ضمن سعيه الدؤوب لتقديم عجائب عالم البحار لزواره من كافة الأعمار، وإثراء معرفتهم حول الكائنات الحية التي تعيش في مختلف المسطحات المائية حول العالم، أعلن فقيه أكواريوم، عن إضافة أربعة أنواعٍ من قناديل البحر إلى مجموعاته البحرية الفريدة، سيتم عرضها بمرور الوقت على الكورنيش الشمالي لمدينة جدة.
الكائنات الجديدة ستمنح زوار الأكواريوم الواقع على الكورنيش الشمالي لمدينة جدة مفهوماً أشمل عن قناديل البحر يختلف عن الفكرة النمطية التي تنتشر بين عامة الناس، حيث لا تقتصر القناديل على نوعٍ واحدٍ فقط، بل إنها متنوعة الأحجام والأشكال.
ويشير جاي برافو، مدير برنامج الحياة البحرية في فقيه أكواريوم من كلير ريف انترناشونال، إلى أن “المحيطات أماكن تصدح بالحياة، وتحتضن الكثير من المخلوقات العجيبة والمتنوعة. ومن هذا المنطلق، نعمل في فقيه أكواريوم دوماً على توسيع نطاق معروضاتنا البحرية، واستحداث كل ما من شأنه أن يذهلهم ويروي فضولهم”.
ويضيف جاي برافو “قناديل البحر تنتمي إلى فصيلة الرخويات اللافقرية، حيث يشكل الماء 95% من تركيبها البسيط، وهي لا تملك رأساً أو عموداً فقرياً أو نظام هضمٍ متقدمٍ مثل الكائنات الأخرى، كما أنها لا تملك أعيناً أو خياشيم مثل المخلوقات البحرية الأخرى، وتمتاز بأشكالٍ وألوانٍ متنوعة تبهر كل من يتأملها. ويشير العلماء إلى أن أول تواجدٍ لهذه المخلوقات البحرية على كوكب الأرض تم رصده منذ 700 سنة (1)”.
أول أنواع القناديل التي يستضيفها الأكواريوم هو قنديل البحر المنقط (Mastigias papua)، وهو يعيش في المحيطين الهندي والهادي. وبدلا من فمٍ واحد، لدى هذا القنديل عدة فتحات صغيرة في
أذرعه الفموية، وهو يتغذى على العوالق الحيوانية. يحتاج هذا النوع من القناديل إلى درجة حرارة ومستوى ملوحة، ومنبهات خارجية لضمان التكاثر بشكل طبيعي. وتبلغ أقطار قناديل البحر المنقطة حوالي 10 سنتيمترات، وقد تصل في حالات استثنائية إلى 30 سنتمتراً.
ثاني الأنواع، هو قنديل البحر القمري (Aurelia aurita)، ويسمى بذلك لكونه يشبه الأقمار. تتراوح أقطار هذه القناديل من 25 إلى 40 ملم، ويمكن التعرف عليها عبر غددها التناسلية الأربعة التي يأخذ كل منها شكل حدوة الحصان، وهي تتغذى على الأسماك الهلامية الصغيرة، والعوالق والرخويات ذات المجسات، وتعرف بقدرتها المحدودة على الحركة، حيث تعتمد في حركتها على الانجراف مع التيار، حتى عند السباحة.
يعيش القنديل القمري في درجات حرارة تتراوح من 6 إلى 31 درجة مئوية، أما درجات الحرارة المثلى فتتراوح من 9 إلى 19 مئوية. يتواجد هذا النوع من القناديل على طول ساحل المحيط الأطلسي الشرقي في شمال أوروبا وساحل المحيط الأطلسي الغربي من أمريكا الشمالية، وخاصة في منطقتي نيو إنغلاند وشرق كندا، وكذلك في البحر الأحمر والمحيط الهادئ.
أما قنديل البحر المقلوبCassiopea andromeda) )، فيعيش عادة في المناطق ذات القيعان الرملية، المسطحات الطينية، البحيرات الضحلة، وحول أشجار القرم، ويتواجد بكثرة في البحر الأحمر. وغالباً ما يتم الخلط بين هذا النوع من القناديل وشقائق البحر لكون مظلته تتجه إلى الأسفل في حين يتجه الفم واللوامس إلى الأعلى، ولعل هذا هو سبب تسميتها. وتفسير ذلك هو أنها تستخدم جرساً يهتز لجعل المياه تتدفق عبر ذراعيها للتنفس والحصول على الغذاء. يمكن أن يصل قطر قنديل البحر المقلوب إلى 30 سم كحدٍ أقصى، وهو يملك القدرة على لدغ البشر.
والنوع الرابع هو قنديل البحر المنقط الاسترالي (Phyllorhiza punctuate)، ويعيش في غرب المحيط الهادئ في المنطقة الممتدة من استراليا إلى اليابان، ويتواجد كذلك في جزر هاواي والبحر المتوسط وخليج المكسيك. ويمكن أن يصل قطرها إلى 50 سنتمتراً.
وعلى الرغم من أن استحداث القناديل الأربعة سيحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قبل زوار الأكواريوم كباراً وصغاراً، إلا أنه ينطوي على الكثير من التحديات، حيث يترقب فريق الأكواريوم حالياً مدى تقبل الكائنات الجديدة لبيئتها الجديدة بعيداً عن موئلها الأصلي.
من جهته، أوضح جميل عطار، المدير التنفيذي لمجموعة فقيه للسياحة والترفيه “هذه الإضافة الساحرة لمعروضات فقيه أكواريوم سيمكن رواده من مشاهدتها عن قرب، ويتيح لهم التعرف أكثر على ماهية وأسلوب حياة هذه المخلوقات الخلابة، وأملنا في ترفيه فقيه أن نعمل دائماً على بث البهجة في نفوس العائلات والأفراد من سكان مدينة جدة وزوارها، خصوصاً الأطفال والناشئين الراغبين في التعرف على كل ما هو جديد وغريب، وذلك من خلال نهج التعليم بالترفيه، الذي يسهم في تثقيف وإمتاع الزوار بروائع البحر وغيره من بحار ومحيطات العالم”.