من المنتظر أن تُسفر علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المملكة العربية السعودية عن نظم عالمية متكاملة لإدارة قطاع الرعاية الصحية من شأنها أن تلعب دوراً حاسماً في تسريع إحراز القطاع الصحي السعودي للنجاح على مدى السنوات العشر المقبلة، وفقاً لخبراء أمريكيين في الرعاية الصحية يُنتظر اليوم أن يتبادلوا الأفكار والرؤى مع راسمي سياسات من المملكة خلال مؤتمر كبير تنعقد فعالياته هذا الأسبوع في العاصمة الرياض.
وينعقد المنتدى السعودي الأمريكي للرعاية الصحية هذا الأسبوع برعاية وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وذلك تحت شعار “التحول الوطني 2030 نحو خصخصة قطاع الرعاية الصحية”.
وتماشياَ مع الرؤية السعودية 2030 الرامية إلى تنويع اقتصاد البلاد واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وخصخصة الخدمات الحكومية حيثما أمكن، أشار راسمو السياسات الصحية السعوديون إلى اتجاه طَموح وجريء للحكومة نحو إدارة قطاع الرعاية الصحية، ينأى بها بعيداً عن تقديم خدمات الرعاية الصحية.
ويُعتبر مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة أول جهة تقدّم نظاماً عالمياً متكاملاً للرعاية الصحية في العالم، وهو يرى أن نظام الرعاية الصحية في المملكة يمكن أن يحقّق نتائج أفضل عبر تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، شريطة أن يصبح اتخاذ القرارات مستنيراً بالبيانات، والتعيين في الوظائف قائماً على الكفاءة، فضلاً عن إجراء التقييمات سنوياً.
وقال الدكتور معن فارس، أخصائي القلب ونائب رئيس قسم خدمات المرضى العالميين في كليفلاند كلينك، إن سرعة انتشار الأمراض المزمنة في المملكة، والنمو السكاني الحاد المتوقع (من حوالي 33 مليون نسمة في العام 2017 إلى ما يقرب من 40 مليوناً بحلول 2030) يشيران إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات الفورية لمنع أي تراجع في معايير تقديم الرعاية الصحية في البلاد”.
وأضاف الخبير الطبي الذي يعتزم الحديث في المنتدى السعودي الأمريكي للرعاية الصحية: “ثمّة إمكانية كبيرة أن تبتعد المستشفيات في المملكة عن العمل وفق نموذج المرافق العامّة المناسبة لجميع الظروف، وهو نموذج ذو كفاءة قليلة وغير
مستدام اقتصادياً، وتتوجه في المقابل نحو نظام رعاية صحية متكامل يمكن فوراً أن يساهم في تقليل التكلفة ورفع درجة الكفاءة والحفاظ على أعلى مستويات الجودة والنتائج السريرية، مع زيادة رضا المرضى”.
وأوضح الدكتور فارس أن البنية التحتية العالمية في كليفلاند كلينك تمكنها من التعاون داخلياً وخارجياً عبر منصات إلكترونية مثل خدمة الأشعة الإلكترونية، ودراسة علم الأمراض إلكترونياً، والتطبيب عن بعد، لافتاً إلى أن المؤسسات الطبية السعودية بوسعها الاستفادة كثيراً من هذا التعاون مع الصرح الطبي الأمريكي البارز، والذي قال إنه يمتدّ على الصعيد العالمي ليشمل مقدمي الرعاية الصحية المحليين في برامج تعليمية في الجانبين الإكلينكي والتنفيذي.
يُشار إلى أن مستشفى كليفلاند كلينك الواقع في أوهايو بالولايات المتحدة يحفل بتاريخ طويل وموثّق في المملكة، يعود إلى سبعينيات القرن الماضي. ويتبع المستشفى نموذج عمل قائماً على اعتبار “المرضى أولاً”، ويشكّل الأساس الذي يعمل وفقه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، الذي تأسس في العام 1975.
جدير بالذكر أن المنتدى السعودي الأمريكي للرعاية الصحية 2017 ينعقد بين 23 و26 من الشهر الجاري في فندق ريتز كارلتون الرياض.