أعلنت شركة “ترافلبورت“، المنصة الإلكترونية لقطاع السفر التجاري (المُدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: TVPT)، عن أنها أطلقت حملة عالمية تستهدف تعزيز الوعي واستخدام كود دعم أصحاب الهمم (DPNA SSR)، الذي يمكن الاستعانة به من قبل وكلاء السفر وغيرهم، لإخطار شركات الطيران بالمسافرين من أصحاب الهمم (الإعاقة الذهنية أو المرتبطة بالنمو) الذين يحتاجون إلى دعم خاص.
وقد دشّنت “ترافلبورت” الحملة بعد أن تبيّن لها أن استخدام الكود يتم على نطاق محدود في عمليات حجز الرحلات التي تجري عبر نظام التوزيع العالمي الموحّد (GDS)، وهو عبارة عن شبكة حجوزات ذات تقنيات عالية تتيح لوكلاء السفر وشركات إدارة الرحلات والمؤسسات الكبيرة إجراء عمليات البحث وحجز مقاعد رحلات الطيران والغرف الفندقية واستئجار السيارات وغيرها من الأعمال المرتبطة بالسفر. وعلى الرغم من أن العام 2018 سجل أكثر من 250 مليون عملية حجز لرحلات الطيران من خلال هذه الشبكة على مستوى العالم، وفي ظل وجود ما يقدر بنحو 200 مليون شخص من أصحاب الهمم (الإعاقة الذهنية) عالمياً2 (أي ما يقدر بنسبة 2.6% من سكان العالم)، فقد تم استخدام هذا الكود الخاص 4,309 مرات فقط (أي ما يعادل حوالي 0.0015% فقط من إجمالي الحجوزات على مستوى العالم). وكشفت نتائج استطلاع أجرته “ترافلبورت” وشمل 136 وكيل سفريات، أن 24% فقط من المسافرين على علم بوجود هذا الكود.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي أنشأت المملكة العربية السعودية، الاتحاد السعودي للألعاب الأولمبية الخاصة بموجب قرار من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية. ويكرس الاتحاد جهوده لدعم الرياضيين السعوديين المشاركين في الألعاب الأولمبية الصيفية العالمية 2019 التي من المقرر أن تقام هذا الشهر في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي. وتحتفل الألعاب العالمية للأولمبياد الخاصة في صيف 2019 بقدرات وإنجازات أصحاب الهمم، وتهدف إلى تعزيز رؤية عالمية جديدة لقبولهم. وعلى مدار العام الماضي، وضعت المملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية تضم 23 مبادرة خاصة بأصحاب الهمم، بالإضافة إلى تطوير برنامج وطني لتشخيص وتصنيف الإعاقات المختلفة، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية موحّدة للسجلات والإحصاءات. وفي إطار رؤيتها هذه، تحرص المملكة على تمكين أصحاب الهمم وتشجيع اندماجهم الكامل في المجتمع وسوق العمل.
وتجري الحملة التي أطلقتها “ترافلبورت” على مدى ستة أشهر، حيث من المقرر أن تصل إلى أكثر من 100 ألف وكيل سفريات في أكثر من 30 دولة على مستوى العالم. وتشمل الحملة نظام رسائل البريد الإلكتروني المباشرة، و”إخطارات الاشتراك” و”توجيهات” رسومية يتم توفيرها عبر أداة Travelport Smartpoint المميزة والتي يجري استخدامها من قبل وكلاء السفر، وغيرها من الطرق، المستخدمة للاستعلام عن رحلات الطيران والغرف الفندقية وغيرها، وحجزها. ويتم عرض كلٍ من نظام رسائل البريد الإلكتروني المباشرة و”إخطارات الاشتراك” بالنسبة لشركاء السفر لـ “ترافلبورت” على مستوى العالم، بينما يتم تنشيط “التوجيهات” عندما يصل استشاري السفر إلى مرحلة حجز رحلة الطيران على متن أكثر من 30 وجهة من أكثر الوجهات المفضّلة على مستوى العالم، مثل لندن ونيويورك وسيدني ودلهي.
كما يتم عرض رسائل البريد الإلكتروني المباشرة عندما تكون أي رحلة على وشك الحجز، سواء المتجهة إلى دولة الإمارات أو القادمة منها، لاسيما أنها تستعد لاستضافة دورة الألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص 2019 المقرر أن تجري فعالياتها خلال الشهر الحالي. كما قامت “ترافلبورت” بإنشاء صفحة على الإنترنت مخصصة للحملة وهي www.travelport.com/travelunified، والتي تعرض من خلالها إرشادات لوكلاء السفر بشأن التواصل مع أصحاب الهمم (الذهنية) وتوفير المساعدة اللازمة لهم.
ويتم بيع أدوات ومنصات الإعلام الرقمية المستخدمة في الوصول إلى وكلاء السفر خلال الحملة من قبل شركة “ترافلبورت” إلى مزودي خدمات السفر، مثل شركات الطيران والفنادق، وذلك في صورة مساحات للإعلان والترويج. وقد رصدت الشركة في إطار هذه الحملة أكثر من 100 ألف دولار مخصصة لمساحات ترويجية تعزز الوعي بكود دعم أصحاب الهمم، حيث ستجري الحملة حتى 31 أغسطس المقبل. وفي هذا الإطار سيتم عرض محتوى توعوي لوكلاء السفر بأكثر من 3.5 مليون مرة، ما يجعلها واحدة من أكبر حملات الإعلام الرقمي تقوم بها الشركة على الإطلاق.
وفي معرض تعليقه، قال جوردون ويلسون، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة “ترافلبورت”: “يتعرض الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة لتحديات بسبب إعاقتهم، ومن هذا المنطلق، فقد قررنا بمجرد التأكد من تدني استخدام كود دعم أصحاب الهمم أن نضطلع بدورنا في هذا الصدد. فبالنسبة لمنصة المبيعات Travelport Smartpoint الخاصة بنا، فهي توفر عدداً من الإمكانيات الرسومية والإرشادية بحيث شكّت قناة مثالية للتواصل وتذكير وكلاء السفر على مستوى العالم لتعريف أصحاب الهمم بوجود هذا الكود، وتمكينهم بالتعاون بشكل أفضل مع عملائنا من شركات الطيران لتوفير أرقى خدمة. وإننا نأمل بأن تحدث هذه الحملة فارقاً في صناعة الرحلات، وأن تصبح محفزاً للشركات الأخرى لمراجعة خدماتهم أو القطاعات التي يوفرون لها الخدمات بما يدعم أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية، وإجراء التحسينات اللازمة.”
وتجدر الإشارة إلى أن أكواد دعم أصحاب الهمم يتم استخدامها في مجال رحلات الطيران بهدف إخطار شركات الطيران بالتفضيلات أو الاحتياجات، ومنها حاجة الشخص إلى مقعد متحرك. ويتم هذا الإخطار من خلال أكواد معيارية تضم أربعة حروف، وهي معتمدة من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا). أما كود DPNA، فلابد أن يكون مصحوباً بنص إضافي حر، وذلك حتى يتسنى لشركة الطيران تحديد نوع المساعدة المطلوبة. وبمجرد تلقي شركة الطيران، كونها عضو في “اياتا”، هذا الكود، يتعين أن يتم إرسال رسالة بوجوب تنفيذ الطلب.
من جانبها، قالت ليندا ريستاغنو، مديرة العلاقات الخارجية في “اياتا”: “قمنا بتقديم كود DPNA SSR بهدف مساعدة الأشخاص أصحاب الهمم (الإعاقة الذهنية أو المرتبطة بالنمو). وإننا في غاية السعادة بأن تبادر شركة ترافلبورت بإطلاق حملة التوعية هذه من أجل حث جميع شركات الطيران الأعضاء في اياتا ووكلاء السفر من أجل استخدامها بشكل أفضل، وغيرها من أكواد اياتا المخصصة لذوي الإعاقة، وذلك للتأكد من توفير الدعم المناسب للمسافرين على متن شركات الطيران.”
وقالت ليندا سيليستينو، نائب الرئيس لخدمات الضيوف والتوصيل في الاتحاد للطيران: “باعتبارنا شريك الطيران الرسمي لدورة الألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص 2019، نفخر بتشجيع استخدام كود دعم أصحاب الهمم لمساعدة فرق العمل في المطار وأطقم الطيران عند مساعدة أصحاب الهمم. وفي إطار الاستعداد لقيام الفرق المشاركة في الأولمبياد الخاص بالسفر على متن خطوط الاتحاد للطيران، حصلت فرق العمل لدينا على تدريب خاص حول أفضل الممارسات لدعم الركاب من أصحاب الهمم”.
وقال برايان تومبسون، الرئيس التنفيذي لـ “مطارات أبوظبي”: “يسعدنا المساهمة في هذه الفرصة في إطار ترحيبنا بالرياضيين والزائرين إلى أبوظبي للمشاركة في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص. وإننا في مطارات أبوظبي ملتزمون بتقديم مطار شمولي يوفر الخدمات والمتطلبات التي تتلائم مع احتياجات كافة الزواربمختلف أنماطهم أو أسباب زيارتهم، فنحن نسعى أن يكون مطار أبوظبي الدولي بمثابة منزل آخر لهم. وإن دعم المؤسسات الدولية، مثل اياتا وترافلبورت، في حملاتها السباقة من شأنه أن يتيح لنا فرصة تحسين تجارب عملائنا بشكل مستمر، مما يسهم في تحقيق رؤيتنا بأن نصبح مجموعة المطارات الرائدة عالمياً.”
وتستعرض إيما هوكينز، وهي مديرة التوعية في مؤسسة “جيغسو تراست”، وهي إحدى الجمعيات الخيرية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها وتوفر مرافق وخدمات وموارد لتوعية ودعم الأشخاص المصابين بالتوحّد، تجربتها مع نجل زوجها المصاب باضطراب طيف التوحّد. فقد استعانت إيما في تجربتها الأولى بالدعم الذي تتيحه شركات الطيران لمسافريها ممن لديهم إعاقة ذهنية أو مرتبطة بالنمو، حيث تدرك مدى أهمية الترتيب للحصول على دعم خلال السفر لذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت إيما: “ليس كل ممن لديهم إعاقة ذهنية لا بد من إدخالهم إلى متن الطائرة أولاً مع الأطفال المزعجين أو الذين يحدثون ضجيجاً بالبكاء، وليس جميعهم لا بد من إدخالهم في المجموعة الأخيرة قبل الإقلاع.” وتابعت: “في حالة ابن زوجي، فهو مرتبط بمجموعة معينة من الأشخاص ويريد ملازمتهم. ونحن أسرة كبيرة من حيث العدد، ونصل إلى المطار في مجموعة يتراوح عددها بين ستة أو ثمانية أشخاص. وفي هذه الحالة فالولد يريد أن نبقى دائماً برفقة بعضنا البعض. وبعبارة أخرى، فلو أن شركة الطيران طلبت أن يدخل ابن زوجي بصحبة شخص واحد إلى الطائرة أولاً، دون الوقوف في طابور الانتظار للخضوع لإجراءات التفتيش أو تدقيق الجوازات، فإن ذلك ليس ميزة بالنسبة لنا.”
وأضافت إيما: “لا يوجد حل يناسب جميع الحالات والذي يمكن للمطارات وشركات الطيران تطبيقه بهدف تحسين تجربة السفر لأصحاب الهمم. ولذلك فإن القدرة على إدخال تفاصيل محددة حول ما يحتاجه الركاب من أصحاب الهمم والمساعدات المطلوبة عند حجز رحلة طيران، تحتاج وقتاً طويلاً لتلبية التوقعات.”
من جهته، قال عاصم أرشاد، الرئيس التنفيذي لوكالة “أورينت للسفر والسياحة”: “نحن ندعم حملة ترافلبورت بشكل كامل. وإننا نثق بالدور الذي يلعبه كود أصحاب الاحتياجات الخاصة في ضمان حصول عملائنا على أفضل مستوى خدمة أثناء رحلات الطيران، وجميع متطلباتهم التي يحتاجونها خلال عملية حجز الرحلات. وإننا سعداء بالمشاركة في هذه المبادرة، وحريصون على أن جميع مستشاري السفر لدينا يتأكدون مما إذا كان أحد الأفراد المسافرين لديه إعاقة ذهنية أو جسدية، وبحاجة إلى دعم خاص من جانب شركة الطيران. ولا شك أن الاستفسار عن هذه الأمور هو أول خطوة للتأكد من الحاجة إلى الدعم المناسب. وإننا ندعو جميع وكلاء السفر على مستوى العالم إلى الاقتداء بهذا النموذج.”
وتبدأ دورة الألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص 2019 يوم الخميس الموافق 14 مارس وتستمر حتى الخميس الموافق 21 مارس. ويضاهي هذا الحدث الألعاب الأولمبية التقليدية من حيث الدول الممثَّلة وعدد الرياضيين المشاركين وجودة الملاعب التي تشهد المنافسات، وحجم المشاركة من قبل البلد والمدينة المضيفة. وسيضم الأولمبياد الخاص لعام 2019 سبعة آلاف رياضي يمثلون 170 بلداً، تستضيفهم أبوظبي لاستعراض مهاراتهم وعزمهم في 24 رياضة مختلفة، يدعمهم أكثر من 500 ألف متفرج بالإضافة إلى ملايين المشجعين حول العالم.
من جهته، قال الدكتور يوسف الحمادي، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية “أبوظبي 2019”: “يسرنا رؤية شركات مثل ترافلبورت تعتبر قيم الأولمبياد الخاص مصدر إلهامٍ لها، وتقوم بإطلاق حلول مبتكرة للمساعدة على تحسين التجربة اليومية وجودة الحياة لأصحاب الهمم. وتعد الألعاب العالمية بمثابة محفز للتغيير كما تعتبر هذه المبادرة مثالاً رائعاً لكيفية بناء إرث من احتواء أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع حتى بعد اختتام مراسم دورة الألعاب”.