قالت الدكتور منال إبراهيم المدير التنفيذي لمعارض الأمير طلال : أنَّمعارض الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – تتواصل في توثيق سبعون عاماً من العطاء الإنساني، راسمة مشهداً يجسد عراقة العمل الإنساني السعودي وعمق تأثيره. رحلة توثيقية امتدت عبر العقود، متنقلة بين عواصم عربية، حاملة معها قصص نجاح ملهمة في التنمية والعمل الإنساني، لتشكل سجلاً حياً لإرث إنساني وتنموي فريد.
وأوضحت: أنَّ البداية كانت مؤثرة، ملهمة وواعدة بهذه الكلمات وصف زوار المعرض الأول رحلتهم. حيث انطلاق المعرض في ديسمبر 2020م كمبادرة عائلية في ذكرى وفاة الأمير طلال من قصر الفاخرية بمدينة الرياض. والذي حمل عنوان “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” والذي تجاوز حدود اللقاء العائلي ليصبح حدثاً ثقافياً وتوثيقياً لاقى صدىً واسعاً، مؤسساً لمرحلة جديدة في توثيق الإرث الإنساني السعودي.
وتابعت: في ديسمبر 2021م،احتضن مكتب الأمير طلال بمقر برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) المعرض الثاني، مسلطاً الضوء على مبادرة تنموية فريدة أطلقها الأمير طلال عام 1980م بدعم قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
ثم شهدت المبادرة تطوراً مؤسسياً لافتاً مع تنامي نجاحها، حيث تم تأسيس “الهيئة العليا لمعارض الأمير طلال” برئاسة نجله الأمير عبد العزيز، لتضم نخبة من المتخصصين وانبثق عن ذلك الإدارة التنفيذية للمعارض والمحتويات والتوثيق.
وفي خطوة مبتكرة، قررت الهيئة ربط المعارض بإنجازات الأمير الراحل بدلاً من إقامتها في ذكرى وفاته السنوية، مما أضفى بُعداً حيوياً على المشروع التوثيقي.
وقالت: بدأت رحلة المعارض عبر العواصم العربية ففي سبتمبر 2022م، كان لدولة الكويت نصيب من هذه المسيرة التوثيقية، حيث استضافت الجامعة العربية المفتوحة بمقرها الرئيسي المعرض الثالث احتفاءً بمرور عشرين عاماً على تأسيسها. “التعليم في كل مكان وزمان”، كانت هذه رؤية الأمير طلال الذي جسدها في مشروع تعليمي طموح يعتمد على التكنولوجيا في التعليم ويمتد عبر تسع دول عربية حتى الأن.
وأكدت الدكتورة منال : أنَّ الرحلة التوثيقية امتدت لتحط رحالها في القاهرة في مارس 2023م، حيث أقيم المعرض الرابع في مقر المجلس العربي للطفولة والتنمية، موثقاً 35 عاماً من العمل في مجال تطوير الطفولة العربية. واليوم، تستعد الرياض لاستضافة المعرض الخامس في ديسمبر 2024م، متزامناً مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية، وبالتزامن مع استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر كوب 16.
واختتمت : “نحن لا نوثق تاريخاً فحسب، بل نقدم نموذجاً ملهماً للأجيال القادمة في العمل التنموي والإنساني”، هكذا يصف القائمون على المعارض رسالتهم في توثيق إرث مستمر. فمن خلال المؤسسات التي أسسها الأمير طلال – رحمه الله – تم رسم خارطة تنموية شاملة تمتد من التعليم العالي إلى تنمية الطفولة والتنمية المستدامة.
وتختتم الهيئة العليا للمعارض عامها الرابع بسجل حافل من الإنجازات، مؤكدة أن رحلة توثيق إرث الأمير طلال ستظل مستمرة، تحكي قصة رجل جعل من العمل الإنساني والتنموي رسالة حياة، وتركها ميراثاً للأجيال القادمة.