صعد منتخبا اليابان والمغرب إلى المباراة النهائية لبطولة “فزاع الدولية الثامنة لكرة السلة بالكراسي المتحركة دبي – 2016، بعد فوزهما أمس على منتخبي بريطانيا وتايلاند، فيما يلتقي منتخبنا الإماراتي نظيره السعودي في لقاء تحديد المركزين الخامس والسادس، ويلعب منتخبا الكويت والفلبين على المركزين السابع والثامن، عقب انتهاء مباريات الدور نصف النهائي والتصفيات النهائية للبطولة التي تقام برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، وينظمها نادي دبي للمعاقين، وبدعم وشراكة استراتيجية من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة السلة بالكراسي المتحركة، والهيئة العامة للشباب والرياضة، ومجلس دبي الرياضي، واللجنة البارالمبية الإماراتية، في صالة مكتوم بن محمد بالنادي الأهلي.
قمة الإثارة في الدور نصف النهائي
وحظيت مباراتي الدور نصف النهائي بقمة الإثارة والقوة، ففي المباراة الأولى التي جمعت منتخبي اليابان وبريطانيا، ساد التعادل أغلب فترات اللقاء، واستمر الفارق الضئيل بين الفريقين الكبيرين، إلا أن التكتيك العالي لمدرب اليابان، واللياقة البدنية المرتفعة للاعبيه حسمت النتيجة لصالحهم بعد التمديد لشوط إضافي.
انتهى الربع الأول من اللقاء بتقدم اليابانيون 12-10، وكان الشوط عبارة عن سجال بين الفريقين الذين تبادلا التقدم أكثر من مرة، وفي الربع الثاني، انتفض لاعبو المنتخب البريطاني وتمكنوا من انهاء الفترة لمصلحتهم بنتيجة 26-23، بفضل التحركات السريعة للاعبيه، واستفادتهم من إضاعة لاعبو اليابان العديد من فرص التسجيل، وسرعان ما عاد اليابانيون إلى اللقاء بعد الاستراحة، وتمكنوا من انهاء الفترة الثالثة لمصلحتهم بنتيجة 39-32، وكانت قمة الإثارة في الربع الأخير الحاسم، الذي أشارت نتيجته إلى التعادل في أغلب فتراته، وقبل النهاية بـ 30 ثانية أشارت النتيجة لتقدم البريطانيون بفارق 4 نقاط، وظهر الإصرار الياباني في هذه اللحظات وتمكنوا من تحقيق التعادل قبل النهاية بثانيتين بنتيجة 49-49، ليحتكم الطرفان إلى شوط إضافي، تمكن اليابانيون من حسمه، بعدما تملك الإجهاد من لاعبي منتخب بريطانيا، لينتهي اللقاء بنتيجة 59-52، ويتأهل اليابان للمباراة النهائية.
المغرب يقطع الطريق أمام صحوة التايلانديين
ولم تغب الإثارة عن المباراة الثانية أيضاً، والتي جمعت منتخبا المغرب وتايلاند، والتي شهدت تفوقاً مغربياً طوال الأشواط الثلاث الأولى والتي انتهت لمصلحته بنتيجة 16-8، 30-21، 48-35 على التوالي، ولكن لاعبو منتخب تايلاند لم يعلنوا استسلامهم في الربع الأخير وضغطوا بقوة على لاعبي المغرب في مناطقهم، وبطول الملعب، وتمكنوا من تقليص الفارق والذي وصل إلى 3 نقاط قبل النهاية بدقيقتين، بفضل توفيق
لاعبيه في الرميات الثلاثية، قابله استبسال مغربي للحفاظ على التقدم، إلى أن تمكنوا من حسم اللقاء في النهاية بنتيجة 67-62، وقطعوا الطرق أمام عودة لاعبو تايلاند المتكررة منذ بداية البطولة، معوضين خسارتهم العام الماضي في نفس الدور أمام تايلاند، وتأهلوا لمقابلة اليابان في الدور النهائي في إعادة لمباراة افتتاح هذه النسخة من البطولة.
أكبر نتيجة في البطولة
وفي المباريات التأهلية للعب على المراكز من الخامس إلى الثامن، حقق المنتخب الإماراتي الفوز بأكبر عدد من النقاط في البطولة، عندما تمكن من إقصاء نظيره الكويتي وتغلب عليه بنتيجة 58-65، ليتأهل للعب على المركز الخامس والسادس، وجاءت المباراة متكافئة في أغلب فتراتها، بين الفريقين الشقيقين، وتمكن لاعبونا من التقدم في النتيجة طيلة المباراة، حيث أنهو الربع الأول متقدمين بنتيجة 19-13، بفضل التحركات السليمة للاعبين، وتغطياتهم الدفاعية الممتازة، وتمكنوا من الحفاظ على تقدمهم خلال الربع الثاني وأنهوه لمصلحتهم بنتيجة 41-35، بسبب التزامهم التكتيكي ومهارات لاعبيه أحمد الزرعوني وعبدالله سعيد وطارق بني ياس، وسط تشجيع كبير من الجماهير التي حضرت اللقاء، وبعد الاستراحة حافظ لاعبو الإمارات على مردودهم الإيجابي، في وقت انهار فيه لاعبو الكويت بدنياً، وتمكنوا من إنهاء الربع الثالث لمصلحتهم بنتيجة 66-43، وكان الربع الأخير إيجابياً لكلا الفريقين، حيث تمكنوا من إنهاء معظم الهجمات بطريقة جيدة، وانتهى اللقاء بنتيجة 85-65، وهي أكبر نتيجة مسجلة في جميع مباريات البطولة حتى الأن.
واستحق لاعبو الإمارات الإشادة عقب اللقاء، على النتيجة والأداء الذذي جاء مغايراً تماماً عن المباريات السابقة، ووضح تركيزهم طيلة عمر اللقاء، والتزامهم الخططي والتكتيكي، والذي ظهر أثره جلياً على مجريات المباراة، وتمكنوا من تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها خلال المباريات السابقة، وهو الأمر الذي أثلج صدر المشجعين وستلعب الإمارات اليوم لتحديد المركز الخامس فيما تلعب الكويت لتحديد المركز السابع.
وأكد ذيبان المهيري الأمين العام لاتحاد الإمارات لرياضة المعاقين، أن الانتصار الكبير الذي تحقق اليوم يأتي نتيجة لتركيز اللاعبين، بعد إزاحة الضغوط التي وقعت عليهم عقب خسارتهم الأولى أمام بريطانيا، والتي أثرت على أدائهم أمام المغرب، ووقعوا في العديد من الأخطاء التي كلفتهم المباراة، بالإضافة إلى الإجهاد البدني الذي حل باللاعبين نتيجة تلاحم المباريتين وأهميتهم لضمان التأهل.
وأضاف المهيري أن الجهاز الفني والإداري عمل على تقليل الضغط على اللاعبين واهتم بالعامل النفسي الذي كان له دوراً كبيراً في تقديمهم أفضل أداء أمام الكويت، وزاد من تركيزهم والتزامهم بأدوارهم داخل الملعب، مشيداً بالفروقات الفردية التي صنعها اللاعبون بفضل مهارتهم العالية، متمنياً التوفيق لهم في مباراتهم المقبلة للحصول على مركز متقدم خلال البطولة، كما تمنى التوفيق للمنتخب الكويتي في الفترة المقبلة، مشيراً إلى قوة البطولة فنياً والتي تثبت أهميتها عاماً بعد الأخر بالنسبة للاعبي الإمارات، حيث تعد بمثابة أفضل إعداد واحتكاك لهم.
فوز ساحق للسعودية على حساب الفلبين
فيما حقق المنتخب السعودي فوزاً ساحقاً على نظيره الفلبيني، في المباراة الثانية، بنتيجة 68-48، ليحسم تأهله لملاقاة الإمارات على المركز الخامس، فيما يلاقي الفلبين المنتخب الكويتي لتحديد المركز السابع، وشهدت المباراة في مجملها أفضلية سعودية، وحسمت خبرة لاعبوه نتيجة اللقاء بأريحية كبيرة، بعدما تمكنوا من توزيع مجهوداتهم على الأشواط الأربعة، مستغلين ضعف خبرة لاعبي الفلبين، بنتيجة 18-8، 42-16، 58-26، لينتهي اللقاء بنتيجة 68-48، بعدما حاول لاعبو الفلبين العودة لأجواء اللقاء أكثر من مرة، ولكن الخبرة السعودية رجحت كفتهم، ليحافظوا على الصدارة طوال اللقاء.
وفي مباريات اليوم الختامي للبطولة، يلتقي منتخبا الإمارات والسعودية، في مباراة لتحديد المركزين الخامس والسادس، فيما يقابل المنتخب الكويتي نظيره الفلبيني لتحديد المركزين السابع والثامن، بينما يلعب منتخبا تايلاند وبريطانيا على الميدالية البرونزية، وتختتم البطولة بلقاء منتخبي المغرب واليابان في مباراة الدور النهائي.
بطولة عالمية المستوى
وقالت سعاد إبراهيم درويش، مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: “يسعدنا أن نقترب من نهاية البطولة وتحقيق هذا النجاح الكبير الذي يشهد ببراعة المنظمين والقائمين على البطولة. لقد قدمت الإمارات نموذجًا عاليًا من التنظيم المحترف في بطولة عالمية المستوى فيما أعرب جميع المشاركين عن رضاهم إزاء الاستضافة الكريمة لهذه البطولة، وأثنوا على حسن التنظيم والاستقبال، في الوقت الذي أتحنا فيه الفرصة لفرسان الإرداة فرصة الاحتكاك وتبادل الخبرات والارتقاء بالمهارات مع فرق من المحترفين للاستعداد لبطولات أخرى قادمة”.