قدر متخصصون في مجال طب وجراحة الأسنان حجم سوق عيادات الأسنان بأكثر من 5 مليارات ريال، مشيرين إلى أن هذا المبلغ يضخه أكثر من 750 مركزاً خاصاً لطب الأسنان وما يرتبط بهذه المراكز من معامل صناعة الأسنان وشركات طبية مستوردة لمستلزمات الأسنان وصناعتها وأوضحوا أن المواطن السعودي سخي في العناية بأسنانه، حيث يتجاوز ما يدفعه السعوديون سنويا للعناية بأسنانهم من شراء معاجين الأسنان، أو الفرشاة أو غسول الفم إلى جانب خيط الأسنان، والأدوات المشابهة أكثر من مليار ونصف ريال مؤكدين أن العاصمة الرياض تمثل أكثر من اثنين ونصف المليار ريال من حجم السوق السعودي، وتأتي بعدها مدينة جدة ومن ثم المنطقة الشرقية وباقي مناطق السعودية بنسب مختلفة.
بداية كشف المدير الاداري لعيادات ديرما دنت الدكتور أحمد الزومان اخصائي طب الأسنان أن نسبة لا تقل عن 35 في المئة من استثمارات علاج الأسنان القائمة تفتقد للالتزام بالمعايير الفنية والوقائية، وأن حوالي 40 في المئة فقط من المعامل الخاصة بصناعة الأسنان يمكن الوثوق بجودة أدائها، مطالباً الجهات الصحية المسؤولة بتكثيف الرقابة على عيادات الأسنان ومعامل تصنيع الأسنان للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية والتصنيعية والوقائية.
وقال الزومان إن قطاع طب الأسنان الخاص في العاصمة الرياض بلغ تقريباً حوالي خمسة مليارات ريال مشيراً إلى أن عيادات طب الأسنان تستحوذ على أكثر من نصف هذا الحجم فيما تستأثر الشركات الموردة لمستلزمات علاج الأسنان وللمواد الداخلة في صناعة الأسنان على النسبة المتبقية.
وأضاف أن حجم طب الأسنان وإذا ما بني على مستوى القطاع الخاص في المملكة ككل فيفوق ذلك الرقم بأضعاف إلا أنه يتضح تنامي هذا النوع من الاستثمارات من خلال مئات مراكز علاج الأسنان والتي انتشرت في كل أرجاء السعودية ليصل عددها إلى 750 مركزاً لطب الأسنان.
وتوقع الزومان تزايد أعداد هذه الاستثمارات الطبية، مشيراً إلى أنه يمكن قياس منطقية هذا التوقع من خلال متوسط دخل الكرسي الواحد في عيادات طب الأسنان والذي أصبح يتراوح بين 60- 70 ألف ريال شهرياً، فيما يبلغ دخل الكرسي الواحد لبعض العيادات إلى حوالي المليون ونصف المليون ريال سنويا.
من جهته عزا الدكتور محمد الشهري استشاري تركيبات الاسنان انتشار عيادات الأسنان في المملكة إلى حاجة السوق وطول مواعيد المستشفيات الحكومية مما ساهم في انتشار العيادات المتخصصة على مستوى المملكة بشكل عام وعلى مستوى الرياض بشكل خاص ويأتي بعدها جدة والمنطقة الشرقية مبينا أن كلاً من المناطق الشمالية والجنوبية تعاني من قلة المراكز المتخصصة الاحترافية مما يدفع كثيرا من الأفراد والعائلات إلى زيارة العاصمة الرياض أو مدينة جدة لعلاج أسنانهم.
وأضاف الشهري أن السعوديين ينفقون أكثر من 2.4 مليار ريال سنويا على علاج أسنانهم والعناية بها، مبينا أن متوسط أنفاق الأسرة السعودية لعلاج أسنان أفرادها والكشف عليها، ومتابعتها طبيا يبلغ حوالى 3000ريال، مؤكدين أن الدراسات بنيت على أن الأسرة السعودية يبلغ متوسط عدد أفرادها ستة أشخاص، وأن عدد سكان المملكة نحو 30 مليون نسمة تقريبا.
وأشار إلى أن السوق السعودية تعد سوقا رائجة لمعدات طب الأسنان، موضحا أن هناك طلبا مرتفعا على شراء معامل وعيادات طب الأسنان، إضافة إلى أن هناك الكثير من المراكز المتخصصة لطب الأسنان في المملكة تحرص على توفير أجهزة متطورة مشتملة على أحدث تطورات التكنولوجيا العصرية، بهدف تقديم خدمة مميزة وعلاج متطور وسريع المرضى، أو كسب مزيد من الزبائن.
العناية بالأسنان.
وشدد الدكتور الزومان على أن مشاكل الأسنان في السعودية تحتاج إلى توعية وحملة للوقاية من التسوس خصوصا أنه يشكل للأطفال في عمر 6 سنوات أكثر من 96 في المئة وحتى عمر 12 عاماً بنسبة 93 في المئة والعيادات المتخصصة تعالج التسوس ومشاكله لكنها لا تعالج السبب الذي يحتاج إلى برنامج حكومي توعوي على مستوى المجتمع والأسر والأفراد وهو ضروري أن يكون مثل البرامج الأخرى التي تتبناها الدولة مثل برامج مرضى السكري والقلب.
من جانبه اضاف الدكتور الشهري أن ارتفاع المستوى المعيشي لدى أفراد المجتمع السعودي بالإضافة إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ساهما في تسويق المجال التجميلي للأسنان إضافة إلى التطور العلمي الكبير في مجال الأسنان حيث تعتبر منتجات طب الأسنان التجميلي هي الأكثر طلبا حاليا على مستوى علاجات طب الأسنان في السعودية وللجنسين رجالاً ونساء، موضحا أن الشباب في الوقت الحالي هم الأكثر إقبالا على تجميل الأسنان من الكبار.
ولفت إلى أن العناية بالأسنان توفر الكثير من الأموال على الأسرة والحكومات والمجتمع بشكل عام إذا تم تدارك المشكلة قبل تفاقمها فالإهمال لدى السعوديين هو السبب وراء انتشار التسوس ومن ثم مشاكل الأسنان والخلع والعصب ومن ثم اللجوء إلى الزراعة وتركيبات الأسنان وما إلى ذلك والتي تكلف الكثير.