انخفضت ثقة المستهلك في المملكة العربية السعودية إلى ما دون خط أساس التفاؤل، حيث انخفض المؤشر بمقدر أربع نقاط عن الربع السابق حسب آخر تقرير تُصدره نيلسن عن ثقة المستهلك في المملكة العربية السعودية. وسجلت دراسة نيلسن العالمية لقياس ثقة المستهلك ونوايا الإنفاق، أن مؤشر ثقة المستهلك في السعودية انخفض من 104 نقطة في الربع الثاني من عام 2016 إلى 100 نقطة في الربع الثالث من نفس العام، وبالرغم من هذا الانخفاض تظل السعودية من بين 16 دولة على مستوى العالم تصل إلى الحد المرجعي للتفاؤل أو تتجاوزه.
كانت توقعات المستهلكين بشأن الحالة المالية الشخصية العامل الرئيسي لتراجع الثقة، حيث إن أكثر من نصف السعوديين بقليل (56%) يشعرون بالرضا عن حالتهم المالية الشخصية المتوقعة في الاثنا عشر شهرًا المقبلة، بما يُمثل انخفاضًا بمقدار 8% عن الربع السابق، وانخفض عدد المستهلكين الذين لديهم شعور إيجابي إزاء التوقعات الوظيفية بمقدار 4% مقارنة بالربع السابق لتصل النسبة إلى 46% في الربع الحالي، وانخفضت نسبة المشاركين الذين يعتقدون أن الاثنا عشر شهرًا القادمة ستُمثل فرصة جيدة لشراء ما يحتاجونه بنسبة 2% مقارنة بالربع الثاني لتصل إلى 47%.
أكثر من ثلث المشاركين السعوديين (45%) يعتبرون الأمان الوظيفي أكبر –أو ثاني أكبر- مخاوفهم على مدار الاثنا عشر شهرًا المقبلة، ويليه الاقتصاد (26%)، ثم رفاهية الآباء والسعادة (16%).
وتعليقًا على هذه النتائج، صرح أرسلان أشرف مدير الإدارة بشركة نيلسن في شبه الجزيرة العربية وباكستان قائلًا: “إن استمرار انخفاض أسعار النفط قد أثر سلبًا على إيرادات الحكومة بجانب العجز المالي الذي يُثقل كاهل النمو الاقتصادي للبلاد، وبالرغم من وجود تباطؤ في النمو، أثبتت الثقة في المملكة العربية السعودية مرونتها على نحو لائق، وبقيت على أرضية صلبة بمؤشرات توازي الخط الأساسي للتفاؤل، أو تتجاوزه على مدار الأرباع السنوية العشرة الأخيرة على الأقل.” ثم أضاف: “وبالرغم من انخفاض الثقة، فهناك بعض شرائح المستهلكين لا تزال متفائلة بشأن الإنفاق في بعض المجالات الحياتية، مثل منتجات التقنية والملابس الجديدة.”
يُجري مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن نيلسن منذ عام 2005، دراسات ميدانية على أساس ربع سنوي في 63 دولة لقياس وجهات نظر وآراء المُستهلكين الفعليين في جميع أنحاء العالم بشأن التوقعات الوظيفية المحلية والموارد المالية الشخصية ونوايا الإنفاق الفوري والمشكلات الاقتصادية ذات الصلة. وتُشير مستويات ثقة المستهلك التي تعلو خط أساس عند المائة أو تهبط عنه إلى درجات التفاؤل والتشاؤم.
نتائج المؤشر العالمي لثقة المستهلك تعكس تنوع الاقتصاد في جميع أنحاء العالم
تشهد هذه الفترة كثير من التقلبات، وتتفاوت نتائج مؤشر ثقة المستهلك في الربع الثالث تفاوتًا ملحوظًا من منطقة إلى أخرى، وهو ما يشير على نحوٍ ملحوظ إلى التنوع الاقتصادي على مستوى العالم. ففي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، انخفضت نقاط مؤشر ثقة المستهلك من 133 إلى أقل من 46، مع وجود انخفاضات مماثلة ومتفاوتة إلى حدٍ ما في أوربا (من 107 إلى 50) وأمريكا الجنوبية (من 104 إلى 57)، وأفريقيا والشرق الأوسط (من 108 إلى 70). وبالنسبة لنتائج مؤشر الثقة في أمريكا الشمالية، فقد جاءت متقاربة لتصل إلى 106 بالولايات المتحدة الأمريكية و97 في كندا.
تشمل العناوين العالمية الجديرة بالملاحظة الآتي:
- زادت نتيجة المؤشر العالمي لثقة المُستهلك بنسبة نقطة واحدة مقارنة بالربع الثاني، لتصل إلى 99 نقطة.
- زادت نقاط مؤشر ثقة المستهلك في غالبية الأسواق التي خضعت للقياس في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الجنوبية وأروبا، بينما انخفض مؤشر الثقة في أربعة من بين ستة أسواق تم قياسها في أفريقيا/الشرق الأوسط وفي سوق من بين اثنين تم قياسهما في أمريكا الشمالية.
- أحرزت خمسة من أفضل عشرة اقتصاديات في العالم نتائج تفاؤلية بمقدار 100 أو أعلى على النحو الآتي: الولايات المتحدة الأمريكية (106) والصين (106) والمملكة المتحدة (106) وألمانيا (100) والهند (133).
- زادت المخاوف من الإرهاب في أنحاء أوربا وأمريكا الشمالية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ في الربع الثالث.
- تحسّن مؤشر الثقة في أوربا في 26 من أصل 34 سوق خضعت للقياس، مقارنة بالربع الثاني. وزادت نتيجة المملكة المتحدة بمقدار ثماني نقاط.
- زاد مؤشر الثقة في 10 من بين 14 دولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في حين ظلت أربعة أسواق ثابتة ومستقرة بنفس نتائج الربع الثاني. وظهرت تحسينات كبيرة في هونج كونج وتايلاند وسنغافورة.
- زاد مؤشر الثقة في أمريكا الجنوبية في ستة من بين سبعة أسواق، بما في ذلك البرازيل، التي سجلت تحسنًا اقتصاديًا ملحوظًا للمرة الأولى خلال عامين.
- في منطقة أفريقيا/الشرق الأوسط، حقق المؤشر في جنوب أفريقيا زيادة جيدة بمقدار تسع نقاط.
انخفاض الثقة في أربعة من أصل ستة أسواق تم قياسها في أفريقيا/الشرق الأوسط
تراوحت نتائج مؤشر الثقة في دول أفريقيا/الشرق الأوسط التي تم قياسها من 108 بالإمارات العربية المتحدة (انخفاض نقطة واحدة مقارنة بالربع الثاني) إلى أقل من 70 في مصر (انخفاض 11 نقطة). في حين حققت نتائج مؤشر الثقة في باكستان (101) والمملكة العربية السعودية (100)، عند مستوى خط أساس التفاؤل أو أعلى منه على الرغم من حدوث انخفاض بمقدار ثلاث نقاط وأربع نقاط على الترتيب، مقارنة بالربع الثاني. بينما حقق المؤشر في جنوب أفريقيا أفضل نتيجة بالمنطقة، إذ ارتفع بمقدار تسع نقاط ليصل إلى 87. كما زاد أيضًا مؤشر الثقة في المغرب بمقدار ست نقاط في الربع الثالث ليصل إلى 89