تلعب التطبيقات حالياً دوراً حيوياً وهاماً في مجال أداء وأمن وتوافرية الشركات أكثر من أي وقت مضى، وذلك وفقاً لنتائج دراسة جديدة صادرة عن شركة F5 نتوركس.
هذا، وقد تم الكشف اليوم عن نتائج الدراسة التي تحمل اسم حالة تسليم التطبيقات، وهي الدراسة الوحيدة من نوعها على مستوى العالم، من على منصة منتدى إف5 نتوركس الذي عقدت فعالياته في الرياض.
ويسلط التقرير، الذي ضمن ولأول مرة بيانات عن العديد من الصناعات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، الضوء على التغيير الجذري الذي تقوم به الشركات في طبيعة وآلية تشغيل عملياتها. أما التوجهات الرئيسية المؤثرة فإنها تتضمن الأثر المتنامي لتهديدات الأمن الالكتروني، والابتكارات الخاصة بالسحابة الهجينة، فضلاً عن الابتكارات المتعلقة بالشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN)، وممارسات التطوير والعمليات (DevOps).
في هذا السياق قال ممدوح علام، المدير العام لدى شركة F5 نتوركس في المملكة العربية السعودية: “نشهد على امتداد العالم، وفي جميع أنحاء المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، تحولاً في إدارة ومزاولة الشركات لأعمالها، وآلية تخطيطها للمستقبل. وقد أضحت التطبيقات وخدمات التطبيقات الآن جزءاً من “الحمض النووي” للشركات، كما أنها توفّر إمكانيات جديدة وغير مسبوقة للأشخاص، بغض النظر عن الجهاز أو الموقع”.
خدمات التطبيقات المنتشرة على نحو متزايد أشار تقرير حالة تسليم التطبيقات إلى أن 44 بالمائة من الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تستعين بأكثر من 200 خدمة للتطبيقات يومياً.
ومن المتوقع أن يواصل هذا الرقم صعوده في ظل تصنيف 42 بالمائة من المستفتين لتطبيقات الهواتف المحمولة على أنها محور اهتمام وتركيز معدل الإنفاق الخاص بتقنية المعلومات خلال العام 2016.
ويتابع السيد ممدوح علام، حديثه قائلاً: “يشير حجم الاستثمار في تطبيقات الهواتف المحمولة إلى أن صناع القرار في قطاع تقنية المعلومات يتبنون حالياً ممارسات أحضر جهازك الخاص (BYOD)، ما يتيح للموظفين إمكانية استخدام أجهزتهم الشخصية في مكان العمل، وتشغيل تطبيقات الأعمال”.
“وإنه لأمر رائع حقاً رؤية الشركات وهي تتبنى خدمات التطبيقات، لكن من الضروري في ذات الوقت أن يقوموا بذلك وفق خطة واضحة تدور حول طبيعة الاستخدام، والتوافرية، وحماية البيانات”.
السحابة الهجينة هي الوضع الطبيعي الجديد
من المثير للاهتمام عكس التقرير لحقيقة أن 67 بالمائة من الشركات تقدر بأن 50 بالمائة من تطبيقاتها سيتم استضافتها ضمن السحابة بحلول نهاية العام 2016، ما يشير إلى أن الشركات، وعلى نحو متزايد، تلجأ إلى خيار الفصل بين بيئة تقنية المعلومات التقليدية في الشركة من جهة وبيئة العمل السحابية من جهة أخرى.
وعلى وجه التعميم، نجد أن 30 بالمائة من المؤسسات التي شملتها الدراسة تتبنى إستراتيجية “السحابة أولاً”، حيث يتم تقييم حلول تقنية المعلومات القائمة على السحابة قبل الشروع بأي استثمارات جديدة في مجال تقنية المعلومات. وهذا التوجه مدفوع على نحو كبير من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي توفر لهم بيئة السحابة الهجينة درجةً أعلى من المرونة، والوفورات في التكاليف المتوقعة.
معضلة الأمن
كشفت نتائج الدراسة أن 59 بالمائة من الشركات لا تثق بقدرتها على مقاومة هجوم أمني على مستوى التطبيقات.
وهو ما تطرق إليه السيد ممدوح علام بالقول: “نظراً إلى ارتفاع معدل الخروقات الأمنية الإلكترونية في الشركات، وإلى الأضرار التي ألحقتها هذه الهجمات بسمعة وأرباح هذه الشركات، لابد أن هذا الأمر يشكل مصدر قلق كبير لكبار المسؤولين التنفيذيين في هذه الشركات”.
من جهةٍ أخرى، تم تصنيف تشفير البيانات الساكنة (59 بالمائة) وتشفير البيانات الحية (49 بالمائة) كاثنين من العوامل الثلاث الأكثر أهمية التي تدفع باتجاه تبني الخدمات السحابية، ما يؤكد على مدى أهمية الأمن في أذهان صناع القرار في قطاع تقنية المعلومات.
في الوقت نفسه، يُنظر إلى المستخدمين النهائيين، عوضاً عن مراكز البيانات، على نحو متنامي على أنهم الحلقة الأضعف في السياسات الأمنية للشركة. حيث أفاد معظم المستفتين (22 بالمائة) إلي أن افتقار الموظف للمعرفة هو أكبر تحدٍ أمني تواجهه الشركات خلال الأشهر الـ 12 القادمة. في حين أشارت 18 بالمائة من الشركات بالتحديد إلى التعقيد المتنامي للهجمات بكونها القضية الأكثر أهمية.
ومن بين الحلول المطروحة لمعالجة مصادر القلق هذه، الاستعانة شبكة من جدران الحماية (84 بالمائة)، وتقنية مكافحة الفيروسات (85 بالمائة)، وهما خدمات التطبيقات الأمنية الأكثر انتشاراً على مستوى الشركات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتظهر حلول الحماية ضد هجمات الحجب التام للخدمة (DDoS) (57 بالمائة) وبشكل مفاجئ في أسفل القائمة، نظراً لتنامي مثل هذه الهجمات خلال السنوات الأخيرة.
ممارسات التطوير والعمليات (DevOps) والشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) خياران رئيسيان لتحسين الكفاءة التشغيلية
برزت ملاحظة رئيسية وهامة أخرى في الدراسة، ألا وهي كيفية تمكين ممارسات التطوير والعمليات (DevOps) والشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) لعمليات الأتمتة والتزامن، وخفض التكاليف التشغيلية، وتحسين زمن وصول المنتج إلى السوق.
وهي النقطة التي توقف السيد ممدوح علام عندها قائلاً: “تفصل الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) “العقل المدبر” للشبكة عن الأجهزة الفعلية، ما يجعل أداء الشبكة أكثر انسيابيةً وأسهل إدارةً. والأهم من ذلك أن التقنيات توفر حالياً منصة ابتكار خصبة لممارسات التطوير والعمليات (DevOps)، وهو نموذج لتطوير البرمجيات والخدمات بسرعة من خلال تشجيع الاتصالات الموحدة، والتشاركية بين مطوري التطبيقات، وتقنية المعلومات، وخبراء الشبكات”.
كما وجد تقرير حالة تسليم التطبيقات أن 41 بالمائة من مؤسسات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا تؤمن بأن الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) ستلعب دوراً ذو “أهمية إستراتيجية” بالنسبة للمؤسسات الحاضنة لها على مدى 2-5 سنوات القادمة. في حين يتوقع 26 بالمائة شراء تقنية الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) في غضون الأشهر الـ 12 القادمة. بينما سيلجأ 41 بالمائة منهم إلى هذه التقنية من أجل خفض تكاليف التشغيل، و27 بالمائة منهم للحد من زمن وصول المنتج إلى السوق.
ومن الدوافع المهمة الأخرى لتنمية الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) وممارسات التطوير والعمليات (DevOps) هو أثرهما المشترك على كيفية إنشاء ونشر نماذج السحابة.
بالمقابل، وعلى الرغم من أن محادثات السحابة الخاصة بممارسات التطوير والعمليات (DevOps) حتى الآن غالباً ما ركزت على السحابة العامة، إلا أن المستفتين في تقرير حالة تسليم التطبيقات يربطون ممارسات التطوير والعمليات (DevOps) مع السحابة الخاصة بدرجة أكبر. وخلصت نتائج التقرير إلى أن 43 بالمائة من المستفتين ينظرون إلى السحابة الخاصة بأنها ذات أهمية إستراتيجية، و23 بالمائة منهم أيضاً يؤمنون بأن ممارسات التطوير والعمليات (DevOps) ذات أهمية كبيرة، وتقريباً ضعف هذا العدد (44 بالمائة) يؤمن بذات المبدأ فيما يتعلق بالشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN).
ويتطرق السيد ممدوح علام إلى هذا الموضوع بالقول: “يبدو أن هذه الأرقام تشير إلى أنه بالتزامن مع سعي المؤسسات إلى تطوير ونشر التطبيقات ضمن بيئة سحابتهم الخاصة، تؤمن هذه المؤسسات بأن ممارسات التطوير والعمليات (DevOps) جنباً إلى جنب مع تطبيقات الشبكات المعرفة بالبرمجيات (SDN) ستمنحهم أداءً انسيابياً لبيئات تقنية المعلومات، وهو ما سيحتاجونه من أجل تلبية متطلبات أعمالهم”.
التطلع نحو المستقبل
صنّفت الشركات المشاركة في الدراسة حلول الحماية ضد هجمات الحجب التام للخدمة (DDoS) على رأس قائمة الأولويات بالنسبة للخدمات الأمنية التي من المرجح تعهيدها لمصادر خارجية خلال العامين المقبلين.
وعند الأخذ بعين الاعتبار إجمالي معدل الإنفاق على تقنية المعلومات خلال العام 2016، نجد بأن تطبيقات الهواتف المحمولة، والسحابة الخاصة، وتوحيد تجهيزات مراكز البيانات، هي أكبر ثلاث دوافع للإنفاق على حلول تقنية المعلومات خلال الأشهر الـ 12 القادمة. وفي الوقت نفسه، يُنظر إلى تطبيقات الهواتف المحمولة، والسحابة الخاصة، والبرمجيات كخدمة (SaaS)، على أنها التوجهات الثلاث الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية خلال السنوات 2-5 المقبلة.
أما إنترنت الأشياء، التي بشر بها الكثيرون بأنها ستغير من قواعد اللعبة، فإنها مدرجة ضمن آخر أربعة (من اثني عشر) مراكز في القائمة، ما يشير إلى أن الكثير من العاملين في صناعة تقنية المعلومات يرون بأنه ستمضي بضعة سنوات قبل جني فوائد عالم تقنيات إنترنت الأشياء واستثمارها بشكل فعال من قبل الشركات.
التغيّر الشامل
يختتم السيد ممدوح علام حديثه قائلاً: “وسط كل هذا التغيير، نجد نتيجة واحدة فقط واضحة، وهي أن خدمات التطبيقات ستبقى حلقة الوصل التي ستمكن مؤسسات تقنية المعلومات من تلبية المتطلبات الأكثر حيوية وأهمية للشركات. كما سيضمن أداء، وأمن، وتوافرية الخدمات إنتاجية الموظفين، ما سيعزز من التشاركية الإيجابية للعملاء، وفي نهاية المطاف تنمية الإيرادات”.