أعلن ساتيا ناديلّا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، عن مبادرة جديدة مؤلّفة من ثلاثة أجزاء للحرص على أن تخدم موارد الحوسبة السحابيّة لمايكروسوفت المصلحة العامّة، وفي إطار هذه المبادرة، ستمنح مؤسسة Microsoft Philanthropies التي تمّ تأسيسها حديثاً خدمات سحابيّة من مايكروسوفت بقيمة مليار دولار أميركي، بحسب قيمة السوق، لخدمة المؤسسات اللاربحية والباحثين في الجامعات على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ويركّز التزام مايكروسوفت المؤلّف من ثلاثة أجزاء على الحرص على أن تخدم السحابة المصلحة العامّة بالمعنى الأوسع للكلمة، وذلك بتأمين موارد سحابيّة إضافيّة إلى المؤسسات اللاربحية، ممّا يسهّل على باحثي الجامعات الوصول إلى المعلومات، ويساعد على حلّ التحديات المتعلقة بالإتصال بالإنترنت في مرحلتها النهائية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلّا، المتحدث في المنتدى الاقتصادي العالميّ في دافوس في سويسرا: “تعمل مايكروسوفت على تمكين المؤسّسات التي لها مهمّة معيّنة حول العالم من خلال منحة خدمات الحوسبة السحابيّة، وهي أكثر الابتكارات التقنية التي يمكن أن تحدث تغييراً في مجتمعنا اليوم. وستتمكن أكثر من 70 ألف مؤسسة من الوصول إلى التقنية التي ستساعدها على حلّ إحدى أبرز التحديات الاجتماعيّة، وعلى تحسين الوضع الانسانيّ، وإحداث ودعم النمو بشكلٍ متساوٍ.”
الجدير ذكره أن الحوسبة السحابيّة برزت كمورد مهم لكشف أسرار البيانات فهي تؤدي إلى أفكار جديدة وإلى إنجازات جديدة ليس في مجالي العلوم والتقنية فحسب، بل لمجمل التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة ولتقديم خدمات إنسانيّة أفضل أيضاً. وبإمكان الحوسبة السحابيّة كذلك تحسين الاتصالات والقدرة على حلّ المشاكل، ومساعدة المؤسّسات على العمل بطريقة أكثر إنتاجيّة وفعالية. وفي سبتمبر 2015، تبنّى 193 رئيس دولة وقادة عالميّون بالإجماع 17 هدفاً للتنمية المستدامة ليتمّ تحقيقها بحلول عام 2030. ولا يمكن تحقيق جدول الأعمال الطموح هذا (الذي يتضمّن القضاء على الفقر والمجاعة، وتأمين طاقة موثوقة ومستدامة بكلفة معقولة للجميع) ممكناً إلا بفضل الابتكارات التقنية المهمّة، وسيكون المعيار والقوة الحسابيّة اللّذان تتيحهما الحوسبة السحابية أساسيّين للتوصل إلى حلول لهذه المشاكل الصعبة التي تقض مضجع العالم.
ومن جهته قال رئيس مايكروسوفت، براد سميث: “تلتزم مايكروسوفت مساعدة المنظمات اللاربحية والجامعات على استخدام الحوسبة السحابيّة لمعالجة تحديات إنسانيّة رئيسيّة، وتتضمّن طموحاتنا بالنسبة إلى مؤسّسة Microsoft Philanthropies عقد شراكة مع هذه المنظمات، والحرص على أن تصل الحوسبة السحابيّة إلى العدد الأكبر من الأشخاص، والحرص أيضاً على أن تخدم الاحتياجات الاجتماعيّة بأوسع نطاق ممكن لها”. وتتضمّن العناصر الخاصّة بالمبادرة الجديدة ما يلي:
- خدمة الاحتياجات الواسعة للمنظمات اللاربحية: سيجعل برنامج مِنح جديد وشامل خدمات مايكروسوفت السحابيّةَ متاحة أكثر للمؤسسات اللاربحية من خلال مؤسّسة Microsoft Philanthropies، ومن بين هذه الخدمات Microsoft Azure، وPower BI، وCRM Online، وEnterprise Mobility Suite. ويعتمد هذا البرنامج على برنامج سبق أن أثبت نجاحه بمنح المؤسّسات اللاربحية القدرة على الوصول إلى برامج Office 365. وسيبدأ العمل بهذا البرنامج الذي يستهدف المؤسسات اللاربحية للاستفادة من خدمات مايكروسوفت السحابية Microsoft Cloud Services، في الربيع القادم، في حين تسعى مؤسّسة Microsoft Philanthropies إلى خدمة 70 ألف مؤسسة لاربحية في الأعوام الثلاثة المقبلة، من خلال خدمات مايكروسوفت السحابيّة هذه.
- توسيع نطاق قدرة الوصول إلى الموارد السحابيّة لبحوث الكليّات في الجامعات. ستوسّع مؤسستا Microsoft Research و Microsoft Philanthropiesبنسبة 50% برنامج Microsoft Azure for Research الذي يمنح قدرة تخزين وموارد حوسبة مجانية على منصة Azure لمساعدة الكليات على تسريع بحثها المتعلق بالتحديات الحديثة. ويؤمّن هذا البرنامج اليوم موارد حوسبة سحابيّة مجانية لأكثر من 600 مشروع بحث في ست قارّات.
- الوصول إلى مجتمعات جديدة من خلال قدرات الاتصال والخدمات السحابيّة في المرحلة النهائية. ستدمج مؤسّستا Microsoft Philanthropies و Microsoft Business Development قدرة الدخول المقدمة مجاناً إلى خدمات مايكروسوفت السحابية مع استثمارات في تقنيات جديدة غير مكلفة للإتصال بالإنترنت في مراحلها النهائية مع استثمارات لتدريب المجتمع. ومن خلال دمج الخدمات السحابيّة مع الاتصاليّة والتدريب، والتركيز على شراكات جديدة بين القطاعين العام والخاصّ، تعتزم مؤسسة Microsoft Philanthropies دعم 20 مشروعاً من هذه المشاريع في 15 بلداً على الأقلّ حول العالم بحلول منتصف عام 2017.
وينبعث منح المؤسّسات اللاربحية قدرة وصول أفضل إلى خدمات مايكروسوفت السحابيّة، من بينها المنصّة Microsoft Azure القوية، من الالتزام طويل المدى الذي تعهدته مايكروسوفت بجعل التقنية الحديثة متوافرة بدون كلفة أو بكلفة متدنيّة للمؤسسات التي تعمل على حلّ بعض أصعب مشكلات المجتمع. وفي السنوات القليلة الماضية، ومع تزايد اعتماد المؤسسات على الحوسبة السحابيّة، تعاونت مايكروسوفت مع عدد من المؤسسات التي تركّز على التحديات الكبيرة. وتظهر هذه المبادرات الأثر المحتمل لتحسين قدرة الوصول إلى الحوسبة السحابيّة:
- تعمل مؤسسة Microsoft Research مع برنامج البحوث حول التنوع البيولوجي التابع لمؤسسة ساو باولو للبحوثSão Paulo Research Foundation (FAPESP) Biodiversity Research Program من خلال استخدام 700 مستشعر لاسلكي، والتقنيات السحابيّة، ومعالجة آلية لدفق البيانات من أجل دراسة الغابات الضبابية وأثر التغيّرات المناخيّة على المجتمعات التي تدعمها هذه الغابات
- من خلال شراكة مع جامعة تكساس في أوستن بعنوان Project Catapult، تقدّم مايكروسوفت تقنيات الحوسبة السحابية للباحثين، حيث أظهرت هذه التقنية قدرتها على تقديم طاقة وكلفة أدنيين، أو نتائج بجودة أعلى، أو مزيج من الاثنين
- في بوتسوانا، تعاونت مايكروسوفت مع “مركز بوتسوانا للإبداع” Botswana Innovation Hub، و”فيستا للعلوم الأحيائية” Vista Life Sciences، و”الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والحلول العالمية عريضة النطاق لدعم بوتسوانا” United States Agency for International Development and Global Broadband Solutions to assist Botswana، وجامعة بنسلفانيا، ووزارة الصحة من خلال الاستفادة من إدارة التسجيلات الصحيّة المرتكزة على السحابة وقدرة الإتصال بالإنترنت التي تتيحها استخدام ترددات التلفزيون غير المستخدمة لإيصال الطب المتخصّص عن بعد، ويشمل ذلك المسح الشعاعي لسرطان عنق الرحم في عيادات الرعاية الصحية الريفية.
وعلقت لورين وادمان، الرئيس التنفيذية لمؤسسة NetHope: تُعتبر قدرة الوصول إلى التقنية أساسيّة لعمليات NetHope وخدماتها، وللمؤسسات الانسانية الخيرية الأربع والأربعين فيها. وستولّد قوة الحوسبة السحابيّة قيمة متزايدة لكلّ ما نقوم به لخدمة ملايين الأشخاص في مجتمعاتنا حول العالم”.