بقلم: “زياد الزياد”، مدير القطاعات الاستراتيجية لدى شركة «نيوتنكس»
مصطلح “التحول الرقمي” قد لا يدركه البعض في كثير من الأحيان. ومع ذلك، هناك اتفاق ضمني بين الخبراء والعاملين بهذا القطاع انه عندما يتعلق الأمر بالفكرة الأساسية لتحسين بيئة الأعمال في مضمونها من الابتعاد عن استخدام التقنية لتعزيز زيادة العمليات الحالية، إلى وضع الرقمنة في صميم الأعمال واستخدامها كمحرك قائد لطرق جديدة ومحسنة لاداء العمل.
هناك إجماع بأنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق مواءمة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لشركة ما مع متطلبات أعمال الشركة كخطوة أولى نحو التحول الرقمي فضلا عن تحول الغالبية إلى الحوسبة السحابية باعتبارها الطريقة المفضلة لتحقيق هذا الهدف. تأتي الحوسبة السحابية بأشكال مختلفة، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تحولات كبيرة ليس فقط في التقنيات، ولكن أيضًا في التفكير وراء استخدام الحوسبة السحابية لتحقيق أهداف التحول الرقمي على أفضل وجه.
إنها رحلة من البحث وليست مجرد وجهة للوصول….
أحد أكبر التغييرات المكتسبة في مجتمعنا الرقمي هو الفهم المتطور لعبارة أن التحول الرقمي ليس مشروع ينجز لمرة واحدة. و لكن يجب أن يُنظر إليه على أنه عملية مستمرة من البحث والتطوير والتحسين وتتطلب بشكل دوري ضبطًا وإدارة مع تطور التقنيات الجديدة والخدمات الداعمة. خاصة عندما يتعلق الأمر بالحوسبة السحابية التي بدورها دائمة التحول والتطور بمعدل متزايد ومستمر.
مبكراً كانت هناك اختلافات واضحة جدًا بين الأنظمة الأساسية العامة المشتركة، مثل “خدمات أمازون ويب (AWS) ” و”مايكروسوفت أزور (Microsoft Azure)”، والحوسبة السحابية الخاصة. حيث يقوم العملاء بنشر وإدارة البنية التحتية الخاصة بهم. ولكن تم الترويج بقوة لفكرة القدرة على التحول من حسابات CapEx إلى OpEx بالإضافة إلى الوصول إلى قابلية التوسع الغير محدودة عند الطلب لتلك الحلول. وتم التركيز علي الأشخاص الغير محبين للمخاطرة، ولا سيما الشركات في القطاعات عالية التنظيم مثل البنوك والتأمين، الذين يريدون الملكية والسيطرة على كل جانب من جوانب تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم ليكونوا هم البذرة الأولي للامتثال لفكرة الحصول علي خدمات مخصصة لمؤسساتهم.
أدى عدم وجود تكامل بين هذه الحوسبة السحابية المختلفة من الجيل الأول إلى اعتقاد الكثير من الشركات أنه يتعين عليها اختيار أحدهما أو الآخر، والمقصود هنا الاختيار بين “السحابة العامة أو السحابة الخاصة”والالتزام بها ، ولكن لم يعد هذا هو الحال. لقد تم تعتيم الفروق بين الحوسبة السحابية العامة والخاصة، وإلى حد أنه أصبح من الممكن ليس فقط مزج الاثنين معًا، ولكن تم نشر سحابات متعددة لتناسب احتياجات تطبيقات معينة ونقل أعباء العمل هذه بين مختلف الحوسبة السحابية بسهولة متزايدة. لدرجة أن الاستطلاع السنوي الخامس لمؤشرالحوسبة السحابية للمؤسسات (ECI) الذي أجرته شركة «نيوتنكس» أوضح أن المؤسسات في المملكة العربية السعودية تخطط لنقل لزيادة إعتماد “الحوسبة السحابية المتعددة الهجينة (Hybrid Multi Cloud)” من 7٪ كنسبة انتشارها حاليا إلى 51٪ خلال الثلاث سنوات القادمة.
أن تكون تكنولوجيا المعلومات هجينة مصممة خصيصا ضرورة و ليست اختيار …
بغض النظر عن حجم أو نوع النشاط التجاري الذي تمارسه الشركة أو المؤسسة، من الواضح أن النهج الهجين للحوسبة السحابية هو ما يفضله الغالبية العظمى من العاملين في هذا القطاع حاليا فيما يتعلق بالتحول الرقمي. وهذا لا يجعل الأمر سهلاً لأسباب ليس أقلها أن دعم العمل بالحوسبة الهجينة عبر الحوسبة السحابية المختلفة لا يزال يمثل أولوية منخفضة نسبيًا فيما يتعلق بالعديد من مروجي خدمات الأنظمة الأساسية والحلول التقنية.
نعم، من الممكن ترحيل أعباء العمل الافتراضية من الحوسبة السحابية العامة إلى البنية التحتية الخاصة والعكس صحيح، ولكن نادرًا ما تكون العمليات مباشرة، فقد يكون من الصعب أتمتتها. وينطبق الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بتحقيق الاتصال بين التطبيقات وأماكن التخزين والشبكات والخدمات المشتركة الأخرى والتي قد تكون بدورها متاحة عبر مجموعة متنوعة من الحوسبة السحابية المختلفة أو الأسوأ من ذلك أنها مقفلة على الأنظمة الأساسية القديمة التي يصعب دمجها. ربما كنت تعتقد أن قطاعات التخزين المنفصلة قد اختفت لكن ذلك لم يحدث بعد، لقد انتقلوا للتو إلى الحوسبة السحابية.
هناك أيضًا مسألة بسيطة تتعلق بادارة كل تلك الأنظمة الأساسية والتطبيقات والخدمات الداعمة بالاضافة إلى توفير المهارات المتخصصة المطلوبة للحفاظ على البنية التحتية للحوسبة السحابية الهجينة المتعددة الأوساط آمنة ومتاحة دائمًا. هذا هو المجال الذي يمكن أن تساعد وتدعم فيه الخدمات المقدمة من «نيوتنكس»، عبر منصة حوسبة سحابية هجينة مصممة خصيصا لبيئة الاعمال، بحيث يمكن نشرها في أي مكان – في مكان العمل وفي مراكز البيانات ذات الموقع المشترك أو الحوسبة السحابية العامة مع إمكانية التشغيل البيني الكامل بين تلك التطبيقات. أيضًا، تعمل “منصة نيوتنكس للحوسبة السحابية” (Nutanix Cloud Platform) على تمكين الشركات من ترحيل أعباء العمل بين الحوسبة السحابية دون إعادة البرمجة بالإضافة إلى توفير رؤية كاملة وإدارة مركزية لكل جانب من جوانب البنية التحتية المختلطة ككل.
يمكن لشركة «نيوتنكس» أيضًا توفير أدوات إدارة أمن وأتمتة هجينة جاهزة، قادرة بالمثل على العمل عبر العديد من الأنظمة الأساسية للحوسبة السحابية. وبالمثل عندما يتعلق الأمر بتكامل قواعد البيانات وإدارتها، تقدم «نيوتنكس» الحل الهجين الوحيد الجاهز DBaaS (قاعدة البيانات كخدمة) والقادر على العمل مع كافة منصات قواعد البيانات الرائدة بالاسواق الكبرى، عبر مجموعة واسعة من الأنظمة السحابية الأساسية. بجانب أنه بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى تطوير تطبيقات حوسبة سحابية أصلية حديثة، فقد أضافت مؤخرًا دعمًا لمجموعة واسعة من منصات حاويات البيانات الشهيرة Kubernetes بالإضافة إلى خدمات وأدوات البيانات المتكاملة لتمكين المطورين من توفير البنية التحتية ككود (IaC).
كل ما سبق هو سبب اتجاه المزيد من الشركات للدخول في شراكة مع «نيوتنكس» ليس فقط لتحديث بنيتها التحتية القديمة ولكن أيضًا لتنفيذ خطط التحول الرقمي بشكل أفضل والعثور على الأمل المُشجِّع في استثماراتها بالحوسبة السحابية.