة UPS التي تعد أكبر شركة لتسليم الطرود في العالم الابتكار من خلال الأتمتة والروبوتات في طليعة اهتماماتها. في الواقع، تقوم UPS باختبار الطائرات بدون طيار في المستودعات للتحقق من رفوف التخزين المرتفعة وتأكيد توفر المخزون أو المساحات. كما تدرس الشركة إمكانية استخدام طائرات بدون طيار لتوصيل المساعدات الإنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها في العالم.
من جهتها قالت هيلين غرينر، المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في “سايفي”: “إننا مسرورون بشراكتنا مع شركة UPS في هذه الخطوة البارزة. فاستخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بهذه الطريقة يمكن أن ينقذ الأرواح ويوفر المنتجات والخدمات في الأماكن التي يصعب الوصول إليها من خلال البنى التحتية ووسائل النقل التقليدية”.
بدوره قال جان فرانسوا كوندامين، رئيس وحدة UPS للأعمال في شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا: “إنّ الابتكار هو العنصر الأساسي والمحور الرئيسي لعمل شبكتنا العالمية الرائدة والتي نسعى إلى تطويرها على نحو مستمر. ولعل هذه الشراكة الجديدة والمثيرة هي انعكاس لذلك.”
وأضاف: “سنستمر في تطوير تكنولوجيات جديدة تمكنّا من تقديم خدمة أفضل لعملائنا، ويعد استخدام الطائرات بدون طيار مثالاً ساطعاً على جهودنا حيث تشارك UPS في استخدام هذه الطائرات في هذه المنطقة بغرض توفير المساعدات الإنسانية والمعونات خلال الأزمات في مواقع لا تكون مرافق النقل البري فيها آمنة أو عملية. سنظل حريصين على توظيف المزيد من التقنيات الحديثة لتلبية احتياجات المنطقة من الناحيتين التجارية والإنسانية “.
وقد استخدمت طائرة تعمل بنظام Persistent Aerial Reconnaissance and Communications (PARC) في اختبار يوم الخميس وهي تُشغّل بالبطارية وتحلق بشكل ذاتي، لذلك تتطلب الحد الأدنى من التدريب للمستخدمين. وتتميز الطائرة بكونها متينة وثابتة للغاية إلى جانب خاصية الرؤية الليلية والاتصالات الآمنة التي لا يمكن اعتراضها أو تعطيلها.
وقد نجحت الشركتان UPS و”سايفي” في إرسال طائرة PARC التي حلّقت من بيفرلي إلى “تشيلدرينز آيلاند” لاختبار إمكانية استخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل الطرود العاجلة والطارئة. وتمكنت الطائرة في هذا السيناريو التمثيلي من إيصال جهاز الاستنشاق المخصص لمرضى الربو إلى طفل يفترض أنه يعيش في الجزيرة التي لا يمكن الوصول إليها عن طريق السيارات.
وحول الاختبار، أضاف والاس: “تتميز UPS بتاريخ طويل من الإبداع والابتكار يمتد على فترة تناهز مائة عام. بالتأكيد يظل دور موظفي التوصيل في UPS أساسياً وحيوياً في التواصل مع ، ولكن هذه الاختبارات تؤسس للمستقبل وتفتح آفاق التطوير في مجال خدمة العملاء وتسليم الطرود العاجلة. ونحن نبحث ونستكشف باستمرار حول سبل تحسين شبكتنا بما يعزز كفاءتنا في خدمة العملاء وتلبية ومواكبة كافة احتياجاتهم.”
يذكر أنّ إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قد أصدرت خلال الشهر الماضي قواعد وأحكاماً جديدة وسّعت نطاق استخدام الطائرات بدون طيار في المجال التجاري على أن يلتزم المشغلون بأنظمة السلامة الهامة. وترى UPS في هذه القواعد الجديدة خطوة سليمة ومهمة، ومع تعيين الكابتن هيوستن ميلز، مدير سلامة الخطوط الجوية لدى UPS، مؤخراً كعضو في لجنة إدارة الطيران الفيدرالية الاستشارية الجديدة المختصة في الطائرات بدون طيار، تعتزم شركة UPS مواصلة العمل بشكل وثيق مع المنظمين وواضعي القوانين والسياسات للحفاظ على مسيرتها ومضيها قدماً في الاتجاه الصحيح.