بقلم: “عبدالله أبوسعادة”، مهندس أول نظم لدى شركة «نيوتنكس»
إنه عصر الحوسبة السحابية المتعددة الهجينة
أدركت المؤسسات والشركات الكبرى أن البيانات هي شريان الحياة لها، ولكن نتج عن ذلك تشتت مراكز معالجتها وتخزينها في أكثر من موقع، لذا بات واضحا أنه يتوجب العمل على تركيبة هجينة متعددة للحوسبة السحابية، أي أن بعض الحوسبة السحابية موجودة في أماكن العمل، وبعضها يقع داخل مركز البيانات، والبعض الآخر سيمتد على كلا النطاقين في النماذج الهجينة ويظل البعض الآخر يعمل على الأجهزة المتطورة والحوسبة الطرفية عبر إنترنت الأشياء (IoT).
الحقيقة الأساسية هنا هي أن المؤسسات تحتاج إلى التفكير في الحوسبة السحابية كنموذج تشغيلي حيث يؤدي الاتساق إلى تعزيز كفاءة عمل المؤسسة.
نظرًا لتعدد مفاهيم الحوسبة السحابية والتي تقوم على أنظمة وتطبيقات مختلفة، تحتاج المؤسسات إلى طريقة لتحقيق الاتساق لتشمل نماذج أمان مختلفة، ومستويات اتصال نموذجية متعددة، ومعايير الخدمة والدعم المختلفة، ومختلف التحسينات اللازمة والتي تشمل كذلك التحديات المتنوعة للمهارات اللازم تطويرها داخل قاعدة موظفيهم.
البنية التحتية كخدمة تحت معايير الأنظمة ال Agile
يكمن حل إدارة التعقيدات داخل الأنظمة الخاصة بالحوسبة السحابية في القدرة على تقديم بنية تحتية خدماتية (Infrastructure as a Service) واستخدامها كنموذج تشغيل أساسي لتكنولوجيا المعلومات. يوفر هذا الاتساق المطلوب لتمكين مطوري تطبيقات البرامج من القيام بما يحتاجون إليه لضمان أفضل تجربة للمستخدمين.
يمكنك بالتأكيد القول إننا في نقطة انعطاف إستراتيجية مع تكنولوجيا الحوسبة السحابية. تميل برامج وتطبيقات بعض المؤسسات إلى أن تكون معقدة للغاية – وبشكل أساسي – حتى الآن، كان التعقيد داخل النظام هو سمة صديقة لمروجي الخدمات. وهذا يعني أن بإمكانهم تحقيق تأمين أفضل للعملاء وتجميع الخدمات والتحكم بشكل عام في علاقة العميل بالمؤسسة.
بالنسبة للعملاء، نادرًا ما تكون هذه أخبار جيدة. هذا يعني أنهم بحاجة إلى تأهيل وتدريب فرق متخصصة وإنشاء مجموعات بعينها فمثلا يمكن تسمية وحدة من المهندسين كفريق التخزين، ووحدة اخرى تسمى فرق الحوسبة السحابية، واخرى يطلق عليها فرق الشبكات، وفرق أخرى لتحليل البيانات، وقد يحتاجون أيضًا إلى شخص يعرف إدارة منهجية سير العمل من أجل ربط هذا الفريق معًا.
هذه مهمة معقدة، لا سيما في وقت تكون فيه المهارات المتاحة بالسوق محدودة وقليلة وعادة ما يكون لدى خريجي الجامعات الجدد مجموعة مهارات عامة تصفحيه وليست متخصصة. لذلك يجب أن تكون هناك طريقة أفضل لجمع كل ذلك داخل الكيان الواحد.
لقد مررنا هنا من قبل ……
مع وجود الكثير من التعقيدات الواجب حلها، يمكننا القول إننا كنا جميعًا في رحلة ثورة من اجل التطور في عصرنا، تمكنا من التغلب على كميات هائلة من التعقيدات داخل مراكز البيانات من خلال الجمع بين صوامع منفصلة للحوسبة السحابية والتخزين والشبكات. هذا ما تمكنا من القيام به مع نظام البنية التحتية الهجينة فائقة الاندماج HyperConverged Infrastructure (HCI).
الآن بعد أن أصبح لدينا هذا المفهوم الجديد للحوسبة السحابية المتميزة ومصادر البيانات المختلفة، يبدو الأمر وكأننا كنا هنا من قبل.
نحن نحاول الجمع بين الحوسبة السحابية المختلفة من أماكن العمل إلى مركز البيانات وخارجها، بدلاً من أن يكون لدينا فرق وعمليات وتقنيات منفصلة على حدى لكل واحد من هذه الكيانات، نحتاج إلى البحث عن طرق تحقق الاتساق العملي لجمعهم و هو ما يجعل الحياة أبسط وأسهل بكثير. عندما تبدأ المؤسسات في اعتماد الحوسبة السحابية كنموذج تشغيلي، فإنها تكون قادرة على الانتقال بكفاءاتها إلى أي مكان. و لم يعودوا مقيدين بالتواجد في الحوسبة السحابية العامة مع مزود الخدمات السحابية (CSP) ومركز البيانات الخاص به.
لا يزال هناك الكثير للنظر فيه هنا. تريد المؤسسات التبسيط وليس التعقيد ، لكنها لا تريد التقييد. يعد الإصرار على التقنيات التي تتمتع بالقدرة المتأصلة على تزويد العملاء بالمرونة لتحقيق البساطة دون مواجهة خطر ” lock-in” الاقفال في كل طبقة من حزمة العمليات شرطًا جوهريا مسبقًا.
[أدخل هنا] التكنولوجيا التي ترغبها…
بينما ننتقل الآن إلى بناء حوسبة سحابية أبسط وأكثر مرونة، يجب أن تكون المؤسسات قادرة على استخدام ميزة رائعة و ما يمكن أن نطلق عليها [أدخل هنا] التكنولوجيا التي تختارها، أي عندما يتم اعتماد الحوسبة السحابية كنموذج تشغيلي لتقديم Agile Infrastructure-as-a-Service، فيمكنك استخدام أي تقنية تناسب فريقك بشكل أفضل على أي مستوى.
فعلى نطاق ممارسة العمل، يعني ذلك على سبيل المثال القدرة على اختيار بيئة وقت تشغيل (runtime) ال Kubernetes التي تختارها، والقدرة على اختيار منسق (orchestrator) وأداة إدارة ال Kubernetes التي تختارها، والقدرة على اختيار عَقْد خَدمات ال Kubernetes الذي تختاره وما إلى ذلك. الهدف هو الإصرار على تحقيق المرونة في كل طبقة من حزمة العمليات لأن هذا يتيح للعميل اتخاذ الخيارات التي يريدها على كل مستوى، سواء كان ذلك على أساس مجزأ أو بالجملة، في كل حالة.
تعد النظم البيئية للحوسبة السحابية المستمرة والتي تشكل الآن متطلبات العملاء من خدمات الحوسبة السحابية ديناميكية بطبيعتها وعرضة للتغيير المستمر. ولذلك فإن اعتماد خدمات برمجية على مستوى النظام الأساسي (platform-level) والتي ينبثق عنها حتى التطبيقات الأكثر أهمية سواءً تواجدت في مركز البيانات أو على سطح المكتب أو في الحوسبة الطرفية هو بمثابة استغاثة جماعية ويجب أن يُعرف كل مدير تكنولوجيا المعلومات بأنه بطلها الآن.
اشترك في المستقبل
بالنظر إلى المستقبل، نعلم أننا نتجه نحو اقتصاد عالمي يركز على الخدمات؛ هذا يجعل من الوقت مناسبًا للعمل مع شركات مزودي خدمات تقنية المعلومات الذين يعتمدون على الاشتراك بنسبة 100٪ عبر سلسلة التوريد الخاصة بالمؤسسة، حيث تتحول بدورها إلى شركة تقدم المزيد من المنتجات والخدمات القائمة على الاشتراك، إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل. هذا النهج يولد المرونة ويبني القدرة على التكيُّف.
كانت كلمة “العالمية” هي معيار هام للشركات الباحثة عن التوسع الخارجي فعلى سبيل المثال إذا أرادت شركة سعودية توسيع عملياتها والإقامة في تايوان ، فيجب أن تكون قادرة على اعتماد نموذج التشغيل السحابي الذي تستخدمه في “لندن” … و تنجح في تحقيق هذا النموذج لتوفير خدمة فائقة الجودة في “تايبيه” في نفس الوقت ، فهنا تتحقق العالمية.
الآن بعد أن أصبحت الحوسبة السحابية هي عبارة عن مزيج مدمج من نماذج متعددة و هجينة من الحوسبة السحابية إضافة إلى درجة من التقسيم الجزيئي لبعض أحمال عمل التطبيقات عبر مختلف مزودي الخدمات السحابية (CSPs) لتشكيل بعض عناصر السحابة المتعددة، كل ذلك يعود إلى شيء واحد ؛ اتساق البنية التحتية. من خلال هذا النهج، فإن المؤسسات في كافة قطاع الأعمال سوف تشهد تبسيطًا كبيرًا وسيفتح ذلك قنوات للابتكار الدراماتيكي.