كشفت عدد من الجهات المتخصصة في أمن المعلومات التحدي الأكبر الذي يواجه المملكة العربية السعودية في مواجهة التهديدات الإلكترونية، هووجود الكادر البشري المؤهلة والمحترفة في مثل هذه العمليات التي تتطلب مهارة فائقة.
وذكر جميل أبو عقل مدير الخدمات والمبيعات لدى لـ Symantec لحلول أمن المعلومات في المملكة، بأن الطرق الأبرز لبناء كوادر سعودية محترفة في أمن المعلومات تتمثل في 3 عوامل رئيسية، منها تعزيز الاستثمار في التوعية الأمنية للشباب السعودي في مختلف المراحل العمرية و الدراسية، وزيادة و تطوير المحتوى الخاص بأمن المعلومات بالمناهج الدراسية، وتشجيع الشركات و المؤسسات العالمية على إنشاء مراكز محلية لتطوير الشباب المتميزين بمجال أمن المعلومات.
فيما أشار عماد أبو جزار مدير السعودية بـ Fortinet Inc المتخصصة في أمن المعلومات، إلى وجود نقص حاد في المهارات بالنسبة لمهني أمن المعلومات في المملكة، وقال :” أعتقد أن بناء قوة عاملة مهنية خبيرة هو عمل مستمر ، وبصفتنا شركة رائدة في مجال أمن الشبكات لدينا مبادرات لبناء قوة عاملة مهنية ماهرة كبرنامج Fortinet Network Security Academy (FNSA) لتوفير فرص التدريب من فورتينت للطلاب في جميع أنحاء العالم.
وتتعاون أكاديمية فورتينت مع المؤسسات الأكاديمية والوكالات غير الهادفة للربح والبرامج المخضرمة لتوفير إطار للطلاب ليصبحوا متخصصين في مجال الأمن الإلكتروني، وفي هذا الإطار وقعنا مؤخرًا اتفاقية تعاون مع جامعة تبوك كأول مبادرة تعاون مع أكاديمية فورتينت في المملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن تشارك Symantec و Fortinet Inc في مؤتمر فيرتشوبورت (VirtuPort) لحلول أمن المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2018، والذي سيعقد ما بين (6-7) من شهر نوفمبر المقبل بالرياض، والذي تحدد عنوانه في “دور الذكاء الإصطناعي في مكافحة التهديدات السيبرانية (الإلكترونية)”، مشيرين إلى أنه يعد واحداً من أهم الأحداث السنوية في مجال أمن المعلومات بالمملكة، حيث سيتيح الفرصة للمتخصصين والمعنيين المهتمين بمجال أمن المعلومات للالتقاء للتشاور و التباحث حول آخر التحديات و المستجدات على هذا الصعيد.
وقال عماد :” مع ظهور التقنيات الثورية كالذكاء الاصطناعي وقدرة الآلات على التعلم والتبني السريع للسحابة وإنترنت الأشياء في قطاعات الصناعة المختلفة في المنطقة، أصبح الأمن السيبراني أولوية للمساعدة في تأمين هيكلية تقنية المعلومات من التهديدات المعقدة، لذا يوفر المؤتمر منصة لمناقشة التحديات التي تطرأ على بيئة التهديد والتحديات التي تواجه الشركات السعودية”.
وأوضح أبو عقل، أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة لتطوير وتنقيح الأطر و الإجراءات الموجودة اليوم لاستيعاب الأفكار و التحديثات في مجالات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، وقال :” إن هناك جهات تنظيمية و تشريعية مثل مؤسسة النقد العربي السعودي و هيئة الاتصالات و تقنية المعلومات ومركز الأمن الإلكتروني الذين يعملون على دراسة التقنيات لتنظيم و تشريع استعمالاتها، لضمان عدم وجود أي تناقض بينها و استمرارية العمل فيها كجزء طبيعي من الأعمال في هذه القطاعات”.
وفي سياق متصل بين الجزار، بأن السعودية أظهرت المملكة التزامًا قويًا تجاه تطوير وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث كانت الحكومة من أوائل من تبنى هذه التكنولوجيا، لأن العنصر الأساسي لهذا الاستثمار هو تأمين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من التقدم في تكنولوجيا الأمن السيبراني، فإن المجرمين الإلكترونيين يستغلون دون هوادةٍ تطويعَ أحدث التقنيات حتى يضمنوا نمو تجارتهم.
وحيال التحديات المستقبلية التي تواجه مجتمع أمن المعلومات في المملكة، عدد الجزار بعضاً منها، كزيادة الاستثمار في تعزيز بيئات تكنولوجيا المعلومات للتعامل مع الهجمات التكنولوجية الجديدة، ما يعني أن الشركات بحاجة تحتاج أيضا إلى الاستثمار في خبراء ذو عالية المهارة لإدارة هذه التقنيات. يوجد حاليًا نقص عالمي في المهارات و الذي يجب التغلب عليه حتى تتم تلبية الطلب على المهنيين الأَكْفَاء في المستقبل.
ويعد التعلم الآلي أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي و يتمثل في قدرة الآلة على استخراج معلومات قيمة من كميات كبيرة من البيانات و التعلم من هذه المعلومات بدون الإشراف المستمر للإنسان. بينما الذكاء الاصطناعي يتيح للآلات أن تحاكي بعض القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.