Connect with us

منوعات

كيف تبني شركات الاتصالات في السعودية علاقة أعمق مع جيل الشباب؟

Published

on

 

 

 

 

 

“أصبحت الرقمنة اليوم أساساً لا غنى عنه في تفاصيل الحياة اليومية، من التصفح المتواصل والمشاهدة إلى التواصل الدائم والترفيه، وتلعب الاتصالات دوراً محورياً في تشكيل تفكير وسلوك وتفاعل الأفراد، وخاصة الشباب. وفي قلب هذا التحوّل تقف صناعة الاتصالات، التي لم تعد تقتصر على بيع دقائق الاتصال والرسائل والبيانات، بل تقف الآن عند مفترق طرق حاسم: بين إرثها التقليدي وإمكاناتها الواعدة لتصبح أكثر من مجرد خدمة، لتتحوّل إلى علامة أسلوب حياة نابضة.

على الصعيد العالمي، عانت شركات الاتصالات من ضغوط مالية وتشغيلية وتسويقية لسنوات، فيما تراجع حضورها أمام منصات الإنترنت والخدمات الرقمية الأصلية. لكن الشركات التي تواكب التحوّل، بتقديم تجارب تثري الحياة الرقمية للعملاء بدلاً من الاكتفاء بتوفير الاتصال، بدأت تعيد صياغة قصتها وموقعها في السوق.

في المملكة العربية السعودية، أدّت شركات الاتصالات دوراً جوهرياً في التحوّل الرقمي الذي يشهده الوطن. ومع تقدّم المملكة بخطى واثقة نحو تحقيق طموحات “رؤية 2030″، لم تعد شركات الاتصالات مجرّد مزودي بنية تحتية، بل أصبحت قادرة على أن تكون محركات للتمكين الثقافي والاقتصادي والاجتماعي. ولكن، لكي تنجح فعلاً في هذا الفصل الجديد، لا بد أن تذهب إلى ما هو أبعد. حان الوقت لأن تتحوّل شركات الاتصالات السعودية إلى علامات أسلوب حياة، لا سيما حين يتعلّق الأمر بجمهورها الأهم: الشباب.

فأكثر من 60% من سكان المملكة هم دون سن 35 عاماً. شبابٌ طموح، مرتبط رقمياً، ويبحث عمّا هو أكثر من خدمات تقليدية. هذه الشريحة لا تكتفي بالاستهلاك، بل تسعى إلى تجارب رقمية تعبّر عن قيمها، تضاعف شغفها، وتواكب وتيرة حياتها. وهنا، تأتي الفرصة أمام شركات الاتصالات لتصبح جزءاً من حياة الشباب اليومية، تساعدهم على التعبير، والتعلّم، والإبداع، والنمو.

هؤلاء الشباب يجمعون بين انفتاح عالمي عابر للحدود، وجذور ثقافية محلية عميقة. هم لاعبون رقميون، ومبدعون في الموضة، ورواد أعمال طموحون، وصنّاع محتوى. هواتفهم ليست مجرد أدوات، بل امتداد لهويتهم وغاياتهم. ولكي تظل شركات الاتصالات ذات صلة، عليها أن تتحدّث بلغة هذا الجيل، وتفهم إيقاعه، وتدعم نمط حياته.

لكن السؤال الأهم: كيف يمكن لشركات الاتصالات السعودية أن ترتقي إلى هذا التحدي؟

التماهي مع الأولويات الوطنية
الخطوة الأولى تكمن في التوافق مع رؤية المملكة الطموحة. “رؤية 2030” تركّز على الابتكار، وريادة الأعمال، وتمكين الشباب. ويمكن لشركات الاتصالات تجسيد هذا التوجه من خلال برامج لتعليم البرمجة، ومبادرات التوعية الرقمية، ودعم الصحة النفسية، وتمويل المشاريع الناشئة. فالتحوّل إلى علامة أسلوب حياة لا يعني فقط الترفيه، بل هو تمكين حقيقي للمستقبل وتعزيز لمسيرة الوطن.

صناعة مجتمعات رقمية بالشراكة مع الشباب
الشباب السعودي ليسوا مجرّد مستهلكين؛ هم صنّاع محتوى وقادة رأي، وهم لا يبحثون عن تطبيقات جديدة فحسب، بل عن منصات يشعرون فيها بأنهم مرئيون، ومسموعون، ومُمكَّنون. يمكن لشركات الاتصالات بناء مجتمعات رقمية تدعم مطوّري الألعاب، ومصمّمي الأزياء، والفنانين، ورواد الأعمال الرقميين. هذه المجتمعات توفّر أدوات للتمويل والإرشاد والتعاون والانفتاح العالمي، وكل ذلك مدعوم ببنية الشركة وقدراتها.

الاحتفاء بالثقافة والهوية السعودية
تملك شركات الاتصالات انتشاراً واسعاً يمكنها من تسليط الضوء على ما يجعل الثقافة السعودية فريدة. من خلال التعاون مع فنانين، وموسيقيين، ومؤثرين، ومؤسسات ثقافية محلية، يمكن للشركات أن تحتفي بالإرث والإبداع الوطني. سواء عبر قوائم موسيقية منسّقة، أو فلاتر الواقع المعزّز المستوحاة من الفن السعودي، أو تفعيلات المناسبات الوطنية، يمكنها أن تحجز مكاناً في لحظات الفخر والهوية.

التخصيص، والتعريب، والقرب من الناس
يجب أن تُستخدم البيانات لفهم أعمق، لا لمجرّد تحفيز المبيعات. العروض المصممة للطلاب واللاعبين والآباء الجدد والمبدعين تبني ارتباطاً عاطفياً حقيقياً. لكن التخصيص لا يكفي ما لم يقترن بالقرب من الناس. إذ تحتاج الشركات إلى تجاوز الخوارزميات، والتحدّث بلغة قريبة من الناس، عبر الفكاهة والسرد القصصي والتفاعل الآني، لتصبح جزءاً من محادثاتهم اليومية.

كل تحوّل جوهري يبدأ بتغيير في العقلية. وشركات الاتصالات مدعوّة اليوم إلى الانتقال من بيع الخدمات إلى صناعة التجارب. البنية التحتية موجودة. ما تحتاجه الآن هو سردية مؤثرة تضعها في موقع الممكّن للطموح، والإبداع، والتقدّم.

الطريق واضح؛ على شركات الاتصالات أن تبني علامات تعبّر عن روح الشباب السعودي وتنوّعه وطموحه لا كحملة مؤقتة، بل كعهد مستمر. ففي المستقبل، لن يُقاس النجاح بالسرعة أو التغطية فقط، بل بمدى عمق الاتصال الذي تبنيه العلامة، ومدى الإحساس بالانتماء الذي تخلقه”.

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منوعات

“مزرعة سعودية” تشارك بـ111 صقرًا في المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025

Published

on

By

 

تشارك مزرعة البرغش فالكون السعودية بـ (111) صقرًا في المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025، الذي ينظّمه نادي الصقور السعودي في مقره بملهم (شمال مدينة الرياض)، بمشاركة مزارع إنتاج محلية ودولية، في حدث يعكس تطوّر المملكة وريادتها العالمية في مجال الصقور، ودعمها المتواصل لقطاع مزارع الإنتاج.
وأوضح الصقار السعودي ومالك المزرعة، برغش محمد المنصوري، أن “البرغش فالكون” وسّعت مشاركتها هذا العام لتصل إلى (111) صقرًا، مبينًا أن هناك مجموعة إضافية من الصقور ستنضم خلال الأيام المقبلة من عمر المزاد، مشيرًا إلى أن إجمالي إنتاج المزرعة لهذا العام بلغ (300) صقر.
ولفت النظر إلى أن مشاركة المزرعة شملت هذا العام ولأول مرة صقور الجير، ومنها جير الشاهين وجير التبع، واعتماد آلية إنتاج جديدة بزيادة الإضاءة الموجهة لصقور الجير، لتمديد فترة النهار، ما ينعكس إيجابًا على نتائج الإنتاج.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي يبذلها نادي الصقور السعودي في دعم موروث الصقارة وتطويره، مؤكدًا أن المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور بات وجهة عالمية موثوقة لعرض وبيع نخبة من سلالات الصقور عالية الجودة.
يُذكر أن المزاد الدولي يقام على مدار (21) يومًا، ويوفّر بيئة تنافسية تجمع نخبة من منتجي الصقور والصقّارين من داخل المملكة وخارجها، ضمن تنظيم احترافي يراعي أعلى المعايير العالمية، ويتضمن أجنحة لمزارع الإنتاج، وساحة مخصصة للمزاد، إلى جانب أجنحة لمستلزمات الصقور، وركن خاص بـ”صقّار المستقبل”، بالإضافة إلى عروض تفاعلية يقدمها مربّو الصقور حول أساليب الرعاية والتربية.

Continue Reading

منوعات

سفير مملكة تايلند يزور المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025

Published

on

By

 

زار سفير مملكة تايلند لدى المملكة دام بونتام، اليوم، المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025، الذي ينظمه نادي الصقور السعودي في مقره بملهم (شمال مدينة الرياض)، بمشاركة مزارع إنتاج محلية ودولية، في تجسيدٍ لتطور المملكة وريادتها العالمية موطنًا للصقور والصقّارين.
وكان في استقباله مستشار سمو رئيس إدارة مجلس نادي الصقور السعودي، رئيس اللجنة التنفيذية ناصر الناصر.
وتجوّل السفير التايلندي في الأجنحة المصاحبة للمزاد، مستمعًا إلى شرح مفصل حول أنواع الصقور وأصناف الأغذية المقدمة لها، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة، ومثمنًا الجهود التي يبذلها نادي الصقور السعودي في تنظيم المزاد، وإدارة عمليات البيع، ودعم موروث الصقارة، وصناعة مزارع الإنتاج.
يُذكر أن المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور يستمر حتى 25 أغسطس الجاري، ويستقبل زوّاره يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا حتى الحادية عشرة مساءً، كما يُعلن عن ليالي المزاد والصقور المشاركة عبر الحسابات الرسمية لنادي الصقور السعودي على منصات التواصل الاجتماعي.

Continue Reading

منوعات

زوار ومشاركون خليجيون ودوليون في المزاد الدولي للصقور بالرياض وسط فرص استثمارية واعدة

Published

on

By

 

 

يشهد قطاع الصقور في المملكة العربية السعودية نموًّا متسارعًا يعكسه الإقبال الواسع من الزوار والمشاركين على المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025، الذي يُعد منصة اقتصادية واستثمارية وتراثية تجمع نخبة المنتجين والمهتمين من داخل المملكة وخارجها، وتسهم في تعزيز موقع المملكة مركزًا إقليميًّا رائدًا في هذا القطاع الواعد.
ويتميز المزاد المقام في ملهم شمال مدينة الرياض بحضور لافت من الزوار والمشاركين من مختلف دول الخليج وعدد من دول العالم، في ظل بيئة تنظيمية احترافية وأجواء تراثية وتفاعلية تُبرز عمق الموروث الثقافي السعودي، وتعزز جاذبية هذا القطاع بصفته مجالًا استثماريًّا متناميًا.
وتستمر فعاليات المزاد حتى 25 أغسطس الجاري، بمشاركة مزارع إنتاج محلية ودولية، إلى جانب أجنحة متخصصة بمستلزمات رعاية الصقور، وركن “صقار المستقبل” الموجه للنشء، وعدد من الأنشطة المصاحبة التي تسهم في رفع الوعي بالموروث الوطني، ودعم استدامة قطاع الصقور على المستويين المحلي والدولي.
ويُعد المزاد منصة اقتصادية متكاملة تعزز فرص التملك والاستثمار في مجالات إنتاج الصقور وتربيتها، وتوفر بيئة تنافسية تجمع بين تنوّع السلالات وجودة المعروض، بما يسهم في نمو سلسلة القيمة المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، وتوسيع قاعدة المهتمين به داخل المملكة وخارجها.
وأعربت المقيمة البريطانية في الرياض منذ 15 عامًا، راشيل فيليبس، عن انبهارها بالتجربة، مشيرةً إلى أن زيارتها للمزاد كانت الأولى من نوعها، واصفة لحظة حملها لصقر بأنها “استثنائية”، وتعكس عمق التراث السعودي ودقة التنظيم، مؤكدةً أن المعروض تجاوز توقعاتها من حيث الجودة والتنوّع، مضيفةً أن المزاد فتح أمام الزوّار الدوليين فرصة نادرة للاطلاع على سوق واعد يمكن أن يشكّل مدخلًا للاستثمار في أحد أكثر القطاعات نموًا.
فيما وثّق زوجها نايجل فيليبس التجربة بعدسته، مؤكّدًا أن المزاد أتاح لهما معايشة أحد أبرز عناصر الموروث المحلي الذي طالما سمعا عنه، دون أن تتاح لهما فرصة التفاعل المباشر معه من قبل، مشيدًا بمستوى التنظيم الذي يجمع الأصالة والتقديم العالمي، وما يوفره من بيئة جاذبة للاستثمار والسياحة الثقافية.
وأبدى الزائر ديفيد كلاين من جانبه إعجابه بطريقة العرض ومستوى التنظيم، واصفًا إياه بأنه يوازي أفضل المعايير الدولية، لافتًا النظر إلى أن المزاد يوفّر فرصة حقيقية لتأسيس روابط تجارية جديدة بين المهتمين بهذا المجال.
فيما عبّرت زوجته ميشيلين عن رغبتها في اقتناء أحد الصقور، رغم عدم امتلاكها خبرة سابقة، فالمزاد فتح أمامها نافذة جديدة لاكتشاف هذا الموروث والاستثمار فيه مستقبلًا.
وأوضح الصقار القطري مهنا بن محمد الدوسري أن دورة هذا العام شهدت تطورًا ملحوظًا في إجراءات التملّك ووسائل الدفع، مؤكّدًا أن هذه هي مشاركته الثانية في المزاد، والرابعة ضمن فعاليات نادي الصقور السعودي، فقد سبق له تحقيق مراكز متقدمة في أشواط الإنتاج المحلي والدولي.
وأشار إلى أن المزاد يُعد منصة مثالية لتوسيع شبكة العلاقات التجارية بين المنتجين والمشترين في المنطقة، وكشف عن نيته شراء عدد من الصقور للمشاركة بها في مهرجان سيف الملك عبدالعزيز والمنافسات الخليجية المقبلة.
وأعرب الصقار الكويتي فراج سليمان العنزي عن سعادته بالعودة إلى المزاد، مؤكدًا أنه بات محطة سنوية ينتظرها الهواة والمهتمون في المنطقة، لما يتميز به من جودة في الإنتاج وتنوّع في السلالات، مشيدًا بالإمكانات التنظيمية التي تسهم في تعزيز الثقة لدى المستثمرين، وتدعم بناء سوق مستدام قادر على تلبية الطلب المتزايد في هذا القطاع.

Continue Reading
Advertisement

Trending