احتفل اليوم المجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع وزارة التعليم السعودية، ممثلةً بالمركز الوطني للتطوير المهني التعليمي، باستكمال 16 مدرباً و 14 مدربة للمرحلة الثانية من برنامج التطوير المهني التعليمي لمعلمي التربية البدنية، ومعلمات التربية الصحية والبدنية في مدارس البنات، وتهدف هذه المرحلة من البرنامج التطويري الذي استمر أسبوعاً بمعدل 25 ساعة تدريبية، إلى إعداد مدربين محليين من المعلمين والمعلمات المؤهلين لتدريب أقرانهم في جميع المناطق التعليمية في المملكة العربية السعودية، حيث تشكل هذه المجموعة أول مدربين ومدربات سعوديين يتم تخريجهم عبر برنامج (القيادات الرياضية الشابة) الذي يُنظمه المجلس الثقافي البريطاني في المملكة، وسيتواصل البرنامج بتدريبين معلمين ومعلمات آخرين في كل من محافظة جدة والمنطقة الشرقية، بهدف الوصول إلى تشكيل فريق تدريب وطني يضم 70 مدرباً ومدربة خلال هذا العام.
وفي هذه المرحلة من البرنامج، يعتمد تدريب المدربين الوطنيين على المعارف والمهارات والخبرات التي اكتسبوها في المرحلة الأولى وطبقوها في مدارسهم خلال العام 2017م، حيث حصل على التدريب في المرحلة الأولى 118 معلمًا ومعلمة للتربية البدنية، وتولى تدريبهم مدربين ومدربات دوليين تابعين لصندوق الرياضة للشباب، وركز البرنامج على تمكين هؤلاء المعلمين والمعلمات من تطوير جودة التعليم الرياضي لنحو 300 طالب وطالبة في 60 مدرسة. وتهيئة هؤلاء الطلاب ليصبحوا “قادة رياضيين شباب” ومن ثم مسؤولين عن تقديم مهرجانات رياضية في مدارسهم.
وهذا العام 2018، شارك المعلمون والمعلمات في دورتين تدريبيتين منفصلتين (بنين ، بنات) على مدار أسبوع؛ للتقدم من مستوى “المدرب المحلي” إلى مستوى “المدرب الوطني”، وبما يجعلهم قادرين على تدريب أقرانهم في مناطقهم التعليمية والمناطق التعليمية على مستوى المملكة. واستهدفت هذه المرحلة من الدورة تمكين المتدربين من استخدام أحدث التطبيقات الرياضية المدرسية، لنقل الخبرة التدريبية إلى زملائهم المعلمين الآخرين، وتقوية قدراتهم المهنية ومهاراتهم في تدريس التربية البدنية، والتي تُعرف باسم منهج ” المدربين”. وتضمنت خطة التدريب على العديد من التحديات العملية التي تتطلب تطبيق مهارات العمل الجماعي، والتدريب القائم على المشاركة الفاعلة ضمن الفريق من خلال كفاءة توزيع المهام والإشراف التتابعي والتقويم المستمر؛ لتعزيز القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الفعالة وتطوير المهارات القيادية في المجال الرياضي، كما سيكون هناك تدريب على “جائزة الشباب الرياضي” التي ستسمح لأكثر من 180 معلماً على مستوى المملكة بتنفيذ برنامج محدد الأهداف داخل مدارسهم، وفق آلية تعاون مع المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي والمناطق التعليمية.
ومن المقرر أن يتم الاحتفال بالمدربين المعتمدين من المعلمين في الرياض لهذا العام خلال الحفل الختامي، الذي سيعقد في مدرسة القاضي عياض الثانوية بشرق الرياض.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج (القيادات الرياضية للشباب)، يمثل برنامجًا تطويرياً تعليميًا في مجال الرياضية، يمتد تنفيذه على مدار ثلاثة سنوات، حيث يساعد المعلمين والمعلمات على تطوير مهاراتهم في تدريس التربية البدنية لطلابهم، وفق أساليب حديثة وممارسات تمتاز بالعمل الجماعي والتشويق الأدائي، واكسابهم مهارات القيادة والمرونة والاتصال الايجابي والتواصل من خلال الرياضة. ويجرى البرنامج على شكل سلسلة متتالية من الدورات التدريبية، وهو معدّ ليحقق الاستدامة الذاتية للبرنامج ذاته، ويطور مهارات المشاركين لتحويلهم إلى قادة رياضيين قادرين على أن يصبحوا متطوعين؛ لتحفيز النشاطات الرياضية فيما يعزز صحة الفرد ويخدم المجتمع، والبرنامج ينفذ بالشراكة مع صندوق الرياضة الدولي للشباب (Youth Sports Trust International)، وهو مؤسسة خيرية مستقلة تعمل على تحسين جودة التعليم الرياضي، وتشجيع الشباب والمجتمع عمومًا لعيش حياة مليئة بالنشاطات الرياضية. وستستضيف مدرسة الخيف الابتدائية في محافظة جدة، وكذلك بيت الطالب في المنطقة الشرقية، الدورة التدريبية خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي حديثه خلال الحفل الختامي، قال جرانت باتلر نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني في المملكة العربية السعودية: “يشرفنا أن نتشارك مع وزارة التعليم ممثلة بالمركز الوطني للتطوير المهني التعليمي، مرة أخرى في تجسيد طموحنا المشترك في جعل التعليم الرياضي الجيد متاحاً للمعلمين والمعلمات في جميع أنحاء المملكة، حيث يعزز برنامج القيادات الرياضية الشابة الشغف تجاه الرياضة بطريقة ممتعة مبتكرة، كما يسهم في تعليم جميع المشاركين المهارات الأساسية التي تفيدهم في المستقبل. كان من الرائع أن نرى تأثير البرنامج منذ إطلاقه، ونتطلع إلى طرح المبادرة في جدة والمنطقة الشرقية من أجل زيادة تحسين معدلات المشاركة في الرياضة”.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد المقبل، المشرف العام على المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي في وزارة التعليم: يُثمر إشراك الشباب في الرياضة والأنشطة البدنية عن فوائد عديدة تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل، ونحن فخورون بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني في هذه المبادرة الرائعة. نؤمن بأننا معاً سنتمكن من إيجاد وسائل للمشاركة وتحفيز جميع الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع لاتباع أسلوب حياة صحي ونشيط، وبما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030″.
ومن جانب آخر، قال شايع الدويان أحد المعلمين المشاركين في التدريب: “أنا سعيد بإتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذه المبادرة الرائعة، والتي تعلمت خلالها مهارات قيمة بالفعل بطريقة ممتعة وتفاعلية”.
ومن المقرر أن يجري التدريب الإضافي في المدارس في جدة خلال الفترة من 27 نوفمبر الجاري وحتى 4 ديسمبر، وفي المنطقة الشرقية خلال الفترة من 5 ديسمبر وحتى 12 ديسمبر المقبل.
يشار إلى أن صندوق الرياضة الدولي للشباب هو مؤسسة خيرية دولية مقرها في المملكة المتحدة، وتستهدف صناعة مستقبل أكثر إشراقاً للشباب من خلال التربية البدنية والرياضة.
ويمثل برنامج القيادات الرياضية الشابة أحد المبادرات العديدة التي يطرحها المجلس الثقافي البريطاني، في إطار تعزيز علاقاته الثقافية مع المجتمعات المحلية، وتشمل مشاريع متنوعة في مجالات الفنون والتعليم والعلوم والرياضة، وهي تتناغم مع طموحات جيل الشباب في العمل ضمن بيئة يتعلمون فيها المهارات والسلوكيات الايجابية الأساسية التي تطلق قدراتهم الكامنة.