تمكنت مريم صالح بن لادن من تحقيق إنجاز تاريخي بعد أن نجحت في قطع كامل القناة الإنجليزية في سباحة منفردة مع الحصول على المساعدة لتلافي أية مخاطر محتملة، وهو إنجاز لم يسبقها إليه أي من مواطني المملكة العربية السعودية من قبل. ويعد عبور القناة البحرية من أشهر فعاليات السباحة في المياه المفتوحة حول العالم. وخاضت بن لادن هذه التجربة ضمن إطار سلسلة من تحديات التحمل الهادفة لتسليط الضوء على حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال السوريون الذين فقدوا أهاليهم بسبب الحرب. وسيروي فيلم وثائقي بعنوان “أنا مريم بن لادن” I’m Mariam Bin Laden“ قصة هذا الإنجاز الهام في عالم السباحة، وسينطلق عرضه الأول في شهر ديسمبر 2016.
وتم توثيق هذه التجربة من قبل “جمعية عبور القناة” “Channel Crossing Association” التي تسمح للسباحين بارتداء بدلات سباحة من الرأس حتى القدمين وتلقي المساعدة إن احتاجوها لضمان سلامتهم. واجتازت بن لادن القناة الإنجليزية بزمن بلغ 11 ساعة و41 دقيقة، وذلك بعد انطلاقها من شاطئ “سامفاير هو” بمدينة دوفر على الجانب الإنجليزي من القناة عند الساعة 7:00 صباحاً يوم الثلاثاء 13 سبتمبر، لتصل إلى شاطئ “كاب جري نيه” في بلدة كاليه شمال فرنسا عند الساعة 6:41 من مساء اليوم ذاته.
وتزامنت تجربة بن لادن مع بعض الظروف الجوية الحارة وغير المعتادة في جنوب إنجلترا، فقد سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية بتجاوزها 30 درجة مئوية، وهو أمر لم يحدث منذ عام 1911 أي منذ أكثر من 100 عام. وباستكمالها قطع القناة، نجحت بن لادن أخيراً في قهر أحد ممرات الملاحة الأكثر ازدحاماً في العالم والذي تجتازه يومياً أكثر من 600 ناقلة بترول و200 عبّارة لنقل الركاب.
وفي إطار تعليقها على الموضوع، قالت مريم بن لادن: “إن قطع القناة الإنجليزية هو حلم كبير تمكنت من تحقيقه اليوم بفضل الله، وإنجاز لطالما سعيت لبلوغه بجد طوال حياتي. لقد كانت تجربة في غاية الصعوبة، واستغرق التحضير لها عامين متواصلين تعلمت فيهما أن تحقيق الأهداف والأحلام لا يتطلب سوى القدر الكافي من الإصرار والعزيمة. وكل ما آمله أن تستطيع إنجازاتي إلهام الآخرين ورفع مستوى الوعي بالمحنة التي يعيشها اليوم ملايين الأطفال اليتامى من اللاجئين السوريين”.
وبحسب البيانات الصادرة عن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين”، أرغمت ظروف الحرب أكثر من 4 ملايين سوري، نصفهم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، على مغادرة وطنهم.
وأردفت بن لادن: “من خلال تمثيلي لشريحة واسعة من الشابات في العالم العربي، فإنني أطمح لتوظيف قدراتي في سباقات التحمل في السباحة لزيادة الوعي بالكارثة الإنسانية المروعة في سوريا، على أمل إحداث فرق حتى لوكان بسيطاً في حياة المتضررين من هذه الكارثة وخصوصاً الأطفال اليتامى”.
وكانت بن لادن قد حطمت رقماً قياسياً آخر في يونيو الماضي كأول امرأة تقطع رسمياً مسافة 101 ميل انطلاقاً من منبع نهر التايمز الشهير في المملكة المتحدة. واستطاعت أن تقطع كامل المسافة خلال عشرة أيام، اجتازت خلالها 32 حاجزاً نهرياً على طول النهر، علاوة على عدد من أشهر مدن وقرى جنوب إنجلترا. وتعتبر السباحة في نهر التايمز من أخطر أنواع السباحة في المياه المفتوحة في العالم، نظراً للتيارات القوية والدوامات الكثيرة التي يعرف بها النهر، إضافة إلى مستويات التلوث العالية فيه.
وتحضيراً لقطع القناة الإنجليزية، خضعت بن لادن لبرنامج تدريبي مكثف وصارم بإشراف مدربة السباحة فيونا ساوث ويل. وتضمن ذلك تدريبات روتينية يومية في المياه المفتوحة، واستكمال العديد من ماراثونات السباحة. كما خاضت في أغسطس 2015 سباق هيليسبونت الوطني للسباحة في المياه المفتوحة بتركيا لتغدو أول سعودية تستكمل هذا السباق بين قارتي أوروبا وآسيا.
وتولى القبطان المخضرم آندرو كينج مهمة إرشاد بن لادن عبر القناة، حيث كان ربان قارب الحراسة، وهو مؤسس “جمعية عبور القناة” “Channel Crossing Association” . ومن المقرر إطلاق فيلم وثائقي بعنوان “أنا مريم بن لادن” يرصد رحلة بن لادن وإنجازاتها.