كشفت شركة “في إم وير” (المسجلة في بورصة نيويورك تحت الرمز: VMW)، الرائدة عالمياً في مجال تطوير البنى التحتية السحابية وحلول الأعمال المتنقلة، دراسة تفضح “أسطورة جيل الألفية”، وتكشف عن دور الموظفين في جميع أقسام المؤسسات، ومن كافة الفئات العمرية، في التأثير بدرجة كبيرة على دفع عجلة التحول الرقمي ضمن المؤسسات، وذلك من خلال تحديد مدى أهمية المهارات الرقمية في دفع مسيرة نمو الأعمال، وتعزيز القدرة التنافسية.
وقد أظهرت نتائج الدراسة التي شملت 5,700 موظف من جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بعيداً عن التقوقع وراء التوزيع الديموغرافي “لجيل الألفية” أو “جيل التسعينات”، أن المهارات الرقمية تعد أولوية بالنسبة لجميع الموظفين في المملكة العربية السعودية، فهي تؤثر عليهم بشكل خاص وعلى بيئة العمل بشكل عام. كما أن أكثر من ثلاثة أرباع (76%) المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن استخدام المهارات الرقمية على نطاق واسع بإمكانه تحسين القدرة التنافسية، في حين يرى 71% منهم أنها تمكن التشاركية بدرجة أكبر بين زملاء العمل، ويشير 75% إلى أن استخدام المهارات الرقمية على نطاق واسع سيؤدي إلى نمو إيرادات/أرباح الشركات خلال السنوات الخمس القادمة.
وفي ظل استعداد أكثر من نصف (53%) الموظفين في هذه المنطقة استثمار وقتهم الخاص لتعلم المهارات والطرق الرقمية الجديدة في العمل، الأمر الذي من شأنه رفع مستوى الإنتاجية في الشركات، فإن إدراك مدى أهمية الدور الذي تلعبه المهارات الرقمية، والتوجه الكبير لتعلمها، أصبح حقيقة واضحة وحتمية.
لكن رغم هذا الإدراك والوعي الكبير الذي يبديه الموظفون، فإننا نجد بأن 53% فقط من القوى العاملة في السعودية اليوم يؤمنون بقدرتهم على الاستفادة بشكل كامل من مهاراتهم الرقمية ضمن أروقة شركاتهم، فهناك العديد من الحواجز التي تقف في وجه استثمار الموظفين بشكل كامل لمهاراتهم الرقمية، والتي تعزى لمجموعة متداخلة ومعقدة من الأسباب، بما فيها الافتقار لوجود الدعم الكافي من قبل تقنية المعلومات (57%)، والافتقار للميزانية المخصصة (28%)، وعدم إدراج المهارات “الرقمية” ضمن الأهداف الشخصية (41%)، وللقيود الكبيرة التي تفرضها سياسات الشركة (33%).
وفي هذا السياق، قال مات كروسبي، رئيس الخبراء في المملكة المتحدة وايرلندا لدى مجموعة هى، الشركة الرائدة عالمياً في مجال الاستشارات الإدارية : “تؤدي عملية التغيير العميقة للمهارات في العصر الرقمي الراهن إلى تحول وتغيير طرق إدارة الأعمال والشركات، فهي تؤثر على آلية صياغة الاستراتيجيات والتوجهات وإصدار القرارات. أما التحدي والفرص الكبيرة فستتمثل في رصف فرق العمل المؤلفة من كبار الموظفين، والذين يحملون في جعبتهم سنوات طويلة من الخبرة في إدارة الأعمال خلال العصر ما قبل الرقمي، إلى جانب الموظفين من المواهب الشابة، الذين يتمتعون بخبرات وتوقعات ودوافع جديدة. لذا، يجب على كل شركة العمل بجهود حثيثة من أجل إيجاد نظام يستطيع الجمع ما بين هذه القوى العاملة متعددة الأجيال، فضلاً عن القيام ببعض المهام “القديمة”، بما فيها قياس مستوى المساءلة والأداء والنتائج، بالإضافة إلى ضمان نمو وازدهار الأفكار والطرق الجديدة”.
من جهة ثانية، تلعب عملية الموافقة ما بين تقنية المعلومات والإدارة العليا دوراً هاماً في دفع عجلة التغيير نحو إيجاد مؤسسة مدارة بالدرجة الأولى رقمياً، حيث تم تصنيف قسم تقنية المعلومات بالمركز الأول كونه يعد المسؤول عن إدارة وتوجيه موجة التغيير هذه (49% من المستطلعين في السعودية يرون بأنه القسم المسؤول)، مقارنةً بـ (16%) يعتقدون بأن المسؤولية تقع على عاتق المدير العام/الرئيس التنفيذي، و(11%) على مجلس الإدارة، و(13%) على رؤساء الدوائر والأقسام الأخرى. ولإحداث هذا التغيير داخل المؤسسة، يعتقد العديد من الموظفين أنه يتوجب على الإدارة العليا لعب دور أكثر فاعلية، في حين يرى (58%) فقط أن الإدارة العليا تشجع على استخدام الطرق والوسائل الجديدة في العمل ضمن المؤسسة.
بالإضافة إلى ذلك، أشار (53%) من المستطلعين إلى ضرورة تخصيص المزيد من الاستثمارات من أجل تنظيم دورات التدريب الرسمية من أجل مواصلة مسيرة تطوير المهارات الرقمية، في حين يرى (45%) أن يجب وضع نظام مكافآت وتقدير أفضل يستند على طريقة استخدام المهارات الرقمية، بينما أشار (45%) إلى ضرورة نشر ثقافة تبني المهارات الرقمية، وهي المواضيع التي تحظى بأولوية الاهتمام والتركيز في هذا المجال.
بدوره يعلق سام طيان، المدير الإقليمي لدى شركة في إم وير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “تتم صياغة عملية التحول الرقمي بنجاح في عالم الأعمال والشركات اليوم من خلال الثقافة والأشخاص والقدرات، فالشركات تستثمر بدرجة كبيرة في المواهب “الرقمية”، وذلك في ظل سعيها لتسخير المهارات والقدرات الأساسية التي بإمكانها مساعدة المؤسسات على التطور نحو سياسة الابتكار بوتيرة أسرع، ومشاركة العملاء بشكل متكامل، وكلاهما يؤثر على نتائج وأداء المؤسسة. كما أننا ملتزمون بالتعاون مع جميع المؤسسات لمساعدتهم على إدراك ومعرفة قدراتهم بشكل أفضل، وذلك فيما يتعلق بعملية التحوّل إلى العصر الرقمي دون المساومة على مسألة الأمن. فقط عندها ستصبح الشركات قادرة على استثمار مواهبها من كافة الفئات العمرية، وإدراك حجم قدراتها”.