تشهد المملكة العربية السعودية، الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط، نموًا سريعًا في استهلاك المواد الغذائية، وبسبب هذا النمو توفر المملكة العديد من الفرص الإستثمارية لشركات الغذاء والمشروبات، ولجميع القطاعات المتفرعة عنها, وذلك يعود لعدة اسباب منها, نمط الحياة السائد في المجتمع وإرتفاع نسبة الفئات العمرية المستهلكة لمثل هذه المنتجات.
وبناءً على البحوث والنتائج لهذا القطاع، فإن مجموع مبيعات الخدمات الغذائية في السوق الخليجي، والتي يتضمن مجموعة مطاعم الخدمات الكاملة ومطاعم الخدمات السريعة وقطاع القهوة والمخبوزات، يقدر بحوالي 70.5 مليار ريال، ويتوقع أن يصل حجم السوق إلى 91.9 مليار ريال بحلول العام 2018. بينما تقدر أحدث الدراسات مجموع مبيعات الخدمات الغذائية في المملكة العربية السعودية بـ 33.3 مليار ريال سعودي، وهو ما يمثل تقريبًا نصف السوق الغذائي الخليجي.
يتميز قطاع المطاعم الغير مُتكلفة ( الكاجول) بأجوائه البسيطة والأنيقة حيث يقدم خدمة تناول الطعام على الطاولة، ويعتبر سوق واعد بالنمو حيث صنّف كثاني أكثرالقطاعات نموًا في سوق الغذاء.
واقع الاستهلاك الغذائي
أشارت آخر التقارير عن السوق إلى أن استهلاك الغذاء في المملكة العربية السعودية سيزداد بمعدل 7.3% في العام 2016، متفوقاً على الأسواق الإقليمية الأخرى. وتفيد الاحصاءات إلى أنّ التعداد السكاني سيبلغ 40 مليون بحلول العام 2050، وسيكون معدل الأعمار لفئة 30 سنة أو أقل بمقدار 70%، مما سيضع المملكة العربية السعودية كهدفاً رئيسياً لأصحاب المطاعم والمستثمرين في هذا المجال.
تملك معظم مطاعم العلامات التجارية المعروفة العديد من الفروع التي تتمركز في المدن الرئيسية والفرعية. ويحظى الجيل الصاعد من سكان هذة المدن، بثقافة الغذاء والمهرجانات السياحية والفعاليات والمعارض، مما يجعله أكثر انجذابا نحو قطاع الأغذية. وبسبب ارتفاع الدخل السنوي إلى جانب الاستثمارات الكبيرة في مراكز التسوق الجديدة والمطاعم والفنادق، أصبحت المملكة العربية السعودية منطقة جاذبة للاستثمارات العالمية في قطاع الخدمات الغذائية، وخصوصاً في قطاع المطاعم (الكاجوال) تلبية لاحتياجات فئة الشباب.
ويبقى القطاع قوياً، رغم الهدوء الاقتصادي
يتوقع خبراء المجال نمواً ملحوظاً في كل من العائدات وعدد المطاعم في قطاع الخدمات الغذائية. ويبلغ العدد الحالي للمطاعم ذات الخدمة الكاملة في المملكة، والتي تشمل المطاعم (الكاجوال) والفاخرة، تقريبا 1,200، كما تمثل الجزء الأكبر من الإيرادات في هذا القطاع.
فيما أشار أنيس أحمد مؤمنة، الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة، على ما يبدو أن الركود والتباطؤ حتمي في عدد من المجالات في أنحاء المملكة العربية السعودية هذا العام. ولكنه على ثقة بأن ذلك لن يؤثر على أسواق صناعة الغذاء. حيث قال “على الرغم من التباطؤ في الاقتصاد، من المتوقع أن ينمو الاستهلاك الغذائي في المملكة بنسبة 7.3% في عام 2016 ليصل الى 224.5 مليار ريال سعودي، وسيستمر في الارتفاع للوصول إلى 259.4 مليار ريال في العام 2018. وباختصار، فإن الانفاق المقبل في قطاع التجزئة سيشهد مزيداً من التوسع، في حين أن القيمة السوقية لقطاع المطاعم (الكاجوال) ستنمو بمعدل 3% سنوياً”.
إن المساهمة في افتتاح أي مطعم في المملكة، هي فرصة واعدة لخلق المزيد من فرص العمل. وكمثال على ذلك، وتماشياً مع التوجه الحكومي المتمثل في توطين الوظائف، فان شركة ترفيه المتخصصة في المطاعم والتابعة الى مجموعة سدكو القابضة توظف 1,000 موظفاً في جميع مطاعمها. وصرح أنيس مؤمنة بالقول: “على الرغم من توفر الفرص لسوق تطوير العقار لخدمة قطاع المطاعم، إلا أن مجال البناء مازال في الصفوف الخلفية وأصبحنا نشعر بالضغط على منافذ البيع والتأجير. ولحسن الحظ، فإن مجموعة سدكو القابضة تستفيد من التناغم بين الشركات الشقيقة المتنوعة التابعة لها في بناء استراتيجية للعمل جنباً الى جنب لخلق ميزة تنافسية للمجموعة، كما اننا نستثمر بشكل كبير وملحوظ في البحث والتطوير”.
عدد المطاعم (الكاجوال) في المملكة العربية السعودية
تحظى المملكة العربية السعودية بنصيب الأسد في المنطقة مع إجمالي مبيعات سجلت مؤخرًا ما يعادل 33.3 مليار ريال سعودي لمطاعم الخدمة الكاملة. ويوجد تحت هذه المظلة مطاعم الوجبات والخدمات السريعة، والتي تعد الفئة الأكبر، وخصوصًا المطاعم (الكاجوال) والتي تعد الثانية في النمو بمعدل 3% سنويًا.
قطاع المطاعم الكاجوال ظاهرة أصبحت سريعة الانتشار في المجتمع. حيث توفر هذه المطاعم الجودة العالية في الطعام إلى جانب السرعة في تقديم الوجبات وبسعر مناسب.
وفي آخر 15 سنة تقريباً، شهد سوق هذه المطاعم معدل نمو ايجابي جداً، حيث دخلت العديد من العلامات التجارية الرائدة إلى السوق – كما كانت هناك الكثير من الشركات التي تلتحق بالسوق سنوياً – والذي أدى إلى ارتفاع عدد سلاسل المطاعم بنحو 10%، وبمعدل نمو 5% سنوياً في قطاع المطاعم (الكاجوال) المستقلة.
تعد ترفيه شركة تابعة لمجموعة سدكو القابضة، ويقع تحت إدارتها كل من مطاعم أبل بيز، مكاروني غريل، أوشن باسكت، وبوابة الصين وتتمتع بصفة الريـادة في قطاع الإمتيازات الخاصة بمطاعم (الكاجوال) في المملكة العربية السعودية. وصرح أحمد مراشدة، الرئيس التنفيذي لترفيه بقوله: “بالرغم من أن منطقة الخليج ككل تحتوي على إمكانيات كبيرة، إلا أن المملكة العربية السعودية تتفوق على جميع الأسواق الأقليمية الأخرى، كما تعتبر المناطق البعيدة في المملكة العربية السعودية مركز استثمار مؤثر وجاذب في هذا القطاع”.
واردف قائلًا: “للاستفادة من الفرص الجغرافية، سنقوم بمهمات طموحة وننطلق بخطة توسع واعدة لفتح العديد من منافذ البيع في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ومع الدعم المقدم من قبل الشركات الشقيقة ضمن شركات مجموعة سدكو القابضة في إدارة المرافق والخدمات، واحتياجات العمل والصيانة، والتطوير العقاري وإدارة العقارات، نحن على أتم الثقة أن شركة ترفيه ستنمو بشكل متسارع في المستقبل القريب – وذلك من أجل الحصول على المزيد من الامتيازات الرئيسية وفتح العديد من المنافذ الجديدة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية”.
واختتم مراشدة بقوله: “تماشياً مع اتجاهات هذا القطاع اليوم، سنبقى دائماً على إطلاع من أجل تقديم خدمات جديدة لعملائنا. كما نبحث حالياً في تطوير خدماتنا لتشمل خدمة التوصيل إلى المنازل وخدمات الطلب عن طريق الانترنت، والذي يعد أيضاً دخل ومنفذ جديد لخلق العديد من الوظائف”.